القمة العالمية للصناعة والتصنيع : الهيدروجين يعيد صياغة سلاسل الطاقة العالمية

القمة العالمية للصناعة والتصنيع : الهيدروجين يعيد صياغة سلاسل الطاقة العالمية

- تحديات سياسية وجغرافية واقتصادية تعيق الجهود العالمية لتوظيف الهيدروجين والطاقة المتجددة في خفض انبعاثات الكربون.

- خفض تكاليف الإنتاج والبنية التحتية أحد أكبر التحديات أمام زيادة حصة الهيدروجين في مزيج الطاقة.

- الهيدروجين يوفر حلولًا فعالة لتخزين الطاقة المتجددة التي يتم توليدها باستخدام الطاقة الشمسية.

......................................................‬ هانوفر في 5 سبتمبر / وام / أكد عدد من الخبراء المشاركين في جلسات المؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، والتي تختتم أعمالها اليوم 5 سبتمبر 2020 أن التوجه الداعم لتطوير الهيدروجين كمصدر للطاقة سيساهم في إعادة صياغة سلاسل الطاقة العالمية وخلق فرص للدول النامية للعب دور مهم في هذا القطاع.

‪ ‬ وألقت إليزابيث وينكلماير بيكر، أمين دولة للشؤون البرلمانية في الوزارة الاتحادية للشؤون الاقتصادية والطاقة في ألمانيا، كلمة افتتاح للجلسة أعقبها نقاش أداره هولجر لوش، نائب المدير العام لاتحاد الصناعات الألمانية، حول " اقتصاد الهيدروجين العالمي وجهود التحول إلى صناعة مستدامة وإنشاء سلاسل عالمية جديدة للقطاع الصناعي " .

(تستمر)

  وقالت إليزابيث وينكلماير بيكر : " تهدف سياستنا الصناعية إلى تحويل الصناعة الأوروبية إلى صناعة أكثر التزامًا بالبيئة، وبالتحول الرقمي وأكثر قدرة على التعامل مع الأزمات، ولا شك أن سلاسل القيمة الأوروبية المبتكرة والاستراتيجية والتي توظف أرقى التقنيات الرقمية ستلعب دورًا أساسيًا في تحقيق هذا الهدف، ونحن مصممون على مواصلة تعزيز الانتقال نحو الطاقة النظيفة، ويسمح الهيدروجين الذي يتم إنتاجه بطريقة صديقة للبيئة بخفض انبعاثات الكربون بنسبة كبيرة، لا سيما في الصناعة والنقل ".

 ‬وشارك في جلسة النقاش كل من أرمين شنيتلر، الرئيس التنفيذي لشركة "سيمنس إنيرجي"، والرئيس التنفيذي لرابطة الهندسة الكهربائية والتقنيات الإلكترونية وتقنيات المعلومات، والدكتورة كريستين ويستفال، المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية وعضو المجلس الوطني للهيدروجين، ودانيل ميلز، مدير إنتاج الطاقة النظيفة والهيدروجين في شركة "بي أو سي" التابعة لمجموعة لايند الأسترالية.

  ويرى العديد من الخبراء أن إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة قد يكون الطريقة الوحيدة الأكثر فعالية للحد من انبعاثات الكربون الضارة ومعالجة تحدي التغير المناخي، ويتوجب على دول العالم لتتمكن من تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ الاهتمام بشكل أكبر بإيجاد حلول تساهم في الحد من انبعاثات الكربون الضارة، كما يتوجب على الشركات العاملة في القطاع الصناعي الدفع بهذا الاتجاه.

وقد شهدت السنوات القليلة الماضية تنامي الاهتمام بالهيدروجين ومشتقاته كبديل للوقود الأحفوري في القطاع الصناعي، وذلك لتمكنيه من لعب دوره في تحقيق الأهداف المناخية المنصوص عليها في اتفاق باريس.

  وتطرق الخبراء المشاركون في الجلسة لمناقشة التحديات التي تعيق بناء سوق عالمية للهيدروجين والدور الذي يمكن أن تضطلع به هذه السوق في الحد من انبعاثات الكربون، وأشارت الدكتورة كيرستن ويستفال إلى أن مصادر الطاقة المتجددة غيرت مشهد الطاقة العالمي وأن الهيدروجين يمكن أن يكون له تأثير مماثل في المستقبل .

وقالت : " كثيرًا ما يشار إلى الهيدروجين على أنه "نفط المستقبل"، لكن علينا أن نقطع شوطًا طويلًا قبل أن نرى سوقًا عالمية للهيدروجين تماثل سوق النفط الحالية، وفي حال تم إنشاء سوق عالمية للهيدروجين، فاعتقد بأنها ستكون مختلفةً كليًا عن أسواق النفط، خاصة وأن الهيدروجين يمكن إنتاجه باستخدام الطاقة المتجددة، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تطوير سلاسل قيمة للطاقة توفر العديد من الفرص لكل من الدول الغنية بالطاقة المتجددة وللدول المتقدمة في مجال تكنولوجيا الطاقة " .

  وأضافت : " يوفر الهيدروجين الكثير من الفرص، وستشكل الشراكات العالمية وطبيعتها عاملًا حاسمًا في الطريقة التي سيتم من خلالها الاستفادة من هذه الفرص، وهذا أمر مهم للغاية من وجهة النظر السياسية والجغرافية الاقتصادية، ويتطلب تحديد المشاريع المشتركة عبر سلاسل الطاقة العالمية، أما بالنسبة للنفط، فالأمر مختلف كليًا، حيث يلعب الموقع الجغرافي والموارد الطبيعية والبنية التحتية الدور الرئيسي في تشكيل سوق النفط العالمية، وقد استغرق العالم وقتًا طويلًا لبناء نظام عالمي لتجارة النفط، ولذلك آمل أن يتم تطوير بناء نظام عالمي لسوق الهيدروجين بسرعة أكبر وبطريقة مختلفة".

وأشارت ويستفال إلى أن الاهتمام المتزايد بالهيدروجين يعود إلى دوره في الحد من انبعاثات الكربون، خاصة بعد تنامي الدعوات المطالبة بوقف الأضرار المتزايدة التي تسببها النشاطات الصناعية والاقتصادية للمناخ، والإدراك المتزايد لأهمية وضع برامج أكثر مراعاة للبيئة للمساهمة في التعافي من أزمة الوباء، داعية إلى ضرورة اغتنام فرصة الاهتمام المتزايد بقضايا المناخ لدعم التوجه إلى الهيدروجين كمصدر للطاقة وتعزيز حصته في السوق.

  وقالت: " أعتقد أن دعم الدول لهذا التوجه في حزم التحفيز سيشكل خطوة مهمة للغاية لتشجيع التحول في مجال الطاقة، ويحتاج ذلك إلى بناء علاقات ثنائية متينة، وبناء شراكات في مجال الاستيراد والتصدير، وتأسيس مبادئ عالمية لحوكمة قطاع الهيدروجين، ولا شك أن علينا دراسة كافة جوانب انتاج واستهلاك الطاقة لبناء نظام جديد للطاقة يساهم في التخلص من انبعاثات الكربون."   بدوره أشار أرمين شنيتلر إلى أن حوالي %20 إلى 25% فقط من الاستهلاك العالمي للطاقة موجه لإنتاج الطاقة الكهربائية، مؤكدًا أنه يمكن تلبية هذه النسبة من الاستهلاك باستخدام مصادر الطاقة المتجددة مما يساهم في خفض نسب انبعاثات الكربون، ويمكن أن نزيد من استخدام الطاقة المتجددة لتصل نسبة ما تغطيه من احتياجات الطاقة العالمية إلى ما يقرب من 50%، ولكن سيبقى علينا أن نغطي حوالي نصف إجمالي استهلاك الطاقة العالمي باستخدام مصادر غير متجددة للطاقة مما يزيد من حاجتنا إلى ابتكار حلول صديقة للبيئة، ولا شك في أن الهيدروجين يساهم في سد هذه الفجوة إذا ما استطعنا خفض تكلفة الإنتاج لتشجيع القطاع الصناعي على التحول من الاعتماد على الوقود الأحفوري إلى الهيدروجين لتقليل الانبعاثات الكربونية، وستعتمد هذه الجهود على تقليل تكلفة الطاقة المتجددة باستمرار مع زيادة إنتاج الهيدروجين".

  وقال شنيتلر : " من الضروري العمل على خفض تكاليف انتاج الهيدروجين أو الهيدروجين الأخضر التي تعتمد بشكل كبير على تكلفة الكهرباء التي يمكن انتاجها من مصادر متجددة للطاقة، ولذلك نركز جهودنا لمساعدة شركات القطاع الصناعي في اعتماد هذا التحول للمساهمة في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وكذلك، نقوم بضخ الاستثمارات في تطوير التكنولوجيا التي تمكننا من استغلال الفرص التي يتيحها الهيدروجين الأخضر، إضافة إلى توظيف الجهود لتطوير انتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في الدول التي تتوافر فيها الظروف الملائمة لهذا الغرض، وعلى المدى الطويل، أعتقد أن الهيدروجين الأخضر يشكل الفرصة الأمثل، وأنه سيستحوذ على حصة كبيرة من سوق الطاقة العالمي".

 من جهته، قال دانييل ميلز : " تشهد الطاقة المتجددة نموًا كبيرًا وتكتسب حصة أكبر من سوق الطاقة، إلا أن إنتاج الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة غالبًا ما يتم خلال النهار، عندما يكون الطلب على الكهرباء في أدنى مستوياته، وهو ما يشجع على استخدام الفائض من الكهرباء التي تم توليدها لإنتاج الهيدروجين ".

 وأضاف ميلز : " على الصعيد الآخر، تشهد أسعار الطاقة ارتفاعًا كبيرًا خلال فترة ما بعد الظهر، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا للقطاع الصناعي وخاصة الصناعات التحويلية، ونهدف إلى استخدام الهيدروجين كآلية للتخزين للمساعدة في استغلال الفائض الكبير لمصادر الطاقة المتجددة خلال النهار للاستفادة منه لاحقًا لتغطية احتياجات القطاع الصناعي والمنازل من الطاقة".

أفكارك وتعليقاتك