ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام.. الآفاق متضاربة لكنها خطوة تدعم حظوظه في السباق الرئاسي

ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام.. الآفاق متضاربة لكنها خطوة تدعم حظوظه في السباق الرئاسي

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 10 سبتمبر 2020ء) رشح النائب النرويجي كريستيان تيبرينغ-غيدي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام لعام 2021، لدوره في التوسط لاتفاق بشأن تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، وهي المرة الثانية خلال العامين الماضيين الذي يتم فيها ترشيحه لجائزة نوبل للسلام .

ووفقا لتيبرينغ-غيدي، فإن ترامب يستحق هذه الجائزة أكثر من العديد ممن حصلوا عليها في السابق لدوره في التقريب بين إسرائيل والإمارات. قائلاً بهذا الصدد "سواء في اتفاقات كامب ديفيد للسلام عام 1978 أو اتفاقات أوسلو عام 1993، فقد تم منح جوائز نوبل للسلام لأبطالها، وهذه الاتفاقية [التطبيع مع إسرائيل] هي على الأقل بنفس الثورية في الشرق الأوسط".

ونتيجة للاتفاقات التي تم التوصل إليها بمساعدة واشنطن، أصبحت الإمارات العربية المتحدة ثالث دولة عربية بعد الأردن ومصر تعترف بإسرائيل.

(تستمر)

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، يوم أمس الأربعاء، إن الرئيس دونالد ترامب مرشح لجائزة نوبل للسلام لعام 2021، لتوسطه في اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، مشيرا إلى أن ذلك يمثل خطوة كبيرة نحو "شرق أوسط أكثر سلما منذ أكثر من 25 عاما".

وأوضح المسؤول الأميركي أن اتفاق السلام هذا "شهادة على الدبلوماسية الجريئة ورؤية الرئيس ترامب الذي سيستضيف الوفدين الإسرائيلي والإماراتي في حفل توقيع على اتفاقية السلام في الخامس عشر من الشهر الجاري بالبيت الأبيض".

بدوره أعاد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نشر 17 تغريدة على حسابه في موقع "تويتر" من صفحات أخرى تحدثت عن ترشيحه لجائزة نوبل للسلام، بعد توصل الإمارات وإسرائيل لاتفاق التطبيع. وفي الولايات المتحدة، لاقت أخبار ترشيح ترامب للجائزة المرموقة كماً هائلاً من الانتقاد.

ليست المحاولة الأولى

وسبق للنائب النرويجي أن رشّح بالمشاركة مع نائب آخر ترامب لجائزة نوبل للسلام عام 2018 لتحقيقه تقاربا استثنائيا مع كوريا الشمالية، إلا أن هذه الخطوة لم يكتب لها النجاح، كما أن عملية التفاوض مع الدولة النووية المعزولة سرعان ما فقدت زخمها.

وقال ترامب في ذلك الوقت إنه لا يعتبر نفسه جديرا بالجائزة، لكنه يأمل في الفوز بنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية - وهو ما سيكون أفضل مكافأة له.

ولكن في الخريف الماضي، وأثناء وجوده في نيويورك، أعرب ترامب مرة أخرى عن أسفه لعدم منحه جائزة نوبل. ووفقاً لترامب، يمكن الحصول عليها "مقابل الكثير من الأشياء المختلفة إذا ما أعطوها بكل أمانة، وهم لا يفعلوا ذلك".

واشتكى ترامب من أنه لم يتم أخذ ترشيحه بالجدية الكافية لجائزة نوبل للسلام، معربا عن إحساسه بالمرارة لمنحها إلى سلفه باراك أوباما في بداية ولاية الأخير عام 2009 . وقال ترامب العام الماضي "منحوها لأوباما. هو نفسه لم يعلم لمَ حصل عليها. كان هناك لمدة 15 ثانية ونال جائزة نوبل"، مضيفا "ربما لن أحصل عليها أنا ابدا".

احتمال الحصول على الجائزة متأرجح

ووفقاً للمستشار الكبير في شركة "غالفا ستيت إنتاليست"، لثيودور كاراسيك، وهي شركة استشارية مقرها واشنطن، فإن احتمالات فوز ترامب بجائزة نوبل للسلام لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة متضاربة.

وقال كاراسيك لوكالة "سبوتنيك" : "من ناحية، الاتفاق على تطبيع العلاقات فريد حقا من حيث بناء القدرة الثنائية ووجود قوة جذب معينة، الأمر الذي سيسهم مع مرور الوقت في جذب المزيد من البلدان العربية، والتي ستجذبها الفوائد الاقتصادية التي يبشر بها تطبيع العلاقات. وبهذا المعنى، فإن الاتفاقات وكل ما يتعلق بها ثوري. هل تستحق هذه الجهود جائزة نوبل للسلام؟ نعم ولا".

وأوضح أنه على أي حال، فإن مناقشة موضوع جائزة ترامب المرجحة لصنع السلام ستساعد ترامب على التقدم في السباق الرئاسي في وقت نشهد فيه انقساما واضحا في المجتمع الأميركي". وفي الوقت نفسه، قال الخبير إن رد الفعل الذي قوبل به الخبر في الولايات المتحدة يتحدث عن نفسه.

وأضاف كاراسيك " ولكن على أي حال، ومن وجهة النظر الجيوسياسية، فان اتفاقية تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل اهم بكثير من المناقشات التي جرت في ذلك الوقت بسبب كوريا الشمالية".

الحائزون على جائزة نوبل من رؤساء الولايات المتحدة

حصل أربعة رؤساء أميركيين ونائب رئيس واحد، على مدى تاريخ الجائزة والذي دام أكثر من قرن من الزمان، على جائزة نوبل للسلام.

حصل الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت في عام 1906، على الجائزة "الوساطة الناجحة للسلام الروسي الياباني". وكان ثاني رئيس أميركي يحصل على الجائزة هو وودرو ويلسون، وفي عام 1919 حصل عليها لإنشاء عصبة الأمم.

وفي عام 2002، مُنحت جائزة نوبل للسلام لجيمي كارتر، الذي شغل منصب الرئيس من عام 1977 إلى عام 1981، وذلك لمساهمته "على مدى عقود في الجهود الرامية إلى إيجاد حلول سلمية للصراعات الدولية، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، إلى جانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية".

ويُعتقد أن كارتر حصل على الجائزة لجهوده في إبرام اتفاقيات سلام بين إسرائيل ومصر بين عامي 1978 و 1979 .

ومُنحت الجائزة لنائب الرئيس الأميركي السابق آل غور، في عام 2007، الذي شغل هذا المنصب من عام 1993 إلى عام 2001، لدوره في زيادة الوعي بمخاطر الارتفاع في حرارة الأرض وتغير المناخ.

وكان واحدا من أكثر الذين حصلوا على الجائزة انتقادا هو الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، والذي حصل عليها لجهوده الرامية إلى "تعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب". حيث أعرب بعض المسؤولين عن منح الجائزة عن أسفهم للقرار مع مرور الوقت، قائلين إن منحها لأوباما لا يرقى إلى مستوى توقعات اللجنة.

ووفقًا للموقع الرسمي، يتنافس 318 مرشحًا على جائزة السلام، وسيتم الإعلان عن الفائز في تشرين الأول / أكتوبر 2021.

ويتلقى معهد نوبل كل عام مئات الترشيحات لنيل جوائزه، لكن لا توجد أي ضمانات تكفل الفوز. ويرحب معهد نوبل النرويجي بجميع الأسماء المقترحة بشرط إرسالها بحلول 31 كانون الثاني/ يناير من العام الذي تمنح فيه الجوائز، إضافة إلى تقديمها من قبل أشخاص مؤهلين للترشيح، وأعضاء البرلمان النرويجي من بين هؤلاء الذين يحق لهم تقديم اقتراحات.

أفكارك وتعليقاتك