محلل إيراني لسبوتنيك: توقيف الناقلة الكورية ربما يعيد سول لصوابها بشأن تجميد أموال لطهران

محلل إيراني لسبوتنيك: توقيف الناقلة الكورية ربما يعيد سول لصوابها بشأن تجميد أموال لطهران

طهران، 6 يناير – ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك) ، محمد اسماعيل. أوضح الكاتب والمحلل السياسي الإيراني مهدي شكيبايي، أن توقيف طهران لناقلة تابعة لكوريا الجنوبية، يمكن أن يعيد سول إلى صوابها وأن تبتعد عن أسلوبها "غير المنطقي وغير الأخلاقي" وأن تصحح تصرفها تجاه ملف الأموال الإيرانية، وذلك في إشارة إلى احتجاز طهران للناقلة الكورية بدعوى تلويثها لمياه الخليج في وقت تحتجز فيه الدولة الواقعة في شرق آسيا أموال إيرانية بقيمة حوالي 7 مليارات دولا أميركي.

وقال شكيبايي في تصريح لوكالة "سبوتنيك" اليوم الأربعاء، إن كوريا الجنوبية ليس من حقها تجميد الأموال الإيرانية وإنه "طبق القوانين الدولية كان لدينا تبادل تجاري مع سيول وبعناها النفط والغاز والعديد من البضائع الأخرى وطبق القوانين فإنه كان يتوجب على سيول دفع ثمن ذلك"​​​.

(تستمر)

وأوضح أن سول لم تدفع الأموال بحجة مطالبة الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب لها بعدم تسديد الأموال لإيران، واصفا ذلك بأنه "غير قانوني وغير مبرر"، مضيفا "لم تكتف سول بذلك بل طالبت طهران بدفع ضرائب على أموالها المجمدة لديها، حيث أن هذا الأمر ليس فقط غير شرعي بل غير أخلاقي ويعتبر نوع من السرقة".

وتابع مهدي شكيبايي حديثه بالقول إن ما فعلته إيران بتوقيف ناقلة النفط الكورية "من حقها"، وقامت بذلك وفقا القوانين الدولية التي تمنح الدول الحق في الحفاظ على البيئة في مياهها الإقليمية"، مؤكدا أنه "قبل الحادث تم تحذير الناقلات الكورية وتنبيههم للحفاظ على البيئة، وعندما قامت تلك الناقلة بعدم الامتثال لهذه التحذيرات وطبق قوانين الملاحة الدولية، قامت طهران بإيقاف الناقلة لمنع تلويث البيئة في منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز، حيث تعتبر هذه المياه جزءا من المياه الإقليمية لإيران".

من جانبه، اعتبر الخبير الاستراتيجي  والدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي في تصريح ل"سبوتنيك"، أن السبب الأساسي لإيقاف ناقلة النفط الكورية هو موضوع تلويثها للبيئة، قائلا:"كانت إيران تتساهل في السابق أو تغض الطرف لبعض خروقات مثل هذه السفن لأسباب تتعلق بالعلاقات مع البلدان، لكن بما أن كوريا الجنوبية أساءت بالعلاقة وجمدت الأموال الإيرانية فلم تعد طهران تتساهل".

وأضاف أن الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية "هائلة جراء بيع البترول إلى كوريا الجنوبية وهي لم تدفع إلى الآن بحجة العقوبات الأميركية والخوف من واشنطن وما شابه ذلك، لذا ربما في هذه المرحلة إيران لم تعد تتساهل مع الخروقات البيئية للسفن الكورية".

وتعتزم كوريا الجنوبية إرسال وفد لإيران للمطالبة بإطلاق سراح الناقلة الكورية التي أعلن الحرس الثوري يوم الاثنين، احتجازها قرب مضيق هرمز.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية (يونهاب)، يوم أمس الثلاثاء، نقلا عن ناطق باسم وزارة الخارجية أن "وفدا، يترأسه المدير العام لدائرة الشرق الأوسط وافريقيا، سوف يجري إرساله لإيران في أقرب وقت ممكن ضمن مساعي حل المسألة عبر المفاوضات الثنائية مع الجانب الإيراني".

ولفتت إلى أن النائب الأول لوزير الخارجية، تشوي جونغ - كون، والذي سيزور طهران أوائل الأسبوع المقبل، في زيارة مخطط لها من قبل للتباحث حول أزمة الأموال الإيرانية المجمدة لدى كوريا جراء العقوبات الاقتصادية الأميركية، سوف يتطرق لمسألة السفينة المحتجزة.

هذا وأعلنت كوريا الجنوبية إرسال إحدى سفنها الحربية لمضيق هرمز بعد احتجاز الناقلة. وطالبت الحكومة بالإفراج السريع عن الناقلة (إم تي هانكوك كيمي)، مبينة أن 5 كوريين هم بين طاقم السفينة البالغ 20 فردا.

وصرحت شركة "دي إم شيبينغ" المالكة للناقلة بأن الحرس الثوري الإيراني طلب من ناقلة "هانكوك كيمي" الخضوع للتفتيش في المياه الإيرانية. وقالت طهران إن الاحتجاز تم بأمر قضائي بسبب تلويث الناقلة للبيئة.

يأتي ذلك وسط توترات بين إيران والولايات المتحدة مع إعلان الأخيرة تواجد قطع بحرية عسكرية لها في منطقة الخليج ردا على ما وصف بتهديدات إيرانية تزامنا مع الذكرى الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أميركية في بغداد.

وتحجم كوريا الجنوبية عن تحويل مبلغ وقدره 7.6 تريليون وون كوري جنوبي (حوالي 7 مليارات دولار) لإيران تمثل باقي ثمن شحنات من النفط، بسبب العقوبات التي تفرضها واشنطن على إيران.

وتفيد تقارير صحافية بأن حكومة كوريا الجنوبية أودعت الأموال في مصرفين كوريين جنوبيين قبل أعوام، لكنها لم تحوّل بعد إلى بنك إيران المركزي بسبب العقوبات الأميركية.

أفكارك وتعليقاتك