خارجية الوفاق الليبية لسبوتنيك: الوفد المصري وعد بعودة العمل بالسفارة المصرية بطرابلس

خارجية الوفاق الليبية لسبوتنيك: الوفد المصري وعد بعودة العمل بالسفارة المصرية بطرابلس

طرابلس ، 27 ديسمبر ــ ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك) . قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الوطني الليبية ، محمد القبلاوي ، إن الوفد المصري الذي زار طرابلس اليوم الأحد ، للمرة الأولى منذ عام 2014 ، وضم مسؤولين من الخارجية والمخابرات المصرية، قد وعد بعودة العمل بالسفارة المصرية بطرابلس قريباً.

وأكد القبلاوي في تصريح صحفي لوكالة سبوتنيك على أن "الوفد المصري وعد الجانب الليبي بإعادة عمل السفارة من داخل العاصمة طرابلس في أقرب الآجال"، مؤكداً بأن "الزيارة كان الغرض منها التطرق للعمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية لطبيعتها والتعاون بين البلدين في مجالات عدة"​​​.

وأضاف أنه "جرى الاتفاق خلال اللقاءات على ضرورة وضع حلول عاجلة لاستئناف الرحلات الجوية إلى القاهرة".

(تستمر)

ونفى القبلاوي بشكل قاطع ما تداولته وسائل إعلام محلية ليبية، والتي ذكرت أن وفد المخابرات العامة المصرية ووزارة الخارجية أبلغ حكومة الوفاق في طرابلس بضرورة وقف استيراد الأسلحة التركية، وتفكيك المليشيات، ومنع إقامة قواعد تركية، بجانب الالتزام بمخرجات اللجنة المشتركة( 5+5 ) كنقاط أساسية في طريق الحل للأزمة في ليبيا.

في سياق متصل أعلن وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبية فتحي باشاغا إن المباحثات التي جرت مع الوفد الأمني المصري اليوم في العاصمة طرابلس كانت مثمرة وبناءة.

وقال باشاغا في تغريدة له على حسابه بموقع تويتر إنه أجرى "لقاءات مثمرة وبناءة مع الوفد الأمني المصري اليوم في العاصمة طرابلس، استعرضنا خلالها سبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي المشترك بما يحفظ مصالح الدولتين والمنطقة من خطر الإرهاب والجريمة المنظمة".

وأضاف أن "علاقاتنا مع القاهرة مهمة للغاية، ونتطلع لتوطيد علاقاتنا مع كافة الدول الشقيقة ليبيا ستكون نقطة توافق وتلاقٍ، لا ساحة تنافر وصراع، ولا سبيل لإنهاء الأزمة الليبية إلا بتغليب قوة المنطق على منطق القوة".

وتعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤولين مصريين رفيعي المستوى للعاصمة الليبية طرابلس منذ عام 2014، وتأتي بعد أسبوع من زيارة قام بها رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، لمدينة بنغازي، ولقائه قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، ورئيس البرلمان عقيلة صالح، وبعد أيام من اجتماع مصري ليبي في القاهرة بين اللجنة الوطنية للأزمة الليبية وشخصيات من جنوب ليبيا.

وتشهد ليبيا انقساما حادا في مؤسسات الدولة، بين الشرق الذي يديره مجلس النواب والجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، والقسم الغربي من البلاد الذي يديره المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، المدعوم من تركيا.

وترفض مصر التدخل التركي في ليبيا. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أكد، في وقت سابق من العام الجاري، أن التدخلات الأجنبية في ليبيا أسهمت في بناء "ملاذات آمنة للعنف والإرهاب"، مشددا على أن "أي تدخل مباشر للدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية". كما أبدى استعداد بلاده لتدريب وتسليح شباب القبائل الليبية لمواجهة التدخلات الخارجية، في إشارة للدعم التركي للوفاق في مواجهة الجيش الوطني بقيادة حفتر.

ومؤخرا، أجرت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5 + 5) اجتماعا جديدا في مدينة سرت أسفر عن تثبيت وقف إطلاق النار بين الطرفين واتخاذ عدد من الإجراءات التي تساهم في استقرار الوضع العسكري والأمني بربوع ليبيا كافة، وأهم هذه النقاط فتح الطريق الساحلي وإخراج جميع المرتزقة من البلاد.

من جهة أخرى علق المحلل السياسي الليبي فرج فركاش على زيارة الوفد المصري للعاصمة الليبية طرابلس على أنها زيارة مجدولة مسبقاً بعد زيارة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا لجمهورية مصر مؤخراً من أجل التهدئة والتركيز على المسار السياسي، ولإعادة تفعيل الاتفاقيات المشتركة بين البلدين.

وقال فركاش في حديث مع وكالة سبوتنيك إن "زيارة الوفد المصري، الذي وصف بأنه رفيع المستوى، لا شك أنها كانت مجدولة وتم التنسيق لها مسبقا، خاصة بعد زيارة السراج وباشاغا إلى مصر مؤخراً، وهي تأتي بعد تصاعد في الخطاب الإعلامي من أطراف محسوبة على الجانبين".

وتابع، "لا شك أن هذه الزيارة تهدف إلى التهدئة والتركيز على المسار السياسي الذي يخدم استقرار البلدين، وأيضا تهدف ربما إلى إعادة تفعيل الاتفاقيات المشتركة بين البلدين بعد نوع من الجمود في العلاقات بين حكومة الوفاق والجانب المصري بعد حرب طرابلس الأخير،ة وربما البدء في خطوات إعادة فتح القنصلية أو حتى السفارة المصرية في القريب العاجل".

وتابع "كنا ندعو الجانب المصري للقيام بها منذ مدة بحكم حظوته وعلاقته بالمعسكر السياسي والعسكري في الشرق الليبي، وكنا ندعو أيضا لأن يكون للجانب المصري موقف أكثر توازنا مع كل الأطراف في ليبيا ليمكنه من لعب دور وسيط هام وحيوي في تقريب وجهات النظر بين الأشقاء الفرقاء في ليبيا، والتركيز على تثبيت وقف إطلاق النار ودعم الحوار السياسي لتوحيد البلاد تحت حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الأطراف الليبية وتوصلنا إلى مرحلة الانتخابات".

ورداً على سؤال وكالة سبوتنيك حول الموقف المصري من التدخل التركي في ليبيا، قال المحلل السياسي الليبي إنه "لا شك أن مصر ستحاول الحد من هذا التدخل من خلال قربها مع الوفاق، ولكنه يبقى شأنا داخليا ليبيا، ولا نتوقع أية إملاءات من الجانب المصري، لأن ذلك سيؤخذ على أنه تدخل في الشأن الداخلي".

وتابع فركاش، "في الواقع، نأمل أن يكون هناك تقارب سياسي مصري/ تركي بعد ما سمعنا عن تقارب مخابراتي لبناء الثقة وتبديد مخاوف الطرفين بما يخدم مصلحة البلدين ومصلحة أمن واستقرار ليبيا، وهي خطوة سبق وأن دعا لها بعض الأطراف المقربة من الرئاسة والحكومة التركية".

أفكارك وتعليقاتك