الرئيس الفرنسي يعد بتدابير صارمة ضد مروجي الكراهية ووزير الداخلية يتوعد أعداء الجمهورية

(@FahadShabbir)

الرئيس الفرنسي يعد بتدابير صارمة ضد مروجي الكراهية ووزير الداخلية يتوعد أعداء الجمهورية

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 19 اكتوبر 2020ء) قامت الشرطة الفرنسية صباح اليوم الاثنين بعدد من العمليات الأمنية لاعتقال عشرة أشخاص يتّبعون بحسب السلطات "إسلاما متطرفا" على أن تُستكمل هذه العمليات الأمنية خلال الأيام المقبلة، فيما يأني ذلك في وقت توعد قادة البلاد وفي مقدمتهم الرئيس إيمانويل ماكرون ووزير الداخلية جيرالد دارمانان بالنيل من مروجي الكراهية.

وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان لإذاعة أوروب1، "هذه العمليات الأمنية التي اتخذنا قرار تنفيذها أمس الأحد خلال المجلس الدفاعي لا تستهدف بالضرورة أشخاصا على صلة بالاعتداء الذي أدى لمقتل الأستاذ صاموئيل باتي لكن هي تهدف لتوجيه رسالة مفادها أننا لن نترك دقيقة راحة لأعداء الجمهورية"​​​.

وترأس الرئيس الفرنسي ماكرون، مساء أمس، مجلسا للدفاع والأمن القومي لبحث التدابير والإجراءات اللازمة لتعزيز مكافحة "الإسلام المتطرف والانفصالية الاسلاموية".

(تستمر)

ووعد ماكرون باتخاذ تدابير صارمة بحق الذين يروجون للكراهية والعنف قائلا إن "الخوف سيغير معسكره وإن الإسلاميين لن ينعموا بالراحة في بلدنا".

هذا ومن المتوقع أن تتخذ السلطات قرارات بحل جمعيات ومنظمات إسلامية صُنّفت كمتعاطفة أو مروجة لخطاب الكراهية مثل جمعية "بركة سيتي" وهي منظمة غير حكومية أسست على يد شخص تصنّفه السلطات ك"سلفي" بالإضافة إلى "جمعية مناهضة الإسلاموفوبيا في فرنسا".

وحول هذا الموضوع صرح وزير الداخلية دارمانان على إذاعة اوروب1 هذا الصباح قائلا :"سأقترح قريبا أمام مجلس الوزراء حل عدد من الجمعيات التي تعد انفصالية. أريد حل هذه الجمعيات التي تحصل على مساعدات من الدولة وعلى تسهيلات ضريبية. الإسلام السياسي يجتمع مع الإسلام المتطرف ليؤدي الى الإرهاب؛ يجب محاربة الإسلام السياسي بنفس العزيمة التي نحارب فيها الإرهاب".

وأضاف :"سنشدد الرقابة على 51 جمعية إسلامية كما سنحل عددا منها".

وبحسب دارمانان فإن "جمعية مناهضة الإسلاموفوبيا في فرنسا" ساهمت بطريقة غير مباشرة في الترويج لفتوى تحرض على العنف نشرها والد إحدى طالبات الأستاذ الذي قُتل ذبحا على يد لاجئ شيشاني.

هذا وقام المدعو عبد الحكيم صفريوي بنشر مقطع مصور يدين فيه الأستاذ الذي أظهر لطلابه كاريكاتير لنبي الإسلام "محمد" خلال حصة دراسية ، حيث قام صفيريوي بإعطاء عنوان الأستاذ ومعلومات عنه داعيا لمعاقبته.

وقامت السلطات بإيقاف عبر الحكيم صفريوي للتحقيق معه حيث يُعتقد أن الفيديو الذي نشره كان له أثرا كبيرا على المعتدي الذي قرر بعدها تنفيذ عمليته.

وبعد ساعات قليلة على تصريح دارمانان بشأن حل الجمعيات الإسلامية قالت جمعية "بركة سيتي" على حسابها تويتر إنه لا أسس قانونية لحل الجمعية  مدينة "الظلم" الذي تتعرض له.

هذا وقد كان الرئيس ماكرون أدلى بخطاب مطول منذ أسبوعين أعلن فيه عن سلسلة إجراءات وتدابير لمكافحة "الانفصالية الاسلاموية" بحسب تعبيره، معتبرا أنه "لا مكان للإسلام المتطرف في فرنسا".

وعلى الرغم من الإجماع الوطني على إدانة الجريمة الشنيعة التي تعرض لها الأستاذ إلا أن جزءا من المعارضة انتقد بشدة سياسات الرئيس ماكرون "المتساهلة والغير كافية" في مكافحة التطرف.

هذا وقالت مارين لوبن زعيمة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف اليوم إن حكومة الرئيس ماكرون كانت متساهلة ومتقاعسة في اتخاذ الإجراءات اللازمة خلال الأشهر الماضية لمكافحة "الإسلاموية". من جهته حث حزب "الجمهوريون" الرئيس ماكرون على اعتماد سياسة أكثر صرامة مع الذين يمسون بمبادئ الجمهورية.

هذا وقام لاجئ شيشاني يوم الجمعة الماضي بمهاجمة مدرس فرنسي بسكين وقطع رأسه قبل أن يلوذ بالفرار. وبعد وقت قصير استطاعت القضاء عليه بعد أن وجهت اليه عدة تحذيرات بالاستسلام.

وقامت الشرطة على الفور بحملة اعتقالات بحق عدد من الأفراد الذين تربطهم صلة بالمعتدي حيث وصل عدد المعتقلين لغاية اليوم الى 11 شخصا.

وشكلت عملية قتل المدرس صدمة كبيرة للشعب الفرنسي نظرا لطبيعتها ولحيثياتها. وتجمّع أمس الأحد الآلاف في العاصمة باريس ومدن أخرى لكي يؤكدوا على إدانتهم للجريمة وعلى تمسكهم بحرية التعبير وحرية انتقاد الأديان ولكي يعربوا عن تقديرهم للأستاذ الذي قتل "لأنه كان يؤدي واجبه كمدرس".

أفكارك وتعليقاتك