غالبية سكان العالم قاوموا التهويل من خطر كورونا وفضلوا إصابة محتملة على الموت جوعا – خبيرة

غالبية سكان العالم قاوموا التهويل من خطر كورونا وفضلوا إصابة محتملة على الموت جوعا – خبيرة

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 05 اكتوبر 2020ء) رانية الجعبري. اعتبرت المحللة الاقتصادية الأردنية لما العبسة أن التهويل من خطر تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" ما عاد يستهوي الناس، مرجعة ذلك إلى العامل النفسي للمستهلك الذي لا يريد الموت جوعا عوضا عن الموت بفعل تداعيات إصابة محتملة بالفيروس لا سيما بعد أن سجلت غالبية دول العالم تراجعا في معدل الإصابات بالفيروس​​​.

وتابعت العبسة، في تصريح لوكالة سبوتنيك، شارحة "أولا المستهلك هو المحرك الأساسي لكافة الأسواق في العالم سواء أسواق التعاملات الدولية من النفط أو الأسهم أو الأسواق العالمية حتى على مستوى الاستهلاك الطبيعي. دائما يتم استهلاك السلع بحسب رغبة المستهلك، بالتالي هو العامل أو المحرك الأساسي لعملية التحرك القائم بالأسواق".

(تستمر)

وأضافت "إذا تكلمنا عن كورونا، كونها هي حديث الساعة في هذا الوقت، نقول إن التأثير جاء من الخوف على الصحة بداية وكان هنالك تفاعل من الناس بقبول القرارات القاسية التي فرضتها العديد من حكومات دول العالم على رأسها الحجر الكامل، أغلقت مدن تماما وأغلقت أبواب محال، وأبواب مطاعم قُطعت أرزاق بسبب ما يعرف بالكورونا للحماية".

وأشارت العبسة إلى أنه "عندما رأى الناس أنهم بدأوا يسحبون من مدخراتهم وبعضهم فقد جميع مدخراته فلم يعد قادرًا على الوفاء بالمتطلبات الأساسية، فقرروا تحدي مفهوم الإجراءات الصحية، فأثر عليهم العامل النفسي وأصبح الناس قلقين على ما سيحمله المستقبل القريب"، مبينة أن منطق تفكير الناس أصبح يقوم على التفكير شهرا بشهر.

وتابعت قائلة "بات هناك سؤال مطروح داخل كل إنسان هو .. هل سنبقى على رأس عملنا، أم سيتم تسريحنا، فأصبح العامل النفسي لا يتعاطى مع الآثار الصحية وخطورة كورونا كما توصف". وأكدت أنه "حتى التهويل لم يعد يلقى أذانا صاغية".

وأضافت "العامل النفسي بدأ يتحرك في داخل الناس منذ أكثر من شهر ونصف عندما زاد عدد العاطلين عن العمل بسبب قيام الشركات بتسريح العاملين.

وتتطرق العبسة إلى "الدواعي النفسية للحكومات"، فتقول "الدراسات العالمية استبقت كورونا وقررت أن ركودا عالميا قد يمتد إلى 2021 و 2022 بسبب كورونا ولم تكن واضحة، ففورا الحكومات تقبلت الموضوع وأغلقت الحدود وأغلقت كل شيء لديها وكل محرك اقتصادي لديها، فزاد عدد الشركات والمصانع المتوقفة عن العمل".

وأضافت "الحكومة اتخذت قرارات صعبة جدًا أثرت على نفسية الناس، لكن لا تستطيع الحكومات مهما كانت قادرة على الصرف على المواطن، فأصبح هنالك ما يسمى بالفتح الجزئي والتدريجي للاقتصاد".

وتابعت العبسة قائلة إنه وبعد بدء الفتح التدريجي للاقتصاد، تحسن الدخل العام، عبر الضرائب والجمارك، فالحالة النفسية للمواطنين في كافة الدول تجاوزت الخطر الصحي، لأنهم لا يريدون الموت جوعا".

يذكر أنه، وبحسب الإحصاءات الرسمية، فقد تجاوزت الإصابات بفيروس "كوفيد-19"، الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية "وباء عالميا"، حول العالم حاجز 35 مليون إصابة، توفي من بينهم أكثر من مليون و38 ألف شخص، فيما تعافى أكثر من 26 مليون آخرين.

أفكارك وتعليقاتك