وفاة محامية تركية جراء الإضراب عن الطعام طلبا للعدالة جريمة قتل عمد – نائب معارض

وفاة محامية تركية جراء الإضراب عن الطعام طلبا للعدالة جريمة قتل عمد – نائب معارض

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 29 أغسطس 2020ء) سماهر قاووق أوغلو. توفيت المحامية التركية إيبرو تيمتيك بعد مرور 238 يوماً على إضرابها عن الطعام للمطالبة بمحاكمة عادلة، مساء الخميس الفائت بإحدى مستشفيات إسطنبول، حسبما أعلن مكتبها​​​.

وكتب "مكتب هالكين للمحاماة" في تغريدة على تويتر "استشهدت إيبرو تيمتيك العضو في مكتبنا".

وكانت المحامية وزميلها أيتاج أونسال، وهما عضوتان في رابطة المحامين المعاصرين المتخصصة بالدفاع عن القضايا الحساسة سياسيا، أعلنتا الإضراب عن الطعام في 3 شباط/فبراير الماضي للمطالبة بمحاكمة عادلة.

وتتهم السلطات التركية هذه الجمعية بالارتباط بالمنظمة الماركسية اللينينية المتشددة "جبهة-حزب التحرير الشعبي الثوري" التي نفذت اعتداءات وتعتبرها أنقرة وحلفاءها الغربيون "إرهابية" وتحظر نشاطها في البلاد.

(تستمر)

وحمّل النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي التركي المعارض، والمحامي محمود طوغرول الحكومة التركية مسؤولية وفاة المحامية تيمتيك بعد مرور 238 يوماً على إضرابها عن الطعام، معتبراً أن وفاة تيتميك بمثابة " محاولة قتل متعمد".

وقال طوغرول، في تصريح خاص لوكالة سبوتنيك، "تعتبر وفاة المحامية تيمتيك محاولة قتل متعمد واعتداء على حق الحياة، لأن أعضاء المحكمة العليا أقروا بعدم تعرض حياتها للخطر رغم مرور 238 يوم على إضرابها عن الطعام ورفضوا الإفراج عنها رغم أن هذا الموضوع من اختصاص مؤسسة الطب الشرعي والسلطات الصحية".

ورأى النائب أن "انتقاد حكومة حزب العدالة والتنمية وتحالف الجمهور الذي شكلته مع حزب الحركة القومية بات جريمة يعاقب عليها في تركيا"، مضيفاً "بات القضاء التركي يحاكم المعارضين في البلاد بشهادات شاهدين سريين غير معروفين، الأمر الذي يظهر الوضع المأساوي الذي وصل إليه القضاء بعد ظاهرة الشاهد السري".

وتابع "ظاهرة الشاهد السري بدأت تأخذ منحىً خطيراً حيث لا يعرف أي شيء عن هؤلاء الشهود السريين المجهولين إذ لا يوجد حتى توقيعهم على القرارات الصادرة من المحكمة، وهذا الأمر يجري استثماره واستغلاله في القضايا المرفوعة ضد المعارضين ويفسح المجال لمحاكمتهم كما حدث في قضية المحامية تيمتيك".

وأشار طوغرول إلى أن "السلطات التركية اعتقلت المحامية تيتميك بناء على شهادة شهود سريين مجهولين وتم اتهامها بالعضوية في التنظيم الإرهابي ومساعدة منفذي اغتيال المدعي العام التركي محمد سليم كيراز عام 2016 بالدخول إلى قصر العدل في إسطنبول، والقضاء التركي أصبح يثق بكل الشهود السريين الذين لا نعرف عنهم أي شيء، حيث يقوم بعض الشهود السريين بتلفيق التهم للتملص من تهم موجهة لهم كما حدث في اعتقال رئيس بلدية ديار بكر السابق سلجوق مزركلي، إذ تم الإفراج عن الشاهد السري الذي كان معتقلاً في سجن قيصري ويحاكم بالسجن مدى الحياة وذلك بعد الافتراءات والتهم الت�

� وجهها لمزركلي في شهادته".

ورأى أن ظاهرة الشهود السريين في القضاء التركي باتت تأخذ منحىً خطيراً تتجاوز حد الاستثمار، وتحولت إلى أداة في يد الحكومة لمحاكمة المعارضين وتصفيتهم، مشدداً على ضرورة الكشف عن الشاهد السري الذي شهد ضد المحامية إبرو تيمتيك وتسبب بوفاتها وبأي ذريعة اتهمها ومقابل ماذا وأي وعود.

وأعرب النائب عن "أسفه لاضطرار السياسيين والمحامين في تركيا للإضراب عن الطعام للمطالبة بمحاكمة عادلة ووفاة محامية نتيجة ذلك وتجاهل السلطات القضائية التركية مطالبهم ولجوئها إلى ترهيب القضية".

وقال طوغرول: "يجب على الجميع بذل الجهود وتحمل المسؤولية من أجل إنقاذ حياة المحامي أونسال أيتاج المضرب عن الطعام منذ 240 يوما".

وحكمت المحكمة التركية على المحامية تيتميك بالسجن لمدة 13 سنة و6 أشهر عام 2019 بتهمة العضوية بتنظيم إرهابي مسلح، والتورط في اغتيال المدعي العام محمد سليم كيراز من خلال مساعدة مسلحين من تنظيم "جبهة التحرير الشعبي الثوري" بالدخول إلى قصر العدل بإسطنبول .

ورفضت المحكمة في اسطنبول الشهر الماضي الإفراج عن المحامية على الرغم من تقرير الطب الشرعي الذي يؤكد أن حالتها الصحية لا تسمح لها بالبقاء في السجن وطالب بالإفراج عنها.

واعتبر الاتحاد الأوروبي أنّ وفاة تيمتيك تكشف "أوجه القصور الخطيرة" في النظام القضائي التركي.

وقال الناطق باسم الاتحاد بيتر ستانو في بروكسل إنّ "إضراب إيبرو تيمتيك عن الطعام للحصول على محاكمة عادلة ونتيجته المأساوية توضح بألم حاجة السلطات التركية العاجلة لمعالجة وضع حقوق الإنسان في البلاد".

أفكارك وتعليقاتك