"المنتدى العالمي للتعليم العالي" يبحث استدامة التعليم من خلال الابتكار والتوجهات المستقبلية

"المنتدى العالمي للتعليم العالي" يبحث استدامة التعليم من خلال الابتكار والتوجهات المستقبلية

دبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 16 ديسمبر 2020ء) بدأ المنتدى العالمي للتعليم العالي والأبحاث الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم تحت شعار "تعليم مبتكر.. لآفاق مستقبلية" أعماله افتراضيا والذي يأتي تماشيا مع أهداف مئوية الإمارات 2071 وتحقيقا لرؤية الوزارة المتمثلة في توفير تعليم ابتكاري لمجتمع معرفي ريادي عالمي.

يهدف المنتدى إلى تسليط الضوء على أبرز اتجاهات وممارسات التعليم في ظل مواجهة جائحة كوفيد-19 ومناقشة أهم الاتجاهات المستقبلية للمنظومة التعليمية والبحث العلمي فضلا عن تبادل الأفكار والخبرات المحلية والدولية حول كيفية الارتقاء بمنظومة التعليم إلى أعلى المستويات تحقيقا لاستدامتها.

شارك في المنتدى نخبة من الجهات العالمية العاملة في مجالات التعليم العالي والأبحاث بما فيها ممثلي الجامعات الوطنية والدولية وصناع القرار الرئيسيين وأبرز مقدمي الخدمات فضلا عن استقطابه نحو 1700 مشارك من جميع أنحاء العالم.

(تستمر)

وقال معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم خلال كلمته الافتتاحية التي ألقاها نيابة عنه سعادة الدكتور محمد المعلا وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية.. " هذا الحدث التربوي نتطلع من خلاله إلى تعميق رؤيتنا لمستقبل قطاع التعليم العالي والمجال البحثي وتضمينهما بأفضل السياسات التعليمية لمواكبة المتغيرات العالمية".

وأضاف " نحن على أعتاب العام الجديد 2021 وتتسارع من حولنا الأحداث ولعل جائحة كورونا أبرزها وأظهرت حجم التحديات التي تواجه العالم في مختلف القطاعات وعلى رأسها التعليم ولكن علينا أن نتعامل مع هذا الطارئ كتحد يدفعنا لمزيد من الإنجاز ومواصلة العمل سوية لتحقيق مكاسب تربوية جديدة".

وأشار معاليه إلى أنه منذ عدة أعوام، وجهت القيادة الرشيدة في الدولة باطلاق استراتيجية مئوية الإمارات 2071 لتكون بمثابة خارطة طريق نرسم من خلالها ملامح المستقبل للخمسين عاما القادمة واستراتيجيات وخطط التنمية في مختلف القطاعات، ويستأثر قطاع التعليم العام والعالي والبحث العلمي على نصيب كبير من الاهتمام والدعم.

وأوضح أن أهداف المئوية ترتكز على أهمية إعداد الأجيال القادمة في الإمارات وتسليحهم بالمهارات والمعارف والعلوم اللازمة لمواجهة التغيرات السريعة وتمكين الدولة من أن تخوض مضمار التنافسية والتحول نحو اقتصاد المعرفة لتعزيز صدارتها عالميا في المؤشرات التنموية المختلفة.

ولفت معاليه إلى إن محور التعليم المنبثق عن الاستراتيجية المستقبلية لمئوية الإمارات، يركز على العلوم والتكنولوجيا المتقدمة وعلوم الفضاء والهندسة والابتكار والعلوم الصحية، ويتطلب السعي وراء هذه المجالات والنهوض بها تعزيز دور البحث العلمي، كما يشمل تشجيع المعاهد التعليمية على احتضان الابتكار من خلال التحول إلى مراكز بحث دولية.

وأوضح أن المحور المتعلق بالاقتصاد المعرفي المتنوع، يركز على الاستثمار في البحث العلمي من خلال دعم سعي الشباب الإماراتي للتخصص في المجالات التقنية ليصبحوا مخترعين وعلماء يستدل بأبحاثهم وانجازاتهم المتميزة عالميا، والتركيز على الابتكار وريادة الأعمال والصناعات المتقدمة القائمة على المعرفة والناتج البحث العلمي لتكوين شركات عالمية إماراتية عملاقة.

وقال إنه لمواكبة رؤية دولة الإمارات والخطط الاستراتيجية الموضوعة وللمضي قدما في تحقيق الهدف المتعلق ببناء الاقتصاد المعرفي أطلقت وزارة التربية والتعليم في عام 2017 استراتيجية التعليم العالي 2030 وذلك بهدف بناء وتحقيق أعلى معايير التعليم العلمي والمهني لخدمة الأجيال القادمة بالدولة وذلك من خلال تزويد الأجيال القادمة بالمهارات الفنية والعملية اللازمة لدفع الاقتصاد في كل من القطاعين العام والخاص وإعداد جيل من المهنيين الإماراتيين للحفاظ على النمو في القطاعات الحيوية مثل المعرفة والاقتصاد وريادة الأعمال والتنمية الشاملة لسوق العمل في الإمارات.

وأكد أن وزارة التربية والتعليم تحرص على تشجيع التعاون وزيادة الناتج البحثي عن طريق تمويل الباحثين والجامعات على أساس تنافسي من خلال المنح البحثية مشيرا إلى أنه في عام 2019 تم إطلاق منحة البرنامج البحثية التعاونية والتي تم من خلالها اختيار أربعة فرق بحثية تعاونية من ثلاث جامعات بمبلغ اجمالي يصل الى 30 مليون درهم إماراتي على مدى ثلاث سنوات.

وأضاف إن الوزارة بجانب التمويل الداخلي ترحب وتشجع التمويل الخارجي بالتعاون مع المؤسسات الأخرى الحكومية والخاصة .. مشيرا إلى أن الوزارة اطلقت منحا بحثية لمؤسسات التعليم العالي في الدولة مع عدد من الشركات الخاصة والعالمية مثل مبادرة أدنوك - بلومبيرج التعليمية حيث تم تأسيس خمسة مختبرات لمجال الأعمال في خمس مؤسسات في عام 2020، ومنحة برنامج سيمنز كذلك لأربع مؤسسات.

وشهد اليوم الأول انعقاد جلسة نقاشية تحت عنوان "قطاع التعليم العالي في دولة الإمارات: المنجزات الحالية و التطلعات المستقبلية" شارك فيها نخبة من المتخصصين ورؤساء جامعات وهم الدكتور محمد المعلا وكيل وزارة التربية للشؤون الأكاديمية للتعليم العالي والدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية والدكتور عبداللطيف محمد الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا والدكتور عارف سلطان الحمادي نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والدكتور غالب الحضرمي البريكي مدير جامعة الإمارات بالإنابة والدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي ومارييت ويسترمان نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي.

واستعرضت الجلسة المنجزات الحالية التي أتاحت التعامل بكفاءة مع الظروف المرتبطة بجائحة كورونا مع التعرف على التحديات التي واجهها قطاع التعليم العالي والمقترحات التي يمكن من خلالها تطوير منظومة التعليم العالي من خلال تزويدها بالمرونة اللازمة للتعامل مع أية تحديات مشابهة في المستقبل.

كما ألقى المتحدث الرئيسي فيل باتي الذي يعمل في مؤسسة THE لتصنيف الجامعات خلال المنتدى محاضرة بعنوان ''إعادة صياغة مفهوم التعليم العالي في المستقبل: كيفية الاستفادة من البيانات المتاحة ".

وقال إن الظروف التي ألمت بقطاع التعليم العالي شكلت عاملا أساسيا ولعبت دورا محوريا في إعادة صياغة معايير تقييم الجامعات لتشمل بدرجة أكبر على الدور المجتمعي والاقتصادي، الذي يتعدي دور الجامعات التقليدي الذي انحصر في السابق على المجال المعرفي والأكاديمي.

ويأتي تنظيم المنتدى ليؤكد مجددا حرص دولة الإمارات على تعزيز النظام التعليمي ومواكبة التطور في المجالات العلمية والأبحاث في مختلف الظروف والتحديات وانطلاقا من إيمان وزارة التربية والتعليم الراسخ بأهمية وضرورة تطوير منظومة تعليمية رائدة قائمة على الابتكار والبحث العلمي.

وتكمن أهمية المنتدى في كونه يدعم مسيرتنا نحو الارتقاء بقطاع التعليم وتعزيز مستوياته إلى آفاق مستقبلية جديدة باعتبار التعليم أساس نهضة وتقدم المجتمعات خاصة في دولة تستشرف المستقبل مثل الإمارات.

وسلط المنتدى على مدى يومين متتاليين الضوء على التطورات الأخيرة في الركائز الاستراتيجية الثلاث لقطاع التعليم العالي في الدولة والتي تشمل الجودة والابتكار والمواءمة ومناقشة أفضل الممارسات العالمية والمعايير الدولية مع التركيز بشكل خاص على مساهمة مؤسسات التعليم العالي في ابتكار أساليب متقدمة للتكيف مع جائحة فيروس كوفيد-19.

أفكارك وتعليقاتك