القيادة الفلسطينية تؤكد رفضها المساس بأي رمز من رموز الدول العربية بما فيها الإمارات

القيادة الفلسطينية تؤكد رفضها المساس بأي رمز من رموز الدول العربية بما فيها الإمارات

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 08 سبتمبر 2020ء) أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، رفض الرئيس محمود عباس المساس بأي من الرموز السيادية لأي دولة عربية، بما فيها الامارات العربية المتحدة.

وشدد أبو ردينة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، على حرص الرئيس عباس ودولة فلسطين على العلاقات الأخوية مع جميع الدول العربية على قاعدة الاحترام المتبادل، مع وجوب تمسك الأشقاء العرب بالمبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية عام 2002​​​.

جاء ذلك على خلفية مطالبة مجلس التعاون لدول الخليج العربية القيادات الفلسطينية والرئيس محمود عباس بالاعتذار عما صدر عن بعض المشاركين في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي عقد يوم الخميس المنصرم بمقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله بالتزامن مع مقر السفارة الفلسطينية بيروت عبر نظام ربط الاتصال بالفيديو حيث شارك بالجلسة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة وعدد من الأمناء العامين للفصائل ونوابهم.

(تستمر)

وقال الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي، لوكالة سبوتنيك، حول طلب مجلس التعاون الخليجي بالاعتذار: "اجتماع الأمناء العامين للفصائل الخميس المنصرم كان واضحا برفض التطبيع وقرار الإمارات وتطبيعها العلاقات مع إسرائيل، وهذا أمر لا نخفيه أو نخجل منه بل على كل الدول العربية الالتزام بمبادرة السلام العربية التي أقرتها ووقعت عليها وبادرت إليها المملكة العربية السعودية".

وأردف الصالحي "لقد وقعت الدول العربية على قرارات القمم التي قالت إن إنهاء الاحتلال أولا ثم إقامة العلاقات مع إسرائيل والآن المطالب بالاعتذار هو كل من يخرق مبادرة السلام العربية وقرارات القمم العربية".

في السياق ذاته قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، لوكالة سبوتنيك، "لم تصدر عن الرئيس عباس أو أمناء عامين القوى والفصائل الفلسطينية أي كلمة مسيئة للإمارات العربية المتحدة، لا كان ذلك انتقادا وهذا من حقنا في ظل المعاهدة بين الإمارات وإسرائيل المضرة ليس فقط بحق الشعب الفلسطيني بل بشعب الإمارات نفسه".

واضاف البرغوثي: "الذي عليه الاعتذار للشعب الفلسطيني، هم من يخرجون كالأبواق عبر وسائل الاعلام، ويسيؤون للشعب الفلسطيني وللعلاقات الأخوية بين الشعبين الفلسطيني والإماراتي، والتي كرسها الشيخ زايد (الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان) حين دعم القضية الفلسطينية حيث أن معاهدة التطبيع هي خروج عن ذلك النهج".

وتابع البرغوثي: "نحن ضد المساس بأي رموز سيادية تسيء لاي بلد عربي واذا حدثت في اي مكان فهي اجتهاد شخصي ولا تعبر عن موقف القوى الفلسطينية".

من ناحيته قال امين عام جبهة النضال الشعبي، أحمد مجدلاني: "أنا استغرب هذه الدعوة الصادرة عن مجلس التعاون الخليجي الذي غاب سنوات جراء الازمة بين قطر وعدد من دول الخليج".

وأضاف: "الادعاء بالمطالبة باعتذار من قبل مجلس التعاون الخليجي يشير إلى أن أمين عام المجلس غادر مربع الصواب في هذا الطلب غير المنطقي وغير العقلاني".

وتابع مجدلاني: "أمناء عامين الفصائل الفلسطينية قالوا كلاما سياسيا ولم يمسوا بسيادة أي من الدول لكن الذي مُس هي المصالح الوطنية الفلسطينية والاجماع العربي ومبادرة السلام العربية".

وأردف أمين عام جبهة النضال الشعبي: "كان المأمول من أمين عام مجلس التعاون الخليجي أن يوجه اللوم للإمارات العربية المتحدة التي خرقت الاجماع العربي وقرارات القمم العربية".

وتابع مجدلاني: "أمين عام مجلس التعاون الخليجي يبدو أنه لا يعرف الشعب الفلسطيني ولا يعرف حدوده عندما يطلب من الرئيس محمود عباس وقادة العمل الوطني بالاعتذار له".

وقال مجدلاني:"فلسطين لا تعتذر والمطلوب من أمين عام مجلس التعاون الخليجي الاعتذار، وعلى الإمارات الاعتذار عن العمل المشين الذي ارتكبته بحق الشعب الفلسطيني".

في ظل الخلاف بين القيادة الفلسطينية والإمارات جراء توقيع الأخيرة اتفاق سلام مع إسرائيل برعاية أميركية، فقد ازدادت، بحسب مراقبين، الخشية على المقيمين الفلسطينيين بالإمارات حيث قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في تصريح نشرته (وفا)، إن الرئيس محمود عباس يقدر عاليا الدور الإيجابي الذي تضطلع به الجالية الفلسطينية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وما ساهمت به خلال العقود الماضية في إطار تعزيز العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين الفلسطيني والإماراتي".

وقال الناطق الرسمي: "ثقة الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية بوعي أبناء جاليتنا في دولة الإمارات وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة لتفويت أية محاولات ترمي إلى خلق شرخ بينهم وبين شعوب الدول التي يعيشون معها، معربا عن الثقة بأن "جالياتنا عامة، بما فيها جاليتنا في دولة الإمارات العربية، ستظل عنصرا بناءً ولن تكون جزءا من أية أزمات عابرة تنشأ لهذا السبب أو ذاك".

يذكر ان الخميس المنصرم شهد اجتماعا لكل الفصائل المنضوية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ومن خارجها من مختلف التيارات للمرة الأولى منذ سنوات.

وقد جرى إدانة اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي في وقت اتفقت فيه الفصائل على تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية وتحديد برنامج عمل سياسي وميداني موعد.

أفكارك وتعليقاتك