اغتيال فخر زاده سيؤدي لزيادة التوترات في المنطقة وإيران قد ترد عبر ثلاثة سيناريوهات

(@FahadShabbir)

اغتيال فخر زاده سيؤدي لزيادة التوترات في المنطقة وإيران قد ترد عبر ثلاثة سيناريوهات

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 30 نوفمبر 2020ء) سلمى خطاب. أثار اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده تساؤلات كبيرة حول تداعيات هذه الحادثة على المنطقة، في ظل تكرار المسؤولين الإيرانيين لتعهداتهم برد حاسم، ودعوات مسؤوليين أوروبيين إلى التهدئة وضبط النفس​​​. لكن يبقى الغموض حول الرد الإيراني يثير حالة من التوقع.

في حديث مع وكالة "سبوتنيك"  يتوقع الباحث المصري في الشأن الإيراني ومؤسس المنتدى العربي لتحليل السياسيات الإيرانية، محمد محسن أبو النور أن يؤدي هذا الحادث إلى "مزيد من التوتر في المنطقة خلال الشهرين المقبلين"، مشيرا إلى أن هذه الحالة من التوتر قد تستمر حتى صيف عام 2021، موعد انتخابات الرئاسة الإيرانية.

لكنه في السياق ذاته يحذر من أن هذه "الحالة من التوتر المتصاعد قد يؤدي إلى انفجار الوضع من جانب أحد الطرفين [إيران وإسرائيل]، وبالتالي قد تندلع مناوشات في سوريا أو إحدى الدول الخليجية، وبالتالي التداعيات هنا ستكون كبير جدا".

(تستمر)

وتتهم طهران إسرائيل باستهداف فخري زاده وقتله، واليوم الاثنين أعلنت مصادر إيرانية أن السلاح المستخدم في قتل العالم النووي صُنع في إسرائيل، وهي الاتهامات التي لم تنفيها إسرائيل أو تؤكدها.

ويتوقع أبو النور أن يكون الرد الإيراني عبر واحد من سيناريوهات ثلاث، الأول هو أن "تلجأ للصبر الاستراتيجي"، موضحا أن هذه "استراتيجية إيرانية معروفة، وهي أن تختبر إيران ردود الفعل الأميركية والإسرائيلية حال أقدمت على عملية ما ضد المصالح الإسرائيلية".

وتابع شارحا "ربما قد تنتظر إيران أن ترد بعد كانون الثاني/يناير المقبل لترى ما هي مواقف  (الرئيس الأميركي المنتخب جو) بايدن وعلاقته بـ (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو"، لافتا إلى أن احتمالية وجود "توتر" بين نتنياهو وبايدن قد "تمكن إيران من القيام بعمليات ضد إسرائيل، مثل الهجوم على السفارات الإسرائيلية في الخارج أو مهاجمة المصالح الإسرائيلية في الدول الخليجية، أو تسريع حدة الصراع في إسرائيل مع سوريا، بحكم وجود مجموعات مسلحة موالية لإيران على مقربة من هضبة الجولان ومن الحدود الإسرائيلية".

أما السيناريو الثاني للرد الإيراني، فيتوقع أبو النور أن تلجأ خلاله إيران إلى "القيام بعملية سيبرانية كبيرة ضد إسرائيل"، موضحا أن هذا يشمل "تجنيد عناصر داخلية في تل أبيب"، وهنا يشير الباحث الإيراني إلى التحقيقات التي أجريت مع وزير الطاقة الإسرائيلي السابق غونين سيغيف والذي اتهم في العام الماضي بالتخابر لصالح إيران، حيث يقول إن "إيران التي تمكنت من تجنيد وزير الحكومة الإسرائيلية، قد تتمكن من تجنيد عناصر تقوم بعمليات نوعية داخل إسرائيل من استهداف شخصيات إسرائيلية كبيرة وما إلى ذلك".

أما السيناريو الثالث، فيتوقع أبو النور أن تقوم إيران خلاله بـ"تحريك بعض الأذرع الموجودة في قطاع غزة (الحماس والجهاد الإسلامي) للقيام بعمليات ضد إسرائيل".

ويلفت أبو النور أيضا إلى أن تغير الإدارة الأميركية قد يؤثر على بدوره على الرد الإيراني حيث يقول إن طهران قد تنتظر "صعود الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى الرئاسة الأميركية، والخطوات التي سيتخذها، ويوضح أنه "على الرغم من تأييد بايدن لعملية اغتيال (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني) قاسم سليماني لكن من المتوقع أن تكون سياسياته الجديدة محفزة لإيران لانتهاج مسار دبلوماسي".

ويشير إلى احتمالية أن تلجأ إيران إلى الانتظار حتى انتخاب رئيس جديد في صيف 2021، ويرى أنها لو لجأت إلى هذا الاختيار فسوف "تعقد من مسار بايدن المقبل، لأنه يريد العودة سريعا إلى الاتفاق النووي، ويريد أن يسرع من إبعاد إيران نوعا ما عن امتلاك قنبلة نووية كبيرة".

كما استبعد أبو النور أن تعلن إيران انسحابا رسميا من الاتفاق النووي، حيث يقول إنها "بالفعل خارج الاتفاق بشكل ضمني من العام الماضي، فلماذا تلجأ إلى خطوة كبيرة مثل الانسحاب من الاتفاق وتخسر كل الجهود الأوروبية والروسية والصينية التي تقدم لها دعما شكليا وإعلاميا وسياسيا".

وشيعت إيران اليوم الاثنين جثمان العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، الذي اغتيل الجمعة الماضية بعدما استهدفه مسلحون مجهولون قرب العاصمة طهران.

واتهمت الحكومة الإيرانية إسرائيل بتنفيذ عملية الاغتيال، وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنها "تحمل بصمات النظام الإسرائيلي"، داعيا المجتمع الدولي إلى "التخلي عن المعايير المزدوجة وإدانة إرهاب" تلك الدولة.

وأمس الأحد صادق البرلمان الإيراني على مشروع قانون "الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء العقوبات" الذي يشمل رفع تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 20 بالمائة، كما أعلن رئيس لجنة الطاقة في البرلمان فريدون عباسي أنه سيعمل شخصيا على إخراج جميع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإنهاء التعاون مع الوكالة والانسحاب من الاتفاق النووي، وبدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة.

أفكارك وتعليقاتك