"الإمارات الدبلوماسية" تنظم جلسة ضمن سلسلة "دبلوماسية الخمسين عاما المقبلة"

"الإمارات الدبلوماسية" تنظم جلسة ضمن سلسلة "دبلوماسية الخمسين عاما المقبلة"

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 24 ديسمبر 2020ء) استضافت أكاديمية الإمارات الدبلوماسية معالي يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية والسيد آفي بيركويتز مساعد الرئيس الأمريكي والممثل الخاص للمفاوضات الدولية وذلك في الجلسة الافتراضية الثانية التي نظمتها ضمن سلسلة جلسات " دبلوماسية الخمسين عاما المقبلة " وحملت عنوان " الاتفاق الإبراهيمي للسلام والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ".

أدار سعادة برناردينو ليون مدير عام الأكاديمية الجلسة التفاعلية التي حضرها طلبة الأكاديمية من دبلوماسيي المستقبل والكادر البحثي والأكاديمي والإداري في الأكاديمية وناقشت الاتفاق الإبراهيمي للسلام التاريخي بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل الذي جرى توقيعه في سبتمبر الماضي وما يحمله من دعم لعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.

(تستمر)

وقال آفي بيركويتز : " إنه فخر لي أن أكون معكم اليوم وأتحدث لكم عن أمر مهم بالنسبة لي وكنت قد عملت بجد من أجل تحقيقه بالتعاون مع معالي السفير يوسف العتيبة " .. وأضاف : " كان هناك الكثير من الدول التي تبحث عن طرق لتحسين علاقاتها مع إسرائيل وهو الأمر الذي لطالما كان مرتبطا بالكثير من المخاطر ويتطلب الكثير من الجرأة للقيام في حين امتلكت دولة الإمارات وقيادتها الشجاعة اللازمة لأخذ هذه الخطوة حيث ألهمت بعدها دولا أخرى قامت بالشيء ذاته، مشيرا إلى أنه عند الحديث عن التفاوض يتوجب على الدبلوماسيين السعي لتحقيق ما فيه المنفعة لبلادهم".

وقال بيركويتز : " عندما تعقد المفاوضات لا تقلق بشأن أي شعور بعدم الارتياح قد يلازمك لفترة طويلة من الزمن وضع في اعتبارك أنك قد لا تحصل على حل لشيء ما على الرغم من امتلاكك للنوايا السليمة، موضحا أنه ومنذ اللحظات الأولى لتوقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام رحبت الغالبية العظمى من الإسرائيليين بمخرجات هذا الاتفاق ونسوا خطة ضم أراضي الضفة الغربية".

وأضاف : " نعتقد أن هذا الاتفاق سيغير وبشكل كبير قواعد اللعبة في المنطقة فدولة الإمارات تقدم نموذجا رائعا للتسامح وكشخص يهودي وكأمريكي أنا فخور للغاية بالعمل مع دولة الإمارات ".

من جانبه قال معالي يوسف مانع العتيبة : " كان الاتفاق الإبراهيمي للسلام بمثابة نصر للدبلوماسية ويمكننا أن ننسب الفضل في هذا الإنجاز إلى العمل الدبلوماسي الذي ساهم في تحقيق أمر هام للغاية كانت المنطقة في أمس الحاجة إليه .. لقد تبع توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام سلسلة من ردود الأفعال في حين ستظهر النتيجة الكاملة له على المدى البعيد ".

وأضاف : " لقد أثبتنا أننا لسنا الوحيدين القادرين على القيام بذلك بنجاح إذ إن هناك ثلاث دول أخرى قامت بالشيء ذاته في غضون أربعة أشهر، مشيرا إلى أن مهارات التفاوض كانت أساسية في تمكيننا من الوصول إلى هذا الاتفاق".

وقال معاليه " أعتقد أنه من المهم للغاية أن يكون كل دبلوماسي مفاوضا جيدا ففي غالبية المفاوضات لا بد وأن تكسب شيئا وأن تتخلى عن شيء آخر ..

لكن هنا كان الأمر مختلفا بعض الشيء فقد أردنا جميعا النتيجة ذاتها إذا كانت نتيجتك في نهاية المطاف اتفاق رابح للطرفين فلن يكون هناك الكثير من المصاعب ".

وقدم معاليه نصيحة لدبلوماسيي المستقبل من طلبة الأكاديمية بضرورة التركيز على بناء الثقة والعلاقات الشفافة في حياتهم الدبلوماسية ..

وقال " كدبلوماسي عليك التركيز على مهاراتك .. إنه من المهم امتلاك علاقات قوية مبنية على الثقة والمصداقية والشفافية وإذا كانت لديك هذه العلاقات فستقوم بعمل جيد بغض النظر عن موقع خدمتك .. حاول بناء علاقاتك على أرضية صلبة واحرص على الفصل بين شخصيتك ومعتقداتك عن تحليلاتك وتقييماتك - هذا هو المفتاح لجميع الدبلوماسيين ليكونوا مميزين وقادرين على تأدية رسالتهم بكل مهنية واحترافية".

وفي تعليقه على هذه الجلسة قال سعادة برناردينو ليون " إنه لفخر لنا أن نستضيف اليوم متحدثين كانا من أبرز مهندسي الاتفاق التاريخي للسلام في الجلسة الأحدث ضمن سلسلة "دبلوماسية الخمسين عاما المقبلة" .

وأضاف : " قدم الضيفان لطلبة الأكاديمية من دبلوماسيي المستقبل نصائح فريدة حول المهارات الدبلوماسية التي أدت للتفاوض حول هذا الاتفاق التاريخي ومن ثم توقيعه والتي كان في مقدمتها بناء الثقة في الطرف الآخر والتحلي بالشجاعة لتحقيق الريادة سعيا لإقامة علاقات سلمية وثابتة وممهدة لشراكات حقيقة مجالات عديدة " .

وتابع : " كما قدم الضيفان نبذة عن الآلية التي من خلالها سيساهم الاتفاق الابراهيمي للسلام في تحسين حياة شعوب المنطقة بغض النظر عن عقيدتهم أو انتماءاتهم فضلا عن مناقشة المنافع الاقتصادية الضخمة المتوقعة من هذا الاتفاق ودوره في تعزيز التجارة الإقليمية والنمو الاقتصادي عبر توسيع الأعمال وتنشيط السياحة وتطوير التكنولوجي وتحسين الإنتاجية الزراعية وبالطبع تعزيز الاستقرار والأمن من خلال العلاقات الثنائية".

وقال : " أثبت توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام أن العمل الدبلوماسي والتعاون والتفاهم المشترك والتسامح يمكنها معا أن تجعل الخلافات والنزاعات جزءا من الماضي وأن تقدم مستقبلا مليئا بالأمل وقادرا على تحسين حياة الأجيال القادمة".

وتوفر سلسلة جلسات "دبلوماسية الخمسين عاما المقبلة" لطلبة الأكاديمية منصة تفاعلية فريدة تتيح لهم المجال للتواصل المباشر مع قادة مميزين من دولة الإمارات والعالم والاستفادة من خبراتهم حول أكثر المواضيع إلحاحا في وقتنا الحاضر وتعد هذه السلسلة الجديدة تطبيقا عمليا لتوجهات الأكاديمية نحو دعم معارف وخبرات الكادر الدبلوماسي الإماراتي الحالي والمستقبلي وبما يعزز قدراتهم لخدمة وطنهم على أكمل وجه.

أفكارك وتعليقاتك