كلمات شيخ الأزهر لوزير خارجية فرنسا كانت واضحة فالأمر متعلق بالرسول الكريم - أكاديمي مصري

كلمات شيخ الأزهر لوزير خارجية فرنسا كانت واضحة فالأمر متعلق بالرسول الكريم - أكاديمي مصري

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 10 نوفمبر 2020ء) مصطفى بسيوني. أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حسن نافعة أن خطاب شيخ الأزهر لوزير الخارجية الفرنسي بمقر مشيخة الأزهر حول قضية الرسوم المسيئة للرسول الكريم كان مباشرا وحمل مضامين واضحة تعبر عن رفض أي تجاوز بحق الرسول​​​.

كان شيخ الأزهر أحمد الطيب قال، خلال استقباله وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في مشيخة الأزهر بالقاهرة مؤخرا، "إذا كنتم تعتبرون أن الإساءة لنبينا حرية، فنحن نرفضها شكلا ومضمونا"، وشدد على أن "أوروبا مدينة لنبينا محمد ولديننا لما أدخله هذا الدين من نور للبشرية جمعاء".

وقال نافعة، في تصريحات لوكالة سبوتنيك، "كلمة شيخ الأزهر ليست حادة هي فقط شديدة الوضوح والصراحة ومباشرة وبعيدة عن الدبلوماسية".

(تستمر)

وأضاف نافعة "ليس مفترضا في شيخ الأزهر أن يستخدم أسلوبا دبلوماسيا. هذا متروك للدبلوماسيين. شيخ الأزهر يخاطب جمهور المسلمين الغاضب من الرسوم المسيئة للرسول ومن موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون".

وانتقد نافعة تصريحات سابقة لماكرون اعتبرت إصرارا على الإساءة للإسلام، ورأى أن "ماكرون ورط نفسه بزعم دفاعه عن حرية الرأي وأصر على أن الإساءة للرسول تدخل في نطاق حرية الرأي، وهذه نقطة خلاف جوهرية بين شيخ الأزهر وبين الموقف الفرنسي الرسمي، أي إساءة للنبي هي إساءة للإسلام وهذا لا علاقة له بالإرهاب، يجب الفصل بين الإسلام كدين وبين الإرهاب ومن يمارسونه، وشيخ الأزهر أوضح موقفه من هذا وأكد أن كل المسلمين ضد الإرهاب".

وشدد نافعة على أنه "لا يجوز أن يستخدم الإرهاب كذريعة لمهاجمة الإسلام ولا يجوز أن يتم التسامح مع الإساءة للرسول بدعوى حرية الرأي، هذا هو موقف شيخ الأزهر وهو موقف واضح وصريح وقوي ويخاطب المسلمين بالأساس وليس مجرد رد على ماكرون".

واعتبر نافعة زيارة وزير الخارجية الفرنسي لمشيخة الأزهر محاولة لامتصاص آثار الأزمة، موضحا أن "الزيارة تأتي على خلفية التصريحات التي أثارها ماكرون والتي أحدثت ردود أفعال قوية جدا في مختلف أنحاء العالم وردود شيخ الأزهر المنتقدة لماكرون والتي اعتبر فيها أي هجوم على الرسول هو هجوم على الإسلام ككل، وأن حرية الرأي لا يجب ربطها بالهجوم على الإسلام. الزيارة كانت محاولة لإزالة سوء الفهم وامتصاص الأزمة، فليس من المعتاد أن ترتبط زيارة وزير خارجية دولة أجنبية للبلاد بزيارة الأزهر ولقاء شيخه".

كما أكد نافعة أن "هناك إدراك لدرجة الاستياء من تصريحات ماكرون وفرنسا تعلم جيدا أن الأزهر موقفه معتدل، ولذلك فاتخاذ الأزهر موقفا علنيا واضحا وقويا من تصريحات ماكرون فمعنى ذلك أن جرحا غائرا أصاب المسلمين يجب مداواته".

وتابع نافعة "حديث ماكرون لإحدى الفضائيات أزال جزءا من سوء الفهم، ولكن هناك عدم فهم للإجراءات التي تتخذها الحكومة الفرنسية والتي تستهدف المسلمين في فرنسا، بدأ تضييق الخناق ومحاولة فرض نمط الحياة الفرنسية عليهم وهو ما يجعل هناك درجة من التوتر، لكن هناك جهودا واضحة ورغبة حقيقية من فرنسا في إزالة سوء الفهم ومحاولة توضيح أن قضيتها هي قضية التطرف الإسلامي وليس لها خلاف مع الدين الإسلامي أو المسلمين".

كانت رسوما كاريكاتورية مسيئة لنبي الإسلام "محمد"، نشرتها إحدى المجلات الفرنسية مؤخرا، قد أثارت غضب المسلمين في كل دول العالم، وأدانت عدة دول من بينها مصر وتونس وتركيا بالإضافة إلى الأزهر الشريف الذي يعد أكبر مؤسسة سُنّية في العالم الإسلامي هذه الرسوم، فيما اعتبرت فرنسا أن تلك الرسوم "حرية تعبير".

وإثر ذلك قام مسلح بمهاجمة مدرس وقطع رأسه في منطقة شمال غرب العاصمة باريس على خلفية نشر الضحية رسوما مسيئة لنبي الإسلام.

وقال الرئيس الفرنسي إن المواطن الذي تعرض لعملية الذبح كان ضحية هجوم "إسلاموي إرهابي" لأنه كان يدرس حرية التعبير.

وبعد مقتل المدرس الفرنسي وتصريحات ماكرون، شهدت فرنسا هجمات إرهابية، أبرزها عندما أقدم شاب تونسي يبلغ من العمر 21 عاما على قتل ثلاثة أشخاص داخل كنيسة وفي محيطها في مدينة نيس جنوب فرنسا قبل أن تطلق عليه الشرطة النار.

وشرعت السلطات الفرنسية في إغلاق عدد من المساجد والجمعيات الإسلامية لـ "الاشتباه في ترويجها للفكر المتطرف".

أفكارك وتعليقاتك