تجدد اندلاع الحرائق في سوريا والحكومة تستنفر وسلاح الجو يتدخل

تجدد اندلاع الحرائق في سوريا والحكومة تستنفر وسلاح الجو يتدخل

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 10 اكتوبر 2020ء) محمد معروف. لم يمض شهر على الحرائق التي اندلعت في ريفي حماة واللاذقية والتي أتت على مساحات واسعة من الغابات الحراجية ومحميات الأرز والشوح والأراضي الزراعية حتى اندلعت الحرائق مجددا في أرياف اللاذقية وطرطوس وحمص​​​.

وقال مدير عام الحراج بوزارة الزراعة السورية، المهندس حسان فارس، لوكالة سبوتنيك، إن "الحرائق اندلعت في محافظة حمص منذ أول أمس ثم اندلعت أمس في اللاذقية وطرطوس وكان هناك عدة جبهات في هذه المحافظات بالتزامن مع رياح شرقية مشبعة بالجفاف ما شجع على اتساع رقعة الحرائق بالإضافة إلى وجود الوقود الطبيعي الجاف الذي ساهم في انتشار الحريق في الأراضي الزراعية والمواقع الحراجية (مناطق الغابات)".

وأضاف فارس أن "الجهود تضافرت بين عدة وزارات وفوج الإطفاء والدفاع المدني وتدخل الجيش وسلاح الجو في إطفاء الحرائق وتم وضع خطة تقييم الجهود المتوازية على كافة الجبهات والتنسيق في عدة غرف عمليات موزعة على المحافظات".

(تستمر)

وتابع قائلا "في طرطوس حوالي90 بالمئة من الحرائق تم اخمادها حيث تم إخماد حرائق صافيتا بشكل نهائي باستثناء بعض البؤر في قريتي الكفرون ونخل العنازة في بانياس ويتم التعامل معها حاليا".

وأضاف "في اللاذقية أكثر الحرائق كانت من نصيب منطقة القرداحة وأغلب المواقع تم إخماد عدد من الحرائق وهي الآن في مرحلة التبريد، وهناك جبهات يتم التعامل معها حاليا في الأراضي الزراعية غير المخدمة والتي تكسوها الأعشاب".

وأضاف "قمنا بإجراءات احترازية لإخلاء السكان من بعض قرى ريف القرداحة خوفا من إصابتهم بحالات اختناق نتيجة الدخان الناتج عن الاحتراق الذي يكون أغلبه في المناطق التي تكسوها الأعشاب الجافة والتي تعطي كثافة عالية من الدخان".

وحول ما اذا كانت الحرائق اندلعت بفعل الطبيعة أم بفعل بشري، قال فارس "في بيئة البحر الأبيض المتوسط من النادر جدا أن يحدث حريق بفعل الطبيعة التي هي في هذه المنطقة عامل مساعد في انتشار النيران وليست عامل مسبب لها. أغلب الحرائق في هذه المنطقة ناتجة عن نشاط بشري اما عن طريق الاهمال او بفعل فاعل".

وأضاف "حاليا عناصر الضابطة الحراجية وقوى الامن الداخلي يتحرون مسببات الحريق.هناك بعض المواقع التي كانت الحرائق فيها ناتجة عن احتراق بعض الأراضي الزراعية وانتقلت الى الأراضي الحراجية" .

وعن المساحة التقديرية التي تضررت بفعل الحرائق قال فارس "لا يمكن تقدير المساحة إلا بعد انتهاء الحرائق".

مصدر في وزارة الصحة السورية قال لوكالة سبوتنيك، إن "الحرائق تسببت بثلاث وفيات و83 اصابة باختناقات جراء الحرائق في في اللاذقية وطرطوس".

وأضاف إن "جميع مديريات الصحة في المحافظات استنفرت  منظومات الإسعاف لديهم مع كوادرها المؤهلين للاستجابة للحرائق المندلعة في أرياف حمص وحماه وطرطوس واللاذقية وتقديم خدمات الإسعاف والعلاج المنقذ للحياة للمصابين بالحروق والاختناقات".

وعقدت الحكومة السورية اجتماعا طارئا أعلنت فيه "استنفار جميع الوزارات والجهات التابعة لها بالتعاون مع المجتمع المحلي والاتحادات وبمؤازرة من قوات الجيش العربي السوري لإخماد الحرائق المندلعة بشكل واسع في الأحراج والأراضي الزراعية بأرياف محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص ومنعها من الوصول إلى المناطق السكنية والتقليل من أضرارها قدر الإمكان، مع تعزيز الجهود الاستثنائية التي تبذل في مكافحة الحرائق".

وشددت الحكومة "على تقديم الدعم اللازم للأهالي الذين اضطروا لمغادرة منازلهم من غذاء ودواء وإقامة، واستعداد منظومات الإسعاف لتقديم الدعم للمحافظات المذكورة، وضرورة استنهاض كل الفعاليات المجتمعية والشعبية للمساهمة إلى جانب الجهود الحكومية في إخماد الحرائق وتشكيل لجان للبدء بحصر الأضرار لتحديد وسائل التدخل المناسبة، واستنفار الوحدات الشرطية في جميع المناطق والنواحي لضبط أي مفتعل أو مسبب للحرائق، وفتح الوحدات السكنية في جامعة تشرين في اللاذقية لاستقبال الأهالي المتضررين ورفع جهوزية مشفى تشرين الجامعي بالمحافظة لاستقبال أي حالات تتطلب

العلاج، إضافة إلى تعزيز جهوزية صالات السورية للتجارة والمخابز بالمناطق التي تعرضت للحرائق.

في 20 أيلول/سبتمبر الماضي اندلعت حرائق مماثلة في سهل الغاب بريف حماة الذي يعد السلة الغذائية لسوريا وفي ريف اللاذقية أحرقت فيها غابات كاملة من الشوح والأرز والصنوبر.

أفكارك وتعليقاتك