إعادة - حكومة الوفاق الليبية تسعى لتعاون تركي روسي مصري يرسم خارطة طريق لتجنب انفجار الوضع - خبراء

إعادة - حكومة الوفاق الليبية تسعى لتعاون تركي روسي مصري يرسم خارطة طريق لتجنب انفجار الوضع - خبراء

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 02 كانون الثاني 2021ء) نادر الشريف. أثارت زيارة وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني الليبية، محمد الطاهر سيالة إلى العاصمة الروسية موسكو وزيارة وفد سياسي أمني مصري إلى طرابلس، مؤخرا، التكهنات حول توجه حكومة الوفاق لحل الأزمة الليبية ومدى أهمية تلك التقاربات في حلحلة الأزمة​​​.

في حديث لوكالة "سبوتنيك" مع عدد من المسؤولين والمحليين السياسيين الليبيين، حول آخر المستجدات السياسية والتحركات الدولية والإقليمية تجاه الملف الليبي، رأى معظمهم أن حكومة الوفاق تسعى لتعاون تركي روسي مصري لرسم خارطة طريق تجنب انفجار الوضع.

واعتبر المحلل السياسي والناطق الإعلامي باسم نازحي مدينة ترهونة، أحمد عبد الله المهدوي، في حديث لوكالة سبوتنيك، أن زيارة سيالة إلى موسكو "تقرأ بأنها تأتي في إطار حرص الوفاق على ألا تغلق قناة التواصل مع موسكو ومحاولة لاستمالة روسيا لها وسحب تأييدها [لقائد الجيش اللييي المشير خليفة] لحفتر".

(تستمر)

وأضاف المهدوي، ان "سيالة يبحث عن تعاون تركي روسي مصري لرسم خارطة طريق تجنب الوفاق المسؤولية عن الانتهاكات وإهدارها للمال العام"، معربا عن قناعته بأن "هذه الزيارة أتت في وقت حرج حيث أن المعطيات على الأرض تشير إلى انفجار الأزمة وخرق الهدنة وعودة الحرب في محيط سرت الجفرة خصوصا مع تصاعد وتيرة التوتر والتصعيد الخطابي والعسكري التركي الداعي إلى إخراج قوات الجيش من مناطق النفط".

وحول زيارة الوفد المصري لطرابلس، قال المهدوي إنها "جاءت في وقت تواجد الأتراك في طرابلس وكان لها معنيان، الأول إثبات وجود الخط الأحمر والثاني أن القاهرة منفتحة على جميع الأطراف في ليبيا وأيضا هناك تنسيق مصري روسي لتجنيب المنطقة الدخول في الحرب".

كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أكد، في تصريحات خلال زيارة للمنطقة العسكرية الغربية بمحافظة مرسى مطروح، غربي البلاد في حزيران/يونيو من العام الماضي، أن "التدخلات الأجنبية في ليبيا أسهمت في بناء ملاذات آمنة للعنف والإرهاب"، وشدد على أن "أي تدخل مباشر للدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية". كما اعتبر أن تجاوز قوات الوفاق أو ما وصفها بالمليشيات منطقتي سرت والجفرة "خطر أحمر" لمصر.

ووصف المهدوي مسار الحلّ السياسي في ليبيا بأنه "متعثر ولا يمكن التعويل عليه".

وأردف "وهذه الحكومة منتهية ولا يعول عليها، فالأنظار متجهة للحكومة الجديدة والرئاسي الجديد لو نجحت البعثة الأممية في إخراجهما وهو أمر مستبعد".

ومن جهته، اعتبر نائب رئيس المجلس الأعلى للقبائل الليبية رئيس قبيلة الزوي، السنوسي الحليق الزوي، في تصريح لوكالة سبوتنيك، أن "زيارة وزير خارجية الوفاق سيالة لموسكو كانت لإيجاد حل الأزمة الليبية، حيث دعا سيالة خلال زيارته لموسكو كل الأطراف الدولية الاقتراب من جميع الأطراف والدعوة إلى التسوية السلمية والمساعدة في خروج المقاتلين الأجانب من البلاد وطلب من روسيا دعم الاتفاقيات المبرمة ضمن إطار المفاوضات بلجنة 5+5 بين الفرقاء الليبيين تحت رعاية الأمم المتحدة وكل هذا مقدر وتحليل واقعي لواقع الوضع في ليبيا".

يُذكر أنّه بعد جولات تفاوضية عديدة بين الطرفين على مدار الأعوام الماضية، توصل المشاركون في اللجنة العسكرية الليبية المشتركة المعروفة بلجنة 5+5، خلال محادثات في جنيف في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى عدد من الاتفاقات أبرزها فتح الطرق واستئناف الحركة الجوية المنتظمة بين طرابلس وبنغازي، ووقف دائم لإطلاق النار في عموم الأراضي الليبية.

وأضاف الزوي "نتابع التحركات الدولية المستمرة خلال الفترة الأخيرة بشأن الملف الليبي وتفعيل العلاقات الدبلوماسية مع الوفاق وتكثيف المساعي الإقليمية والتحركات الدولية في الأيام الأخيرة تسير كلها في اتجاه الدعوة إلى وقف العمليات القتالية مقابل دعم الحل السياسي بشأن الملف الليبي".

واعتبر أن "هذه التحركات على مسار الحوار السياسي الليبي سيكون لها تأثيرات إيجابية تشهدها عواصم عربية وغربية أدت إلى وقف إطلاق النار في ليبيا ودعم كل المسارات التفاوضية للوصول لتسوية سياسية شاملة في ليبيا لإنهاء التصعيد العسكري".

وفي سياق متصل رأى المحلل السياسي الليبي، فرج فركاش، في تصريح لوكالة سبوتنيك، أن "زيارة سيالة إلى موسكو تأتي في إطار تقارب أكبر بين موسكو وحكومة الوفاق خاصة بعد حل أزمة الروس المحتجزين لدى أحد الأجهزة الأمنية التابعة للوفاق، والذي تم إطلاق سراحهما منذ نحو 3 أسابيع وهي بالتأكيد زيارة مبرمجة مسبقا والدعوة لسيالة لزيارة موسكو كانت معلومة ومتداولة حتى قبل زيارة الوفد المصري إلى طرابلس"

وأضاف فركاش "نرى أن الحل السياسي لن يمر إلا عبر روسيا وتركيا، وربما سنرى تحول البعثة الأممية إلى خطة باء القاضية بترميم الرئاسي الحالي وحكومة وحدة وطنية منفصلة تحظى بقبول الأطراف الفاعلة على الأرض وتركز على تهيئة الأجواء للانتخابات بمساعدة ملتقى الحوار السياسي الذي سينحصر دوره على التركيز على إيجاد القاعدة الدستورية للانتخابات".

ووافقهم في الرأي المحلل السياسي الليبي صلاح عياد العبّار، الذي قال في تصريح لوكالة سبوتنيك أيضا، إن "زيارة سيالة وزير خارجية الوفاق تندرج تحت العمل السياسي الواقعي، وهذا يحسب لهم فلا يجب الانغلاق والتقوقع".

وأضاف أن "روسيا ستدعم المجهود السياسي وهذا يحافظ على تحالفاتها في المنطقة وأيضا ما يربطها من تعاون مع القيادة العامة للجيش الليبي في مجال التدريب والتسليح فدولة كبرى مثل روسيا لم تدخل بثقلها في ليبيا بل كانت حذرة جدا في خطواتها لحساسية المنطقة ونفوذ بعض الدول الأخرى".

واعتبر العبّار أن زيارة الوفد المصري لطرابلس "قفزة نوعية في السياسة الخارجية لمصر"، مضيفاً "مصر سبق وتطرقت لفن الممكن في السياسة والذهاب مباشرة للتحاور والمشاركة في صنع المشهد سياسيا ودعم أي جهود ترمي إلى حل يرضي الجميع، وأيضا من حق مصر أن تكون حدودها آمنة، وهي لا تزال حليفا قويا للجيش العربي الليبي والقيادة العامة وما زالت خطوطها الحمراء محترمة منذ تاريخ إعلانها".

وأكد العبار أن "ما يحدث من زيارات توضح أن هناك خطا معينا يتم التعامل معه سياسيا لحل الأزمة بشكل مباشر بين الأطراف الداعمة للأحداث في ليبيا".

كما شدد على أن "تأثير زيارة الوفد المصري هو بداية تنسيق سابق والتي انبثق منها اتفاق 5+5 وبدعم أممي وأميركي، ومصر مهمة جدا إقليميا ووجودها أمر واقع لا تستطيع أن تتجاوزه تركيا أو غيرها، وأرى أن تحرك مصر سيؤثر على حكومة الوفاق وخلق صفوف جديدة للخروج من الأزمة حسب السياسة التي تتبعها مصر الآن من عدم عزل نفسها في أي تحرك وتقارب".

وتقود البعثة الأممية، منذ فترة، حوارًا سياسيا ليبيا، من أجل التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة، وتشكيل حكومة ومجلس رئاسي جديد، في بلد يشهد انقساما حادا في مؤسسات الدولة، بين الشرق يلعب فيه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وقائد الجيش المشير خليفة حفتر الدور الأكبر، والقسم الغربي من البلاد الذي يديره المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا برئاسة فائز السراج، والمدعوم بقوة من تركيا.

وزار وزير الخارجية بحكومة الوفاق الليبية العاصمة الروسية موسكو، الأربعاء الماضي،  لبحث مستجدات الأوضاع السياسية والعسكرية على الساحة الليبية.

وقال سيالة، في مؤتمر صحفي مشترك في موسكو مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، إنه طلب من روسيا دعم الاتفاقات المبرمة ضمن إطار المفاوضات بصيغة 5+5 بين الفرقاء الليبيين تحت رعاية الأمم المتحدة بشأن انسحاب المقاتلين الأجانب من البلاد.

وحذر سيالة إلى أن الخطوات التي اتخذت تحت ذريعة "محاربة الإرهاب" أوصلت ليبيا إلى الوضع القائم وأدت إلى اندلاع صراعات دولية في أراضيها.

كما زار وفد مصري سياسي أمني رفيع المستوى، الأحد الماضي، العاصمة الليبية طرابلس، للمرة الأولى منذ عام 2014، حيث التقى مع مسؤولين أمنيين وسياسيين. كما أعلنت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الليبي عن اتصال هاتفي جمع وزير الخارجية المصري سامح شكري بنظيره الليبي محمد سيالة لمناقشة التعاون في حل الأزمة.

وهذه أول اتصالات تجري على هذا المستوى الرسمي بين القاهرة وطرابلس منذ بدء المعارك التي أطلقها حفتر في نيسان/أبريل 2019.

وجاءت هذه الزيارة بعد أسبوع من زيارة قام بها رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، إلى مدينة بنغازي، ولقائه قائد الجيش الليبي الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، وبعد أيام من اجتماع مصري ليبي في القاهرة بين اللجنة الوطنية للأزمة الليبية وشخصيات من جنوب ليبيا.

أفكارك وتعليقاتك