" اللوفر أبوظبي " يطلق غدا معرضه الأول لعام 2021 بالتعاون مع مركز بومبيدو

" اللوفر أبوظبي " يطلق غدا معرضه الأول لعام 2021 بالتعاون مع مركز بومبيدو

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 16 فبراير 2021ء) يفتتح متحف اللوفر أبوظبي غدا معرضه الأول للعام 2021 تحت عنوان " التجريد وفن الخط – نحو لغة عالمية" ويستمر 12 يونيو المقبل.

و يدعو المعرض زواره إلى تتبع نشأة فن التجريد الحديث من خلال العلامات والرموز وصولا إلى مصدر إلهام الفنانين الذي يعود إلى فن الخط العربي والآسيوي، مسلطا الضوء على الإلهام المشترك بين الثقافات.

يضم المعرض أكثر من 80 عملا فنيا معارا من 16 مؤسسة شريكة و6 أعمال من مجموعة اللوفر أبوظبي الخاصة، وهي أعمال لبول كلي، ولي كراسنر، وأندريه ماسون، وجاكسون بولوك، وسي تومبلي، وفاسيلي كاندنسكي وغيرهم من فناني القرن العشرين الذين شعروا بالحاجة إلى إنشاء لغة عالمية جديدة مستمدين الإلهام من فن الخط.

(تستمر)

ويسلط المعرض الضوء على أعمال الفانين العرب من القرنين العشرين و الواحد والعشرين، مثل ضياء العزاوي وأنور جلال شمزه وغادة عامر وشيرازه هوشياري ومنى حاطوم، والذين استمدوا الإلهام من الأحرف وأشكالها، ليحرروا الكتابة من قالبها اللغوي البحت ويلبسوها حلة فنية جديدة..و يضم أعمالا فنية تركيبية لفنانين معاصرين هما إل سيد وسانكي كينغ يبينان من خلالها أن الفنانين اليوم ما زالوا في بحث عن أشكال بصرية جديدة لدمجها في فنهم استجابة للتغيرات المجتمعية الحالية.

وتعود الأعمال المعارة إلى مجموعة مركز بومبيدو في باريس، ومتحف اللوفر في باريس، والمركز الوطني للفنون التشكيلية في باريس، ومؤسسة جان ماتيس في باريس، وغاليري جاك بيلي في باريس، وغاليري جين بوشر جايجر في باريس، ومتحف بلدية سان جيرمان لافال، ومتحف غرونوبل للفنون الجميلة، ومؤسسة بولوك-كراسنر في نيويورك، ومؤسسة أدولف وإستير غوتليب في نيويورك، وغاليري مايكل فيرنر، وماركيش فيلمرسدورف في تريببين، وغاليري ماكي في نيويورك، واستوديو منى حاطوم في لندن، ونوارمون آرت برودكشن في باريس، واستديو إل سيد في دبي، إلى جانب متحف جوجنهايم أبوظبي.

و قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي: "فخورون بدخول قاعات اللوفر أبوظبي لزيارة معرضه العالمي الأول لهذا العام.. فها هو المتحف يعود مجددا ليقدم قطعا فنية بارزة ضمن إطار متحفي مبتكر في هذا المعرض، وهي أعمال فنية استثنائية لما ترويه من قصص الإلهام المتبادل بين الثقافات والتي يعرض العديد منها للمرة الأولى في أبوظبي والمنطقة ككل.. إن أبوظبي هي المدينة الأنسب لمثل هذه المعارض الفنية، وخير دليل على أن الازدهار والنمو ينبعان من التفاهم والتعاون والانفتاح بين الثقافات.. فالفن والثقافة يستمدان الإلهام من بعضهما البعض، وسيظل اللوفر أبوظبي يلعب دورا محوريا في تحويل مدينتنا إلى مركز ينبض بالإبداع في المنطقة والعالم".

وأضاف معاليه: " يجسد هذا المعرض استمرارا للجهود المهمة التي بذلتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي على مدار العام الماضي، على الرغم من التحديات العالمية التي فرضتها جائحة كوفيد -19.. حيث قدمنا ​​مبادرات ثقافية طموحة جديدة ومبتكرة إلى جانب برامج ثقافية متنوعة وديناميكية موجهة لجميع أفراد المجتمع المحلي" .. وأكد أن القدرة على التكيف والمرونة التي أظهرناها خلال هذا الوقت ساهمت في تطوير المشهد الثقافي للإمارة سعيا إلى تلبية احتياجات جمهورنا من مختلف الثقافات وتطلعاته.

من جانبه قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي : " يسرنا أن ندعو ديدييه أوتينجيه، المدير المساعد في المتحف الوطني للفن المعاصر، لتسليط الضوء على العلاقة التي تجمع فن التجريد بفن الخط، أي هاتين اللغتين البصريتين والعلاقة الوثيقة التي تربط بينهما.. و يقدم اللوفر أبوظبي لزواره فرصة اكتشاف هذه اللغة المشتركة من خلال الرسوم التصويرية والعلامات والخطوط.. ويرى هذا المعرض النور نتيجة التعاون الثاني مع مركز بومبيدو الذي يقدم لزوار المتحف أعمالا تعرض للمرة الأولى في أبوظبي وفي المنطقة، منها أعمال لسي تومبلي، ولي يوفان، وفاسيلي كاندينسكي، وهنري ميشو، وخوان ميرو، وكريستيان دوترمون، وجان دوبوفيه، وأندريه ماسون، وناصر السالم.. إن هذا المعرض خير دليل على شراكاتنا الوثيقة مع مجموعة كبيرة من المؤسسات الفنية والثقافية، وعلى الثقة المتبادلة ما بيننا، واهتمامنا بتقديم تجارب غنية لزوارنا.. لقد شرعنا أبوابنا من جديد لنستقبل الزوار بكل أمان، ليتأملوا فن التجريد والمصادر التي استمد الفنانون الإلهام منها".

بدوره قال ديدييه أوتينجيه، المدير المساعد في المتحف الوطني للفن المعاصر والمسؤول عن البرامج الثقافية، ومنسق المعرض: "يجسد المشروع الذي عملت عليه مع متحف اللوفر أبوظبي الحوارات والتبادلات بين الثقافات.. فهو يسلط الضوء على الحوارات بين الأماكن والأزمنة التي يجسدها مفهوم المتحف العالمي، والحوارات بين الصور والأحرف التي تنعكس في انبهار الرسامين بفن الخط والعكس، والحوارات عبر الزمن بين فناني الشرق من جهة والغرب من جهة ثانية، والذي نراه يتجلى في استخدام أحد أبرز فناني فن الشارع من نيويورك للفنون المصرية القديمة، لنشهد بذلك لغة عالمية تتخطى العصور والأماكن".

من جهتها، قالت الدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي: "مع افتتاح هذا المعرض، يطلق متحف اللوفر أبوظبي موسمه الثقافي الثالث الذي يركز على التبادلات ما بين الشرق والغرب، مستكشفا الطرق التي ميزت إبداع كل منهما.. فإن تتبعنا مسار نشأة فن التجريد في القرن العشرين، لوجدنا أنه تشكل نتيجة تأمل الفنانين التجريديين لمختلف العلامات والخطوط والرسوم التصويرية من الثقافات الشرقية.. وإن تأملنا حولنا لوجدنا الأحرف في مختلف أنواع الفنون مثل فن الخط والغرافيتي.. وقد اتخذت آسيا وشمال أفريقيا مركزا محوريا في هذا الإطار.. و نجد هذا البعد الذي يتخذ طابعا روحانيا، إن صح التعبير، في حركة الحروفية التي ظهرت في صفوف الفنانين العرب، والتي لعبت دورا هاما في تطور فن التجريد المعاصر".

و أضافت إن المعرض يهدف إلى رسم لقاء الشرق و الغرب على لوحة واحدة مسلطا الضوء على ما اكتسبه فنانو الغرب من ممارسات فنية في فن الخط من ثقافات بعيدة كل البعد عن ثقافاتهم.

يضم المعرض أربعة أقسام، يركز القسم الأول منها على "الرسوم التصويرية"، وهي صور رمزية تمثل كلمات وأفكارا في الحضارات القديمة في بلاد الرافدين ومصر، شكلت مصدر إلهام لفناني الفن التجريدي.

أما القسم الثاني فهو يركز على "العلامات" التي احتلت، في تاريخ الكتابة، مكان الرسوم التصويرية، لتكسر بذلك الحاجز الفاصل بين الكتابة والصور.

ويبين القسم الثالث من المعرض تحت عنوان "ملامح" كيف دمج فنانو الغرب الطاقة التي تكمن في فن الخط الشرقي في ضربات فراشيهم لابتكار خطوط انسيابية.

ويختتم المعرض بقسم "فنون الخط" الذي يوضح كيف لجأ الفنانون حول العالم، من بريون جيسين إلى هنري ميشو وشاكر حسن السعيد وسليمان منصور، إلى فن الخط في أعمالهم.

أفكارك وتعليقاتك