دبلوماسي إيراني سابق: السعودية قطعت وأعادت العلاقات مع قطر بتوجيهات أميركية

دبلوماسي إيراني سابق: السعودية قطعت وأعادت العلاقات مع قطر بتوجيهات أميركية

طهران، 6 يناير – ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك) ، محمد إسماعيل. قال الخبير الاستراتيجي والدبلوماسي الإيراني السابق، أمير موسوي، إن السعودية قطعت وأعادت العلاقات مع قطر بتوجهات أميركية، مؤكدا أن الدور الكويتي "شرفي" ومجاملة لحفظ ماء الوجه، وفق تعبيره بعد ساعات من إعلان دول مجلس التعاون الخليجي إنهاء أزمة مقاطعة قطر القائمة منذ 2017.

وقال موسوي في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، "السعودية قطعت أاعادت العلاقات بتوجهات أميركية، والدور الكويتي أعتقد أنه دور شرفي ومجاملة لحفظ ماء الوجه"​​​.

وتابع "لقد بدا الأمر إقليميا وعربيا وخليجيا وما إلى ذلك، بينما حضور [مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد] كوشنر اجتماع القمة الخليجية في محافظة العلا يدل على أن الدور الأميركي أساسي في قطع العلاقات وفي إعادتها"، مشددا على أن "قطر انتصرت في الحراك الدبلوماسي باعتبارها تمسكت بثوابتها ولم تتنازل، والسعودية وافقت على كل الشروط القطرية، وهذا انتصار لقطر".

(تستمر)

وأضاف، "هناك تحرش واضح من الإدارة الأميركية لتمزيق المنظومة الخليجية لابتزازها وحلبها، والآن، وبعد أن استفاد [الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد] ترامب من هذه الحالة خلال السنوات الثلاثة ونصف الماضية، هو الآن يريد أن يرحل، فأمرهم بإعادة العلاقات، وهذا ما حصل"، مؤكدا في الوقت ذاته إن المصالحة السعودية القطرية في الأساس هي أمر جيد.

وتابع الخبير الاستراتيجي والدبلوماسي الإيراني السابق، "العجلة والاستعجال السعوديان في المصالحة يدلان على أشياء غير سليمة من الجانب السعودي، طبعا الجانب القطري استفاد من هذه الظروف السعودية، حيث أن السعودية تمر اليوم بظروف خطيرة، من خسارتها في الحرب اليمنية ورحيل ترامب من البيت الأبيض وتغيير السياسية الأميركية. والعلاقات تمزقت وتباعدت بين السعودية وقطر بسبب أميركي واضح. حيث إنه بعد زيارة ترامب إلى الرياض ساءت العلاقات بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر مع قطر".

وأشار أمير موسوي إلى إن عدم تضمن بيان قمة العلا اتهامات وتحذيرات لإيران يدل على أن أكثرية الدول المشاركة لا تتطابق بسياساتها مع سياسة السعودية ضد إيران، قائلا، "هناك ثلاث دول لا ترغب بالتصعيد مع إيران على الأقل، هي قطر والكويت وسلطنة عمان، بالإضافة إلى أن الإمارات تحاول مجاملة إيران لظروفها الصعبة الآن، حيث ابتعدت نوعا ما عن سياسة التصعيد السعودية، خاصة بعد التطبيع مع إسرائيل والتحذيرات الإيرانية للإمارات".

من جانبه، لفت الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، مهدي شكيبايي، لسبوتنيك "أن قطر واحدة من الدول التي سعت لأن تغير طريقها وتفصله عن السعودية وتتصرف بطريقة دولة مقاومة أمام الضغوط السعودية"، مؤكدا أنه "بحجم القدرة والمدة التي قاومت بها قطر كانت المصالحة انتصارا كبيرا لها، وكانت هزيمة كبيرة للسعوديين، لأن السعوديين اشترطوا لرفع حصارهم عن قطر الذي دام أربع سنوات أن تنفذ قطر سياساتهم، من جملة ذلك قطع علاقاتها مع إيران، وعدم تقديم الدعم للإخوان المسلمين، وعدم الوقوف إلى جانب تركيا".

وحول التقارير الإعلامية عن حدوث المصالحة بتوجيهات أميركية، قال شكيبايي "لا أعتقد أن المصالحة بين قطر والسعودية تمت بطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل استخدام أراضيهم لشن هجوم على إيران، كما تدعي بعض وسائل الإعلام المتعلقة بالكيان الصهيوني، بل إن هذه المصالحة توحي بأنها نتيجة حاجة سعودية لترتيب موقعها قبل مجيء الحكومة الأميركية الجديدة الديمقراطية".

وتابع، "أستبعد أن يقوم ترامب بشن هجوم على إيران من الأراضي القطرية، أو أن يسمح القطريون لأميركا باستخدام أراضيهم لشن هجوم على أحد، ورغم ذلك، فإن إيران أعلنت بشكل رسمي بأن أي دولة تساعد في هجوم على إيران فإنها ستتلقى النيران والصواريخ الإيرانية".

واتهمت إيران بعض دول المنطقة بمواصلة نشر ما وصفته بالإيرانوفوبيا (رهاب إيران)، وذلك بعد ما تناوله بيان قمة مجلس التعاون الخليجي التي عقدت أمس بالسعودية بشأن إيران.

وقال متحدث الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في بيان، اليوم الأربعاء، إن "إيران تستنكر الاتهامات المتكررة والتي لا أساس لها، والتي وردت في البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي".

واعتبر ولي العهد السعودي في افتتاح الجلسة أن "الأنشطة الإيرانية تهدف لزعزعة الاستقرار بالمنطقة"، وأضاف "نواجه تحديات السلوك الإيراني التخريبي".

كما أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، على أهمية أن يكون لدول المنطقة "موقف موحد تجاه التهديدات الإيرانية لأمن واستقرار دول المنطقة، ليس فقط في البرنامج النووي، وإنما أيضاً بالتدخلات المستمرة في شؤون دول المنطقة، وما ينتج عن ذلك من عدم استقرار وحروب ودمار".

وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قد قال في تغريدة على "تويتر" يوم أمس، إن التوصل لاتفاق للمصالحة بين قطر ودول المقاطعة الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) يمثل نجاحا للدوحة ضد "الابتزاز والضغوط".

يذكر أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر فرضت، حظرا دبلوماسيا على قطر، وقطعت روابط التجارة والسفر معها منذ منتصف عام 2017 متهمة إياها بدعم الإرهاب، بينما نفت قطر ذلك قائلة إن الحظر يهدف لتقويض سيادتها.

أفكارك وتعليقاتك