الحصار الاقتصادي ووباء كورونا أعاقا عملية ترميم آثار مدينة تدمر - مدير آثار ومتاحف سوريا

الحصار الاقتصادي ووباء كورونا أعاقا عملية ترميم آثار مدينة تدمر - مدير آثار ومتاحف سوريا

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 04 مارس 2021ء) محمد معروف. قال المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا محمد نظير عوض إن الحصار الاقتصادي المفروض على سوريا وتفشي فيروس كورونا "كوفيد-19" أعاقا عملية ترميم آثار مدينة تدمر​​​.

وقال عوض، في مقابلة اليوم الخميس مع وكالة "سبوتنيك" بالتزامن مع الذكرى الرابعة لتحرير مدينة تدمر الأثرية من تنظيم داعش (الإرهابي المحظور في روسيا) " إن مسألة الحصار الجائر المفروضة على الشعب السوري تعيق أعمال ترميم آثار مدينة تدمر، علاوة على الوضع الاقتصادي الذي تفاقم بسبب تفشي فيروس كورونا، ما أدى إلى صعوبة تنفيذ الأعمال في هذه المدينة الأثرية".

وأشار المسؤول الأثري السوري إلى أنه "بعد تحرير المدينة الأثرية كانت هناك أعمال مهمة لمديرية الآثار والمتاحف، حيث قامت فرق وطنية من خبراء وطنيين يحملون شهادة في علم الآثار ومهندسين في العمارة واختصاصات أخرى لتقييم الأضرار التي طالت الموقع الأثري جراء العدوان الوحشي لتنظيم داعش وجرت أعمال تقييم أضرار في معظم معالم المدينة التي تمكنوا من الوصول إليها".

(تستمر)

وأكد عوض أنه "تم تقييم الأضرار وفق استمارات معينة في كل هذه المعالم في معبد بل وقوس النصر ومعبد بعل شمين والشارع المستقيم والمدافن، وواكب هذا المشروع دعما من منظمة اليونيسكو للاطلاع على الأضرار التي طالت المدينة".

وحول نسبة الضرر الذي لحق بالمدينة الأثرية قال عوض "بعد زيارة وفد من اليونيسكو إلى مدينة تدمر والذي وافق الرأي القائل بأن 60% من المشهد العام للمدينة قائم وموجود لكن هناك نسب ضرر متفاوتة من مكان إلى  آخر، وما زلنا نحتاج إلى تقييم اكثر دقة على الأرض، حيث يحول دون الوصول إلى بعض الأماكن الآن وجود ألغام وغير ذلك".

ولفت إلى أنه "بشكل عام المدينة تأثرت كونها تعرضت إلى كارثة فعلية بأن دمرت أهم معالمها على الإطلاق تدميرا وحشيا مثلما حدث في معبدي بل وبعل شمين وقوس النصر والمسرح والمصلبية".

ونوه المسؤول السوري إلى أن "بالتأكيد هناك أعمال أخرى تضيف إلى هذا الضرر نسبة أعلى هي وجود أعمال تنقيب غير شرعية تعرضت لها المدينة أثناء وجود داعش أو في أي مكان خرج عن سيطرة الدولة السورية".

وقال "إضافة إلى تقييم الأضرار قمنا بنقل مئات القطع إلى دمشق، وهي قطع تدمرية مهمة جدا والكل يعلم ما تمتلكه تدمر من قطع كانت بالمتحف وقمنا بأعمال ترميم لها، ومنها كتمثال أسد اللات الذي يتربع الآن في أحد زوايا المتحف الوطني بدمشق منتظرا إعادة المنظر اللائق لمدينة تدمر ليعود إليها".

وأضاف "هناك أيضا عشرات القطع من الروليفات والتماثيل الجنائزية التي حطمها التنظيم الوحشي قمنا بترميمها بتدخل من اليونيسكو وبمنحة لا بأس بها وبوجود خبراء أصدقاء من بولندا رممت في المتحف الوطني بدمشق وبكادر وحضور خبراء سوريين ووصل عدد القطع إلى أكثر من 60 قطعة تنتظر في المتحف الوطني بدمشق".

وأكد المسؤول السوري أنه "رغم هذه الأعمال لا تزال هناك مساحات واسعة بحاجة إلى زيارات ميدانية ومعاينة على الأرض للوقوف على الأضرار التي طالت المدينة"، مشيرا إلى أن "التدمير للتراث اللامادي طال واحة النخيل فيما يتعلق بثقافة زراعة النخيل وسقايتها".

وأوضح أن "تدمر تعرضت في إطار التراث اللامادي كما تعرضت إليه مدن كثيرة في سوريا بأن هجر من كان يقوم بأعمال حرفية تتعلق بثقافة البادية وسكن البادية وغير ذلك وتحضير كل ما يتعلق بالتراث اللامادي في تدمر والتي كانت تباع للسياح وافقدوا المدينة هذا البريق الذي كانت عليه".

وأعرب عوض عن أمله "أن تعود تدمر بأسرع فرصة، لكن الوضع الاقتصادي المفروض على البلد والأولويات التي تتجه إلى أشياء أخرى تخص الواقع المعيشي لكن نراهن على استفاقة الضمير العالمي والمؤسسات العلمية والأكاديمية البحثية العالمية المانحة لتبدأ العمل بهذا الصرح العالمي".

واعتبر أن "تدمر ليست مدينة تخص فقط السوريين وذاكرتهم بل هي مدينة أثرية عالمية بكل المعايير والمقاييس، ويجب أن يبدأ الدعم لهذه المدينة لإعادتها إلى بريقها ولمعانها".

وختم بالقول "كل سوري يجب أن يثمن  الدماء التي سالت على تراب تدمر، هذه المدينة التي ترتبط بوجدان كل السوريين وكل الامتنان موجه إلى كل من أسهم في إعادة هذه المدينة إلى الشعب السوري"،  منوها بأن "الأصدقاء الروس سلكوا منهجية معينة وحرفية شديدة خلال تحرير مدينة تدمر من أيدي عناصر تنظيم داعش للحفاظ على الآثار، بأن دخلوا هذه المدينة بأقل ضرر ممكن على تلك الآثار ربما مستخدمين أسلحة خاصة أو غير ذلك".

وأكد أن "تدمر كانت تعتبر عام 2010 أهم رافد اقتصادي لهذا الشعب السوري لأنها تعتبر من أهم المواقع التي تقصدها الوفود السياحية على مدار العام".

يذكر أن مدينة تدمر تعد من أهم المواقع الأثرية السورية المسجلة على لائحة التراث العالمي وهي موقع استثنائي حتى على المستوى العالمي.

والجدير بالذكر، أن القطاع السياحي في سوريا تضرر بشكل كبير، نتيجة للحرب، التي اندلعت في البلاد عام 2011.

وتسببت الأعمال القتالية بدمار هائل في معظم محافظات البلاد؛ وبأضرار كبيرة للمواقع التاريخية في عدة مناطق من سوريا، ومن أبرزها مدينة تدمر الأثرية، وحلب وغيرها.

أفكارك وتعليقاتك