"الشارقة الدولي للكتاب" يختتم فعالياته باستقطاب 382 ألف زائراً

"الشارقة الدولي للكتاب" يختتم فعالياته باستقطاب 382 ألف زائراً

الشارقة ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 15 نوفمبر 2020ء) اختتمت مساء أمس فعاليات النسخة الـ 39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب في مركز إكسبو الشارقة مستقطبة اكثر من 382 الف زائر بعد أن تحوّلت قاعات وردهات المعرض لمسرح كبير اجتمعت فيه ثقافات وحضارات الشعوب من مختلف أنحاء العالم.

وسجلت بذلك هيئة الشارقة للكتاب تاريخاً جديداً في مسيرتها ونجاحاً كبيراً في تنظيم أول معرض دولي يعقد على أرض الواقع في العالم خلال فترة /كوفيد 19/، مقدمة دورة استثنائية بكافة المقاييس جمعت خلالها وعلى امتداد 11 يوماً أكثر من 1024 ناشراً عربياً وأجنبياً في بيئة اتخذت كافة الإجراءات الاحترازية والوقاية.

وفي مشهد متجدد في إمارة الشارقة الحريصة على استمرار الفعل الثقافي وضمن إجراءات احترازية ووقائية منظمة ومنسقة تمثلت في ضرورة التسجيل المسبق وخفض الطاقة الاستيعابية للزوار والمشاركين على مدار اليوم لتحقيق التباعد الجسدي ومراقبة أعداد وتجمعات الزوار بين أروقة المعرض والالتزام الكامل باجراءات التعقيم وارتداء الكمامات ورسائل التوعية المتواصلة عبر كافة الوسائل وغيرها من الإجراءات تعرّف زوار المعرض على ملايين الكتب 80 ألف منها عناوين جديدة توزعت على رفوف منصات الناشرين واستفادوا من إبداعات نخبة من الأدباء والكتّاب العرب والأجانب الذين أخذوا زوار ومتابعي الحدث في رحلات معرفية وإبداعية /عن بعد/، عبر منصة /الشارقة تقرأ/ التي أطلقتها الهيئة لاستضافة مختلف فعالياتها الافتراضية إذ وصل عدد المشاهدات عليها 63,500 خلال أيام الحدث.

(تستمر)

وحظي الزوّار وعشّاق الأدب والفكر بفرصة التواصل والنقاش مع الروائي الجزائري واسيني الأعرج والكاتب الروائي المصري أحمد مراد زود ومحسن الرملي والمخرجة والمؤلفة لينا خوري والكاتب الكويتي مشعل حمد إلى جانب نخبة من الكتّاب والمفكرين وروّاد الأعمال الأجانب أبرزهم المحاضر العالمي في تطوير الذات الأمريكي برنس إيا والمؤلف ورائد الأعمال الأمريكي روبرت كيوساكي رافقتهم الكاتبة النيوزلندية لانغ ليف والبريطاني إيان رانكين والكندية نجوى ذبيان كما شارك المؤلف الكندي نيل باسريشا والكاتبة الإيطالية إليزابيتا دامي وآخرين.

وتميّز المعرض هذا العام بتنظيم استثنائي حرصت خلاله الهيئة على توفير بيئة مثالية لزوّارها اشتملت على أعلى معايير الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تنسجم وجهود دولة الإمارات للحدّ من انتشار فيروس كورونا حيث شكّل الحدث هذا العام مثالاً في دقّة التنظيم واستقبال الضيوف الذين تعاملوا مع إجراءات المعرض وما وفّره من ماسحات حرارية وإجراءات التسجيل ومنصاته التي تواجدت على كافة مداخله.

كما عملت على إجراء عمليات تعقيم يومية قادها فرق من الخبراء والمتخصصين طالت وبشكل يومي جميع صالات وردهات وأروقة المعرض وعلى امتداد 5 ساعات كما شددت على سلامة الناشرين واضعة سلسلة من الإجراءات الخاصة التي تحقق المستويات اللازمة من التباعد الجسدي ووفرت أدوات التعقيم وأقنعة الوجه وغيرها من مستلزمات الوقاية والسلامة.

وكان المعرض قد خصص هذا العام ونظراً للظروف الاستثنائية التي حالت دون زيارة طلبة المدارس للمعرض فرصة مثالية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم سمحت لطلبة المدارس بحضور جلسات ثقافية وحوارية ولقاء كتّابهم المفضلين من فصولهم الدراسية /عن بعد/ عبر برامج التواصل المرئي ما يؤكد حرص الحدث على تدعيم معارف وثقافات الأجيال.

وأشار سعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، إلى أن المعرض وبإقامته هذا العام ينقل رسالة للعالم بأن الثقافة هي الركيزة الأساسية التي تنطلق منها الشارقة في مختلف رؤاها وبرامجها وأن الكتاب هو الأداة الأولى لبناء المجتمع ..مشيراً إلى أن المعرض كان حريصاً أن يعيد الحياة للمشهد الثقافي العربي والعالمي بعد ما شهدته من توقف وتأجيل خلال الفترة الماضية جراء فايروس /كوفيد-19/.

وقال العامري إنه مع انتهاء كلّ دورة من دورات المعرض نبدأ فصلاً جديداً من فصول الحكاية ..حكاية الإبداع والثقافة والمعرفة فهذا المعرض لا يتوقّف مع إغلاق أبوابه ورحيل زوّاره بل إنه مستمر بأثره وسنبدأ منذ اليوم العمل على رؤية جديدة وعام آخر وها نحن أمام الدورة الـ40 التي تكمل مسيرة أربعة عقود من المعرفة والإبداع وتترجم زمناً طويلاً من العمل الدؤوب الذي ترافق مع مشروع الشارقة الثقافي الكبير الذي أسس له صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة منذ ثمانينيات القرن الماضي ومن هنا يمكننا إدراك مكانة وأهمية المعرض باعتباره الثقل الأهم والأبرز في هذه المسيرة التي نحرص على تدعيمها بكل ما أمكن من أجل ازدهارها وتطورها.

ولفت العامري إلى أن النجاح الذي حققته الدورة الاستثنائية هذا العام هو نجاح لجميع من شارك فيها واجتهد وعمل وهو ما يعكس حرص جميع الزوّار والناشرين والأدباء والمفكرين على تلبية نداء الثقافة والإبداع ..موضحاً أن هذه الدورة وما تضمنته من رؤى مبدعين وكتب ناشرين وحرص زائرين ستبقى خالدة في ذاكرة المشهد الثقافي الإماراتي والعربي والعالمي.

وشهدت دورة المعرض هذا العام، اهتماماً دولياً كبيراً، إذ حظي بزيارات رسمية لسفراء وقناصل وممثلي عدد من بلدان العالم وكان في استقبالهم سعادة أحمد بن ركاض العامري حيث شهد المعرض زيارة كلّ من سعادة كزافييه شاتيل سفير فرنسا لدى الدولة وسعادة فرانشيسكا إليزابيث مينديز إسكوبار السفيرة المكسيكية لدى الدولة وسعادة هنريك لاندر هولم السفير السويدي في الإمارات وسعادة نيكولا لينر السفير الإيطالي في الدولة وسعادة جان فيليب لينتو، القنصل الكندي لدى الإمارات وسعادة الدكتور أمان بوري القنصل العام لجمهورية الهند في دبي والإمارات الشمالية، ومسعود أحمد عزيزي القنصل العام لجمهورية أفغانستان الإسلامية في دبي وهايديكي يابوموتو نائب القنصل الياباني في الإمارات وجيمي إغليسياس سانشيز سيرفيرا نائب رئيس البعثة للشؤون السياسية والثقافية في السفارة الإسبانيّة في الإمارات.

وكان المعرض قد استضاف الدورة العاشرة من مؤتمر الناشرين الذي نُظِّمَ على مدار 3 أيام بمشاركة 317 ناشراً و33 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم، ناقشوا جملة التحديات التي تواجه قطاع النشر في الوطن العربي والعالم في ظلّ انتشار فيروس كورونا وآلية تكيّف الناشرين معها، وأثر وسائل التواصل الاجتماعي والفعاليات الافتراضية في تعزيز التواصل بين الناشرين والقرّاء على حدّ سواء.

كما شهد المعرض تنظيم أعمال الدورة السابعة من "مؤتمر المكتبات" /عن بعد/ على مدار يومين بالتعاون مع جمعية المكتبات الأمريكية بمشاركة 801 ضيف من 51 دولة عربية وأجنبية بينها 11 دولة تشارك للمرة الأولى شاركوا في سلسلة من الجلسات التي ناقشت راهن ومستقبل العمل المكتبي وقضايا التعليم والتأثيرات التي أحدثها فايروس كورونا على القطاع.

وأعلنت هيئة الشارقة للكتاب عن استقبال 1014 طلباً للاستفادة من منحة صندوق معرض الشارقة الدولي للكتاب للترجمة والحقوق والتي تقدّم سنوياً إلى الناشرين المشاركين في البرنامج المهني الذي ينظّمه المعرض قبيل انطلاقه كلّ عام خلال شهر نوفمبر كما أعلنت عن استمرار فتح باب التسجيل أمام المبدعين حتى فبراير المقبل حيث تأتي الجائزة بهدف تشجيع حركة الترجمة العربية والعالمية من خلال تقديم منح مالية للناشرين لمساعدتهم على ترجمة أبرز إصداراتهم إلى لغات أخرى، وتتراوح قيمة المنحة الواحدة بين 1500-4000 دولار أمريكي تغطي تكلفة ترجمة الكتاب، كلياً أو جزئياً.

وكان المعرض قدّ نظّم سلسلة من ورش العمل الافتراضية المتخصصة بمهارات وفنون تقديم محتوى إعلامي وإبداعي ضمن فعاليات /محطة التواصل الاجتماعي/ التي تعرض برنامجها كاملاً على منصة "الشارقة تقرأ" للجمهور من كافة الفئات العمرية.

ونظّم المعرض خلال أيام فعالياته سلسلة من حفلات تواقيع الكتب لإصدارات جديدة أبدع فيها العديد من الكتّاب والمفكرين الذين أهدوا جمهورهم نسخاً موقعة في مشهد يعكس حرص أصحاب الكلمة الجميلة على أن يطلقوا إصداراتهم من المعرض.

أفكارك وتعليقاتك