الأسد: الحرب في سوريا لم تنته بعد طالما هناك تواجد للإرهابيين على الأرض

الأسد: الحرب في سوريا لم تنته بعد طالما هناك تواجد للإرهابيين على الأرض

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 08 اكتوبر 2020ء) أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، أن الحرب في بلاده لم تنته بعد، لطالما هناك تواجد للإرهابيين على الأرض، مشيراً إلى تأسيس المملكة المتحدة، وبدعم من الولايات المتحدة، وبالطبع فرنسا والدول الغربية الأخرى، للخوذ البيضاء، ويجب مقاضاتهم.

وقال الأسد خلال مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، ردا على سؤال ما إذا كان يمكن القول إن الحرب في سوريا انتهت: "لا، بالتأكيد لا​​​. فطالما أنه يوجد إرهابيون يحتلون بعض مناطق بلادنا ويرتكبون مختلف أنواع الجرائم والاغتيالات والجرائم الأخرى فإن الحرب لم تنتهِ، وأعتقد أن مشغليهم حريصون على جعلها تستمر لوقت طويل. هذا ما نعتقده".

وعن أهم نقاط التحول في هذه الحرب أوضح الأسد: "هناك العديد من نقاط التحوّل التي يمكنني ذكرها، وليس نقطة واحدة.

(تستمر)

كانت نقطة التحوّل الأولى في عام 2013، عندما بدأنا بتحرير العديد من المناطق، خصوصاً في وسط سوريا، من جبهة النصرة [تنظيم إرهابي محظور في روسيا]. ثم في عام 2014، نقطة التحول كانت في الاتجاه الآخر، عندما ظهر داعش [ الإرهابي المحظور في روسيا] فجأة، وبدعم أميركي، واحتل جزءاً مهماً جداً من سوريا والعراق في الوقت نفسه."

وشدد الرئيس السوري، على أن إحدى النقاط الأخرى كانت مع قدوم الروس:" نقطة التحوّل الأخرى كانت عندما جاء الروس إلى سوريا عام 2015، وبدأنا معاً بتحرير العديد من المناطق، في تلك المرحلة بعد قدوم الروس لدعم الجيش السوري، تمثلت نقطة التحوّل في تحرير الجزء الشرقي من حلب. وهنا بدأ تحرير مناطق أخرى من سوريا ابتداءً من هذه النقطة."

وأضاف " كان ذلك مهماً بالنظر إلى أهمية حلب، ولأن تلك كانت بداية التحرير واسع النطاق الذي استمر لاحقاً وصولاً إلى دمشق، وإلى باقي مناطق حلب مؤخراً، ومن ثم مناطق أخرى في الجزء الشرقي من سوريا وفي الجزء الجنوبي. إذاً، كانت هذه نقاط التحوّل الرئيسية، وإذا جمعتها معاً فستجد أن جميعها نقاط تحول استراتيجية، وجميعها غيرت مسار هذه الحرب".

- محاكمة الخوذ البيض ابتداء من محاكمة رعاتها

وحول ما إذا كانت دمشق تنوي محاكمة الخوذ البيض، أوضح الرئيس أنه "عندما يكون هناك جريمة، فإنك لا تحضر السكين أو السلاح للمحاكمة، بل تُرسل المجرم للمحاكمة. في تلك الحالة فإن الخوذ البيضاء هي مجرد أداة أو وسيلة، إنها مجرد سلاح استخدمه الإرهاب. لقد أُسست من قبل المملكة المتحدة، ودعمتها الولايات المتحدة، وبالطبع فرنسا والدول الغربية الأخرى، واستُخدمت مباشرة من قبل تركيا. جميع هذه الأنظمة هي الأب والأم الحقيقيان للخوذ البيضاء".

وأردف الأسد: "وبالتالي هي التي ينبغي أن تخضع للمساءلة قبل الخوذ البيضاء نفسها. الآن السؤال هو: هل لدينا قانون دولي لمتابعة مثل هذه الإجراءات؟ لا، ليس هناك مثل هذا الشيء وإلا فإن الولايات المتحدة ما كانت لتفلت من جرائمها في العراق، على سبيل المثال، وفي اليمن، وفي مناطق مختلفة".

وأضاف " ليس فقط الولايات المتحدة بل أيضاً فرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة في سوريا، ما كانوا ليفلتوا من جرائمهم. لكن هذه المؤسسات التي من شأنها أن تطبق القانون ليست موجودة، كما قلت آنفاً. وبالتالي، لا، بل علينا أن نركز أكثر على المرتكبين الحقيقيين، على المشرفين الحقيقيين، وهي الدول الغربية والدمى التي تحركها في المنطقة".

- تحرير ادلب يختلف عن باقي مناطق سوريا

وفيما يتعلق بتحرير باقي المناطق السورية من الإرهاب أوضح الرئيس السوري، أن مسالة ادلب تختلف عن باقي المناطق السورية التي تم تحريرها عن طريق عقد مصالحات وطنية وذلك بسبب تركز معظم المقاتلين الأجانب فيه.

وقال: "منذ عام 2013 تبنينا نهجاً معيناً في التعامل مع هذه المناطق التي يسيطر فيها الإرهابيون بشكل أساسي على المدنيين أو المدن. نمنحهم فرصة للتخلي عن أسلحتهم، وبالمقابل يحصلون على عفو من الحكومة، وقد نجح ذلك في العديد من المناطق في سوريا. لكن إذا لم يسعوا إلى المصالحة، فعلينا أن نهاجمهم عسكرياً، وهذا ما حدث في كل مكان حررناه منذ عام 2013 ".

وتابع:" هذا النهج ينطبق على المناطق التي شهدت مصالحات وطنية وكان المقاتلون فيها سوريين، لكن إدلب مسألة مختلفة، فمعظم الإرهابيين الأجانب في سوريا يتركزون في تلك المنطقة، لذلك فإما أن يذهبوا إلى تركيا، وهو المكان الذي أتوا منه أو جاؤوا عبره، أو أن يعودوا إلى بلدانهم، أو أن يموتوا في سوريا".

هذا ووقعت كل من روسيا وإيران وتركيا اتفاقية في مايو/أيار 2017 في إطار المحادثات التي جرت في أستانا (نور سلطان في الوقت الحالي)، لإنشاء أربع مناطق خفض التصعيد في سوريا، وخضعت ثلاثة منهم عام 2018 لسيطرة دمشق، أما المنطقة الرابعة، الواقعة في محافظة إدلب وأجزاء من محافظات اللاذقية وحماة وحلب المجاورة، لا تزال غير خاضعة للحكومة السورية.

وفي إطار آخر، اتهم الغرب والولايات المتحدة سوريا أكثر من مرة باستخدام أسلحة كيميائي الأمر الذي نفته دمشق واعتبرته ابتزازا وتهديدا بينما أكدت روسيا من جانبها أن نشر الأنباء عن قيام القوات السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية هو تبرئة الإرهابيين وتبرير الضربات المحتملة من الخارج.

يشار إلى أن روسيا، التي تترأس جلسات مجلس الأمن في شهر تشرين الأول/أكتوبر الحالي تقدمت بمبادرة لتقديم المدير العام الأسبق لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، جوزي بوستاني، تقريرا حول إتلاف السلاح الكيميائي في سوريا. خلال جلسة حول سوريا قابله اعتراض 6 دول غربية في مجلس الأمن .

وقال القائم بأعمال مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، جوناثان آلين، في بداية الاجتماع إن هدفه يتمثل بالنظر في مدى تطبيق القرار 2118 وقرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الصادر عام 2013، لكن هذا الموضوع لا يخص بوستاني، الذي ترأسها حتى العام 2002.

وصوتت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وبلجيكا وإستونيا ضد الاستماع إلى تقرير بستاني خلال الجلسة.

وردا على ذلك، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، متوجها إلى المسؤولين الذين رفضوا الاستماع إلى التقرير: "إنكم دخلتم اليوم في تاريخ مجلس الأمن الذي لم يصوت أبدا حول حضور أو غياب المقررين الذين عرضتهم الدولة التي تترأس الجلسة".

وعلى الرغم من معارضة تلك الدول إلا أن رأي بوستاني تم عرضه في مجلس الأمن حيث قرر نيبينزيا أن يقرأ بنفسه هذا التقرير.

وأكد بوستاني في تقريره أن إقالته عام 2002 من منصب المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية كانت مدبرة من قبل الولايات المتحدة وتم الاعتراف بأن الإقالة غير قانونية لاحقا من قبل منظمة العمل العالمية.

أفكارك وتعليقاتك