معالم أبوظبي.. أيقونات عالمية بتصاميم عبقرية

معالم أبوظبي.. أيقونات عالمية بتصاميم عبقرية

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 23 سبتمبر 2020ء) شكلت عملية إعادة إكساء صحن جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي إضافة نوعية عززت من عبقرية التصميم الجمالي والهندسي لهذا الصرح الذي يعد من أهم المعالم الدينية الثقافية في المنطقة والعالم.

وتشكل الروائع الهندسية المعمارية أحد أهم مقومات الجذب السياحي في العاصمة أبوظبي والتي يندرج تحتها العديد من المعالم الدينية والثقافية والتراثية والتي تحولت إلى أيقونات فنية عالمية باتت تشكل جزءا أصيلا من الهوية الثقافية والسياحية للمدينة.

وتضم قائمة الايقونات الهندسية الفريدة في العاصمة ابوظبي إلى جانب جامع الشيخ زايد الكبير، متحف اللوفر، وواحة الكرامة، وجسر الشيخ زايد، إضافة إلى برج كابيتال المائل وأبراج البحار، ومبنى الدار في مدخل العاصمة وغيرها من المعالم الثقافية والترفيهية.

(تستمر)

يُعد الجامع أحد أكبر المساجد في العالم ومن أضخم الأعمال المعمارية التي تمزج بين الديانة الإسلامية ومختلف ثقافات العالم.

ويتميز الجامع الذي يتّسع لحوالي 55 ألف مصلٍّ وزائر في اليوم بأعمدة مزدانة بـ 1096 حجراً من الجمشت واليشب و82 قبة يكسوها الرخام الأبيض وثريات مرصعة بكريستال الشواروفسكي ومطلية بالذهب.

ويعتبر صحن الجامع حد أكبر الأعمال الفنية المصنوعة من الفسيفساء في العالم والذي تبلغ مساحته الإجمالية نحو 17400 متر مربع ويتسع لنحو 31000 مصل، وقد شهد الصحن مؤخرا مشروع صيانة لإعادة اكساؤه بأكثر من 30 نوعا من الرخام كالإيطالي والهندي واليوناني، وباستخدام أكثر من 9 ملايين قطعة موزاييك لتصميم 3825 لوحة فنية.

وفي دلالة على قيمته الجمالية اختار "موقع تريب أدفايزر" جامع الشيخ زايد الكبير كثاني أفضل صرح معماري في العالم في الأعوام 2017 و2016 و2014.

يُعدّ المتحف أول متحف عالمي في الوطن العربي يجسّد الانفتاح على الحضارات، وقد استوحى المهندس جان نوفيل الحائز على جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية تصميم المتحف الذي يغطي مساحة 9200 متر مربع من فن العمارة العربية والتقاليد الإماراتية.

وكلّل جان نوفيل تصميمه للمتحف بقبة فضية ضخمة تبدو وكأنها تطفو فوق المتحف بأكمله، وعلى الرغم من أنّ القبة تبدو خفيفة الوزن إلاّ أنها تزن حوالى 7500 طن، أي ما يعادل وزن برج إيفل في باريس.

وتمثل قبة المتحف بنيةً مُعقّدة مكونة من 7850 نجمة، مُكرّرة بمختلف الأحجام والزوايا في ثماني طبقات مختلفة، وعند مرور الشمس فوقها، تنساب أشعتها من خلال نجوم القبة لرسم تأثير مُلهم داخل المتحف يُعرف باسم "شعاع النور".

تتربع واحة الكرامة على مساحة 46000 متر مربع، وتشمل في أرجائها محطات داخلية وخارجية ممتدة على طول الواحة، وتضم على امتدادها، نصب الشهيد، وجناح الشرف ومركز الزوار، وميدان الفخر، ومرافق مصاحبة أخرى.

ويرمز نصب الشهيد المصمم من قبل الفنان العالمي إدريس خان إلى القوة والشجاعة التي تحلى بها شهداء الإمارات وأبطالها، ويتكون النصب من 31 لوحا عملاقا من الألمنيوم التي تسند بعضها البعض.

ويغطي سقف جناح الشرف في النصب ثمانية ألواح ترمز إلى الإمارات السبعة بينما يمثل اللوح الثامن شهداء دولة الإمارات، كما ويوجد في منتصف الجناح عمل فني يتكون من ألواح زجاجية شفافة كبيرة تمثل الإمارات السبعة ويحيط بها بركة يجري من خلالها الماء، بينما يحيط بكل لوح من الجانبين الأمامي والخلفي نقش بقسم الجنود يمكن للزوار قراءته من أي جانب.

ويتميز ميدان الفخر بمساحته الواسعة التي تصل إلى حوالي 4000 متر مربع وتتخذ شكلاً دائرياً، ويقدم انعكاسا واضحاً لنصب الشهيد وجامع الشيخ زايد الكبير، كما ويحيط بالميدان مسرح ومدرج كبير يتسع لحوالي 1200 شخص٬ ويوجد في منتصفه بركة ماء دائرية الشكل يمكن السير عبرها حيث يصل عمقها إلى 15 مم فقط، وتشكل لوحة فنية في غاية الروعة تجمع بين انعكاس جامع الشيخ زايد الكبير ونصب الشهيد.

وحازت واحة الكرامة في عام 2018 على جائزة الإبداع الأيقونية عن فئة أفضل تصميم في الهندسة المعمارية المبتكر.، كما سبق وأن حصلت على جائزة العمارة الأميركية لسنة 2017.

يبهر جسر الشيخ زايد في أبوظبي العابرين بروائع الهندسة المعمارية، باعتباره الجسر الأكثر تعقيداً على الإطلاق، حيث تحاكي أقواسه المنحنية أشكال الكثبان الرملية، ويتميز بتصميم إضاءة ديناميكي مع ألوان ناعمة تنساب عبر هيكله، وتتدلى مساراته من أقواس فولاذية، تشكّل موجة انسيابية، على طول 842 متراً وارتفاع 64 متراً.

وصمم الجسر من قبل المهندسة العراقية العالمية زها حديد، ويتميز بقدرته الاستيعابية الضخمة التي تقدر بنحو 8 آلاف مركبة في الساعة في كل اتجاه، بمعدل 16 ألف مركبة في الساعة بالاتجاهين.

وفاز الجسر في عام 2011 بجائزة الإنجاز العالمية للطرق "GRAA" التي يمنحها الاتحاد الدولي للطرق "IRF" إحدى المنظمات المعترف بها من قبل الأمم المتحدة وذلك عن فئة التصميم.

يؤكد البرج الذي يعرف أيضا باسم "برج أبو ظبي المائل" على أن الإمارات تحفل دائماً بكل ما هو عصري ومتفوق في الوصول إلى الأرقام العالمية، حيث يتميز بدرجة ميلانه 18 درجة لجهة الغرب وتحديه للجاذبية، إضافة إلى تقنية المحور المركزي المنحني.

ويشتمل البرج على عدد من السمات المميزة التي تعزز من مكانته كأحد أكثر المشاريع تميزاً في العالم حيث تختلف كل غرفة فيه عن الأخرى، ويختلف كل لوح زجاج في الواجهة عن غيره وكذلك تختلف كل زاوية داخل المبنى يبلغ ارتفاعه 160م ويتكون من 35 طابقا.

وفي يونيو 2010 قدمت موسوعة غينيس للأرقام القياسية اعترافا بأن "كابيتال جيت" هو أروع بناء مائل من صنع الإنسان على الإطلاق، حيث يميل بمقدار يفوق 4 أضعاف زاوية ميل برج "بيزا" الشهير في إيطاليا.

حلّت أبراج البحر في المركز الثاني في جائزة "إمبوريس لناطحات السحاب" عام 2012 لأفضل مشاريع المباني السكنية المرتفعة في العالم، كذلك اختارها المجلس العالمي للأبنية الشاهقة والمساكن الحضرية " CTB H" عام 2013 أفضل تصميم معماري من حيث الابتكار ومجاراة المعايير البيئية.

وتتألف أبراج البحر من برجين توأمين مكونين من 29 طابقاً على ارتفاع 145 متراً، وما يميزها هو نظام التظليل الإسلامي، "المشربية" المؤلّفة من 2000 مظلة شمسية تفتح وتغلق تلقائياً وفقاً لحدة أشعة الشمس، حيث تسهم هذه المشربية في حماية المبنى من أشعة الشمس وتقليص استهلاك الطاقة بنحو 50% بسبب عدم الاعتماد التام على استخدام الزجاج الكثيف الملوّن.

يربض مقر الدار على شبه جزيرة مرتفعة ويطلّ على مناظر البحر والمدينة الخلابة، ويعدّ المبنى الدائري الأول في شبه الجزيرة العربية.

وصممت شركة "إم زي" للهندسة المعمارية المبنى على شكل شبه كرويّ، ويتألف من واجهتين دائريتين محدّبتين تم وصلهما بزجاج مسنّن، يتمتّع هذا المبنى الزجاجي بتصميم دائري بالكامل على مستوى ارتفاعه ومقوس في جميع الاتجاهات الأخرى ومنحت شركة إمبوريس، وهي أكبر شركة في العالم متخصصة في حفظ بيانات ناطحات السحاب، هذا البناء الذي يتألف من 23 طابقاً بارتفاع 110 أمتار اسم "أحد أروع مباني مكاتب الشركات في العالم" بفضل لتصميمه المبتكر وتأثيره البصري ووظيفته، كما حصل المبنى في عان 2008 أيضاً على جائزة "أفضل تصميم مستقبلي" في مؤتمر بلدنغ إكستشاينج.

أفكارك وتعليقاتك