حصاد فرنسا 3 - فرنسا على الصعيد الدولي

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 31 ديسمبر 2020ء) أسامة حريري. واصلت فرنسا دورها الفاعل دبلوماسيا على الساحة الدولية على الرغم من العقبات التي تسببت بها أزمة كوفيد-19 لهذا العام​​​. واستقبلت فرنسا ككل عام عددا من المؤتمرات الدولية لمناقشة الأزمات المتعددة نذكر منها:

قمة مجموعة دول الساحل الأفريقي الخميس التي نظمت في ال30 من شهر حزيران/يونيو الماضي. قمة مجموعة الدول المتوسطية السبع (فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال واليونان وقبرص ومالطة). مؤتمر الدعم الدولي للشعب اللبناني الذي نظم في الثاني من كانون الأول/ديسمبر.

التوتر بين فرنسا وتركيا

يمكن القول إن عام 2020 كان الشاهد الأبرز على توتر وتدهور العلاقات بين فرنسا وتركيا على خلفية التباين في وجهات النظر حول عدة ملفات إقليمية.

(تستمر)

وتعارض فرنسا تواجد تركيا العسكري في ليبيا متهمة إياها بزعزعة الاستقرار في المنطقة، فيما تتهم أنقرة باريس بدعم المشير خليفة حفتر بشكل سري. ولعلّ أبرز ملفات الخلاف بين الطرفين هو مسألة التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط. ففي حين تؤكد أنقرة على حقها في التنقيب عن الغاز في منطقة شرق المتوسط، تتهمها باريس بالتعدي على سيادة كل من اليونان وقبرص مما يعني التعدي على سيادة دول الاتحاد الأوروبي وهو أمر دفع بالأوروبيين

إلى فرض عقوبات "محدودة" على أفراد أتراك لهم علاقة بعمليات التنقيب.

هذا واستعر الخلاف بين تركيا وفرنسا إبان الحرب في إقليم ناغورني كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان والتي جرت بين شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الثاني/نوفمبر. واتهمت فرنسا تركيا بإرسال مقاتلين مرتزقة سوريين إلى ناغورني كاراباخ لمؤازرة الجيش الأذربيجاني وهو أمر نفته أنقرة. هذا وقررت فرنسا إرسال ثلاث طائرات من المساعدات الإنسانية إلى أرمينيا بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين وانسحاب القوات الأرمينية من أجزاء كبيرة من الإقليم.

ووصلت درجة التوتر بين فرنسا وتركيا إلى حد وصف إردوغان لماكرون بـ"شخص يحتاج لعلاج عقلي" وذلك على خلفية دفاع ماكرون عن حق نشر الكاريكاتير وضمنه كاريكاتير نبي الإسلام محمد. وقامت وزارة الخارجية الفرنسية باستدعاء السفير التركي في باريس في الـ25 من سبتمبر الماضي اعتراضا على ما صدر من إردوغان تجاه ماكرون.

انفجار مرفأ بيروت والدور الفرنسي

بعد يومين على الانفجار المروع الذي هزّ مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس توجه الرئيس الفرنسي ماكرون إلى عين المكان لكي يتفقد مكان الانفجار ويلتقي بالمسؤولين اللبنانيين بهدف "لعب دور في حل الأزمة المالية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد".

وحملت فرنسا على عاتقها مهمة لعب دور الوسيط لإيجاد حل للفراغ الحكومي الذي يعيشه لبنان ولمساعدة الدولة على الخروج من الأزمة المالية والاقتصادية شرط تنفيذ إصلاحات جذرية. إلا أن مهمة ماكرون لم تلق النجاح المطلوب، فبحسب متابعين لم ينجح ماكرون في إقناع الطبقة السياسية في لبنان في إنجاز الإصلاحات المرجوة وتجاوز الخلافات لتشكيل حكومة اختصاصيين.

هذا وفتحت فرنسا جسرا جويا وآخر بحري لإرسال المساعدات الطبية والغذائية إلى لبنان "تضامنا مع الشعب اللبناني" بعد الانفجار الذي عصف بالعاصمة بيروت. وأرسلت وزارة الجيوش الفرنسية خمس طائرات محملة بأطنان من المساعدات والمعدات الطبية وعلى متنها عناصر من الدفاع المدني التابع للجيش الفرنسي كما تم إرسال حاملة طائرات الهليكوبتر "تونير" التي تحتوي على مستشفى متنقل وفرق طبية.

وقام ماكرون بعدها بثلاثة أسابيع في ال31 من أغسطس بزيار ثانية للبنان للإشراف على وصول المساعدات الإنسانية إلى منظمات المجتمع المدني وللقاء المسؤولين السياسيين مرة جديدة.

هذا وقد كان من المتوقع أن يقوم ماكرون بزيارة ثالثة إلى لبنان في ال22 من ديسمبر الجاري إلا أن إصابته بـكوفيد-19 حالت دون ذلك وقد تم تأجيل الزيارة إلى أجل غير مسمى.

الجيش الفرنسي يتابع عملياته العسكرية في دول الساحل الإفريقي

للسنة السادسة عل التوالي تابعت القوات الفرنسية المنتشرة في منطقة الساحل الإفريقي في إطار "عملية بارخان"، تابعت عملياتها العسكرية ضد الجماعات "الجهادية" المتواجدة في المنطقة.

وسقط عام 2020 ثمانية جنود فرنسيين أثناء قيامهم بعمليات عسكرية في منطقة الساحل ضمنهم ثلاثة جنود قتلوا في الـ28 من الشهر الجاري في مالي خلال عملية أمنية كانوا يقومون بها في منطقة همبوري جنوب البلاد وذلك بعد انفجار عبوة ناسفة بالمدرعة التي كانوا فيها.

هذا واستطاعت القوات الفرنسية في الثالث من حزيران/يونيو الماضي قتل زعيم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الجزائري عبد المالك دروكدال في عملية شمال غرب مدينة تساليت المالية على الحدود مع الجزائر.

وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي في السادس من يونيو إن القوات الفرنسية "قضت على دروكدال وحيدت العديد من المقرّبين منه".