إعلان ترامب عن تطلعه لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب قبلة حياة لحكومة حمدوك – خبيرة

إعلان ترامب عن تطلعه لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب قبلة حياة لحكومة حمدوك – خبيرة

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 21 اكتوبر 2020ء) محمد الفاتح. اعتبرت الخبيرة الاقتصادية السودانية، الدكتورة ماجدة صادق، أن إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن إمكانية رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، تمثل وسيلة إنقاذ معنوية لحكومة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، التي تتعرض لانتقادات وضغوط كبيرة من الشارع جراء تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد خاصة خلال الأشهر الماضية، وقللت من فرص تحسن الوضع الاقتصادي في البلاد بمجرد رفع اسم السودان من القائمة​​​.

وقالت صادق، في تصريحات لوكالة سبوتنيك، إن "الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن فى تغريدة على موقع توتير، وبكلمات محددة، أنه بمجرد أن يودع  السودان مبلغ  تعويضات الضحايا الأميركيين، فإنه سيقوم برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية  للإرهاب بدون إضافة أي شروط ولم يشترط القيد الزمني لتوزيع التعويضات ولا الإجراءات الإدارية الأمريكية الداخلية".

(تستمر)

وأضافت "لعل من أكثر الآثار المباشرة هو الأثر النفسي والمعنوي المباشر على الشعب السوداني بمختلف طبقاته وميوله السياسية والذي عانى سنوات طوال من آثار وضع بلاده في القائمة".

ورأت صادق، وهي رئيسة قسم الاقتصاد في "جامعة السودان العالمية"، أن "تغريدة ترامب، مثلت دفعة عاطفية قوية تجاه مناصرة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وحكومته الانتقالية بعد أن بدأت أصوات الاحتجاج  تعلو بسبب شح المواد الغذائية، وارتفاع أسعارها وصعوبة الحصول عليها فى ظل تأخر الإعلان عن بدء العام الدراسي، وتعثر استئناف الدراسة ببعض الجامعات وازدحام وسائل المواصلات وشحها، إلى جانب انقطاع  التيار الكهربائي".

وفي السياق ذاته، اعتبرت الخبيرة السودانية، أن "الفوائد الاقتصادية الفورية، تتلخص في إمكانية عودة المعاملات الدولية، وانفراج العلاقات التجارية وشراء السلع الأساسية مثل: الوقود والأدوية والقمح عبر القنوات الرسمية المباشرة، علاوة على استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين السودان والولايات المتحدة، وكثير من الدول الأوروبية، إلى جانب سهولة الحصول على القروض من المؤسسات المالية العالمية وإعادة جدولة ديونه والحصول على منح سنوية بما يقرب من الملياري دولار سنويا، حيث أن السودان يعتبر من الدول الأكثر فقرا في العالم".

وحول تدهور سعر الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية، رأت صادق أن القرار الأميركي لن يؤثر كثيرا على سعر الصرف بدون إجراءات هيكلية اقتصادية داخلية  تهدف إلى إصلاح الوضع الاقتصادي وزيادة الإنتاج، وتحفيز الاقتصاد ودعم استقلالية البنك المركزي ليتمكن من تنفيذ سياسة نقدية قوية تصلح الخلل في سعر صرف الجنيه.

واستطردت قائلة "أيضا الحصول على تمويل من المؤسسات المالية العالمية، واستجابتها لطلبات تقديم القروض والمنح والمساعدات المالية للسودان مرتبط بمدى نجاح الإصلاحات الهيكلية في سعر الصرف وتوحيد سعره".

وحول ما إذا كانت التطورات الإيجابية في العلاقات مع الولايات المتحدة ستؤثر بالسلب على علاقاته بروسيا والصين خاصة في جانبها الاقتصادي، أكدت صادق أن الأمر مرتبط بمدى حنكة وقوة شخصية القيادة السودانية وقدرتها على التفاوض والإقناع.

وأعلن ترامب يوم الاثنين الماضي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب فور دفع حكومة السودان مبالغ 335 مليون دولار لضحايا تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في دار السلام ونيروبي عام 1998، ومحاولة تفجير المدمرة (يو. إس. إس. كول) الأميركية بخليج عدن عام 2000، عقب صدور إدانات من محاكم أميركية للنظام السوداني السابق بقيادة عمر البشير بالضلوع في الأحداث.

وقد أكد محافظ بنك السودان المركزي، محمد الفاتح، في مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء، أنه قد تم تحويل مبالغ التعويضات المادية إلى الولايات المتحدة الأميركية.

ويعاني السودانيون منذ أكثر من ثلاث عقود من أزمات اقتصادية، ازدادت حدة منذ استقلال جنوب السودان عن شماله عام 2011 بالنظر إلى أن غالبية آبار النفط موجودة في الجنوب.

أفكارك وتعليقاتك