برعاية حاكم الشارقة.. انطلاق المؤتمر الدولي لمكافحة المخدرات وتأهيل المدمنين

برعاية حاكم الشارقة.. انطلاق المؤتمر الدولي لمكافحة المخدرات وتأهيل المدمنين

الشارقة ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 22 فبراير 2021ء) تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة انطلقت فعاليات المؤتمر الدولي الافتراضي بعنوان:" مكافحة المخدرات وتأهيل المدمنين تجارب عملية ومقاربات علمية" الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الشارقة.

حضر المؤتمر سعادة اللواء سيف الزري الشامسي القائد العام لشرطة الشارقة، وسعادة الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، والدكتور حسين محمد العثمان، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والمتحدثون الرئيسيون في المؤتمر " الدكتور يونج آن زانج، عميد كلية الآداب بجامعة شنغهاي الصينية، والدكتورة يو ليو، من جامعة نينغبو بالصين".

(تستمر)

ويطرح في المؤتمر أكثر من 50 ورقة عمل وبحث، يقدمها مجموعة من الباحثين والمختصين يمثلون الأجهزة الأمنية، والمراكز المتخصصة، والمؤسسات الأكاديمية والبحثية، من الدولة وخارجها، ومنها وزارة الداخلية، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، والقيادة العامة لشرطة الشارقة، والقيادة العامة لشرطة دبي، والقيادة العامة لشرطة أبو ظبي، و القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، والقيادة العامة لشرطة عجمان، والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ومنظمة الأسرة العربية، وبرنامج خليفة للتمكين "أقدر"، ومركز حماية الدولي، ومركز إرادة للتأهيل، ومؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي.

ويناقش المؤتمر الذي تستمر أعماله على مدار يومين من خلال سبع جلسات عمل علمية وورشة عمل مصاحبة لفعاليات المؤتمر ..مجموعة من المحاور حول تجارب المؤسسات الأمنية في مكافحة المخدرات، والتجارب المؤسسية في تأهيل المدمنين وإعادة دمجهم، والطرق المحدثة للتدخل المبكر في الوقاية من المخدرات، وواقع السياسة الاجتماعية في مواجهة الانتكاسة، والسياق الاجتماعي - الثقافي للإدمان، وتجارب التثقيف والتوعية في مواجهة المخدرات، والبحث العلمي حول المخدرات في العالم العربي.

وأكد سعادة الدكتور حميد مجول النعيمي مدير الجامعة في كلمته أن المؤتمر ، يأتي في الوقت الذي يتعاظم فيه خطر المواد المخدرة على الفرد والمجتمع والعالم بأسره، لاسيما بعد أن أصبحت مشكلة تعاطي المخدرات والإدمان هاجسا دوليا يؤرق الهيئات الدولية والإقليمية، ويهدد أمن المجتمعات على اختلاف ثقافاتها، وتباين مستويات التنمية فيها وذلك لأنه بالإضافة إلى آثارها الصحية والنفسية المدمرة للفرد، وأضحت هذه المشكلة الخطرة تهدد منظومة القيم والضوابط الأخلاقية والاجتماعية المحددة لسلوك الأفراد والجماعات، كما أصبحت تلعب دورا بارزا في تنامي معدلات السلوك الإجرامي، مما يكلف الدول اعتمادات مالية ضخمة تنفقها على إعداد الخطط والحملات التي تهدف إلى مكافحة إنتاج المخدرات وتهريبها ومقاومة عمليات ترويجها، فضلا عن علاج المدمنين عليها ورعايتهم وإعادة تأهيلهم.

من جانبه أكد اللواء سيف الزري الشامسي ضرورة تكاتف كافة الجهود من مختلف الجهات والهيئات في المجتمع، وبصفة خاصة المؤسسات الأكاديمية والأمنية لمواجهة آثار تلك التحديات التي تواجه المجتمعات بصفة عامة مشيرا إلى أن القيادة العامة لشرطة الشارقة ستقدم كافة أشكال الدعم لهذا المؤتمر متمنيا الخروج بمجموعة من التوصيات العلمية والتي ستساهم في تدعيم الجهود المختلفة في مكافحة المخدرات، والتقليل من آثارها على المجتمع.

وأشار الدكتور حسين العثمان إلى أن كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية تعقد مؤتمرها الافتراضي هذا حول موضوع مكافحة إدمان المخدرات وتأهيل المدمنين في ظل ظروف أزمة كورونا التي فرضت واقعا جديدا غير مسبوق في مجالات التعليم، والصحة، والعلاقات الأسرية والاجتماعية، والاقتصاد والسياسة. حيث يركز الباحثون في هذا المؤتمر على تأهيل المدمنين والسياسات الاجتماعية ذات العلاقة بها، ومرحلة ما بعد العلاج لتفادي انتكاسة المدمنين بعد عملية الشفاء.

وقال " يشير مفهوم تأهيل المدمنين إلى عمليات العلاج النفسي والطبي لاعتماد المرضى على المواد المخدرة ذات التأثير النفسي والبيولوجي عليهم، بهدف تمكين المريض من وقف إساءة استعمال المواد المخدرة من أجل تجنب الآثار النفسية، والعواقب القانونية، والمالية، والاجتماعية، والمادية" مضيفا إن بعض المصادر العلمية تشير إلى أن أفضل برامج تأهيل المدمنين موجودة في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وسويسرا، والبرتغال، وتايلاند.

واستعرض المتحدث الرئيسي في المؤتمر الدكتور يونج آن زانج، عميد كلية الآداب، مركز ديفيد لدراسات سياسات المخدرات، جامعة شنغهاي، الصين في ورقة بعنوان: "الناس أولا" .. التجربة الصينية منذ العام 1950 وحتى الوقت الحالي، في مكافحة المخدرات والقائمة على التطبيق الصارم للعقاب الجنائي لزراعة المخدرات غير المشروعة وتصنيعها والاتجار بها وتوزيعها موضحا أنه وفي كثير من الحالات، تم اعتبار إدمان المخدرات جريمة وليس مرضا، ونتيجة لذلك، أصبح علاج العزل الإجباري أحد أهم رموز سياسة مكافحة المخدرات الصينية، والحد من الضرر وأن هذه السياسة شهدت "تحول الصحة العامة" في أوائل القرن الحادي والعشرين، وإن الحكومة الصينية تضع مصالح الغالبية العظمى من الناس في المقام الأول تحت أي ظرف من الظروف، وهي على استعداد لحماية حياة الناس وصحتهم بأي ثمن، حيث جاءت عبارة "الناس أولا" دائما سمة نموذجية لسياسة الصين لمكافحة المخدرات.

وعرضت الدكتورة يو ليو، من كلية الطب بجامعة نينغبو، الصين التجارب المبكرة والطوعية لاضطرابات استخدام أحد العقاقير الطبية في علاج بعض حالات الإدمان، والتي أثبتت التجارب المختلفة عن وجود عدد وجود اختلافات في الأفراد، في مجموعة واسعة من المتغيرات النفسية والفسيولوجية والديموغرافية، والتي يساهم أي منها في القابلية للإصابة باضطراب تعاطي المخدرات مؤكدة أهمية إجراء المزيد من التجارب لاستكشاف تأثيرات التجارب البيئية والخبرات المرتبطة بها على تطور اضطراب تعاطي المخدرات.

وبدأت بعد ذلك فعاليات المؤتمر في يومه الأول بالجلسة البحثية الأولى، والتي جاءت تحت عنوان " دور المؤسسات الأمنية في مكافحة المخدرات: "نماذج التجارب والخبرات"، أدارتها الدكتورة خولة عبد الرحمن الملا عضو مجلس أمناء جامعة الشارقة والأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة ورئيس المجلس الاستشاري لكلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية.

وجاءت الجلسة الثانية بعنوان " الطرق المحدثة في تأهيل المدمنين ودمج المتعافين من الإدمان: نماذج من تجارب وخبرات مراكز التأهيل، وأدارها الدكتور أحمد فلاح العموش مدير مركز الموارد لذوي الإعاقة وأستاذ علم الجريمة في جامعة الشارقة.

أما الجلسة الثالثة فكانت بعنوان " الطرق المحدثة للوقاية من المخدرات وأساليب التدخل المبكر" أدارها الدكتور صالح الرميح أستاذ ومستشار كلية الدراسات العليا للعلوم الإنسانية في جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية وفي الجلسة الرابعة التي كانت بعنوان "العودة إلى الإدمان - الانتكاسة - : فجوات السياسة الاجتماعية" أدارها الدكتور يعقوب الكندري رئيس تحرير مجلة حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية وأستاذ علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الكويت.

واختتمت فعاليات اليوم الأول بالجلسة الخامسة بعنوان " السياق الاجتماعي – الثقافي للإدمان: المحفزات والنتائج" أدارها الدكتور نايف البنوي أستاذ علم الجريمة في قسم علم الاجتماع في جامعة الشارقة.

أفكارك وتعليقاتك