لبنان يعلن حالة الطوارئ الصحية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد

لبنان يعلن حالة الطوارئ الصحية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 12 كانون الثاني 2021ء) أعلنت السلطات اللبنانية، اليوم الاثنين، حالة الطوارئ الصحية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، بما يتضمن تدابير متشددة للحد من الجائحة الوبائية.

وأعلن المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، بعد اجتماع عقد في القصر الرئاسي، عن سلسلة إجراءات استثنائية خلال الفترة الممتدة بين 14 و25 كانون الثاني/يناير الحالي، بما في ذلك منع الخروج إلى الشوارع وتقييد حركة القادمين من الخارج​​​.

ومن بين الإجراءات إلزام القادمين من  بغداد، إسطنبول، أضنه، القاهرة  وأديس ابابا، والتي تُشكل 85 بالمئة من عدد  حالات  الإصابات من بين القادمين من أصل حوالي 500 حالة شهرياً بالإقامة على نفقتهم الخاصة سبعة أيام في أحد الفنادق،  والخضوع لفحص "بي سي أر" عند وصولهم وفحص ثانٍ في اليوم السادس من وصولهم.

(تستمر)

بالإضافة إلى تقليص حركة المسافرين في  مطار بيروت الدولي  لتصبح 20 في المئة بالمقارنة مع أعداد المسافرين القادمين في شهر كانون الثاني/يناير من العام 2020، على ان يخضع القادمون الى فحص فوري

كذلك، تقرر منع حركة المسافرين القادمين عبر المعابر الحدودية البرية والبحرية، باستثناء العابرين (ترانزيت) الحاملين لتذاكر سفر بتاريخ العبور.

كما شملت الإجراءات "منع الخروج إلي الشوارع والطرقات  اعتباراً من  الساعة  الخامسة من صباح يوم الخميس الموافق 14 كانون الثاين/يناير ولغاية الساعة الخامسة من صباح يوم الاثنين الموافق فيه 25 كانون الثاني/يناير، بجانب غلق جميع الإدارات والمؤسسات العامة والمصالح المستقلّة والجامعات والمدارس الرسمية والخاصة والحضانات على اختلافها والحدائق العامة والارصفة البحرية  والملاعب الرياضية العامة والخاصة الداخلية والخارجية منها وكازينو لبنان.

وطلب المجلس الأعلى للدفاع من الوزراء المعنيين تشديد الإجراءات التي يُتيحها القانون وحالة التعبئة العامة المُعلنة في سبيل إلزام  المستشفيات الخاصة  استحداث أسرّة عناية فائقة مُخصصة لمعالجة مرضى  كورونا  تحت طائلة الملاحقة القانونية والإدارية والقضائية.

وتضمن القرار بعض الاستثناءات القليلة، لا سيما في القطاع الصحي والقطاع الغذائي، مع فرض قيود مشددة في ما يخص مواعيد العمل والطاقة القصوى للعاملين.

وتأتي هذه الإجراءات، بعدما سجل لبنان منذ مطلع العام الحالي أرقاماً قياسية في عدد المصابين بفيروس "كورونا"، حيث كسر العدد اليومي للإصابات حاجز الخمسة آلاف للمرة الأولى منذ بدء الجائحة الوبائية.

ويحمل المراقبون سبب ارتفاع عدد الإصابات خلال الايام الماضية إلى سماح السلطات اللبنانية بإقامة الحفلات والتجمعات خلال عيدي الميلاد ورأس السنة، وسط غياب لأي إجراءات احترازية من قبل أجهزة الدولة لفرض شروط التباعد الاجتماعي.

وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قال في مستهل جلسة المجلس الأعلى للدفاع إن "المستشفيات لم تعد تتسع لاستقبال المصابين". وأضاف "رأينا مشاهد فاجعة لمواطنين امام المستشفيات يبحثون عن مقعد أو سرير، ومنهم من كان ينتظر حتى يفرغ سرير ليحل فيه".

وأضاف "حيال هذا الواقع لا يمكن السكوت على المآسي التي نراها أمام المستشفيات ويجب اتخاذ اجراءات جذرية حتى نتمكن من تخفيف التبعات الكارثية لتفشي وباء كورونا".

من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، خلال الاجتماع: "بكل أسف، نحن أمام واقع مخيف. وباء كورونا أفلت من السيطرة على ضبطه بسبب عناد الناس وتمردهم على الإجراءات التي اتخذناها لحماية اللبنانيين من خطر هذا الوباء".

وأضاف دياب: "لنعترف أيضاً أن فرض تطبيق الإجراءات لم يكن بمستوى حجم الخطر"، موضحاً ان "ما رأيناه في الأيام الماضية وتحديداً منذ يوم الخميس، أي منذ بدء قرار الإقفال، لم يكن يوحي بأن الدولة موجودة وتفرض هيبتها".

وحذر دياب من أن المستشفيات امتلأت بالحالات الحساسة والخطرة، وستقف الناس على أبواب المستشفيات، وسنكون أمام نموذج لبناني لوباء كورونا، أسوأ من النموذج الإيطالي".

وكان الأيام الماضية قد شهدت ضغطاً غير مسبوق على المستشفيات التي خصصت أقساماً لمرضى فيروس "كورونا". وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي عجز الفرق الطبية في المستشفيات عن تقديم خدمات الطوارئ والاستشفاء لعدد كبير من المصابين.

في هذا الإطار، قال مدير مستشفى سان جورج حسن عليق لوكالة "سبوتنيك" إن "وضع المستشفيات في لبنان وصل للأسف إلى حالة سيئة بسبب الانتشار الواسع لأعداد المرضى، في مقاعد عدد الأسرة المحدود، فوصلنا إلى مرحلة باتت معها المستشفيات غير قادرة على تلبية حاجات المواطنين، سواء في ما يتعلق بالمرضى العاديين أو المرضى المحتاجين إلى العناية الفائقة، أو حتى الطوارئ".

وأضاف "هذا الوضع ينذر بأزمة كبيرة إذا ما استمر عدم الاكتراث، وقد نصل إلى مرحلة لا تعود معها المستشفيات غير قادرة على استقبال مريض واحد، وقد يصبح النموذج الإيطالي نفسه أفضل حالاً مما هي الحال في لبنان".

وبحسب عليق فإنّ الانتشار الكبير لفيروس كوفيد-19 في لبنان بدأ منذ انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس الماضي، ثم جاءت فترة الأعياد لتسبب زيادة جديدة في الانتشار.

أفكارك وتعليقاتك