المجتمع الدولي يدرك حساسية قطاع النفط في ليبيا ومؤسسة النفط الليبية أنجزت الكثير – خبير

المجتمع الدولي يدرك حساسية قطاع النفط في ليبيا ومؤسسة النفط الليبية أنجزت الكثير – خبير

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 16 مارس 2021ء) نادر الشريف. توقع الخبير الليبي في مجال الطاقة والنفط، علي الفارسي استمرار رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط مصطفى صنع الله في ممارسة مهام عمله رئيساً للمؤسسة خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن المجتمع الدولي والمجتمع الليبي والسلطات المتعاقبة تتفهم طبيعة وحساسية قطاع النفط والغاز​​​.

وقال الفارسي، في مقابلة مع وكالة سبوتنيك اليوم الثلاثاء، "بالنسبة للمهندس صنع الله نعم سيبقي ولكن علينا أن نفهم أن المجتمع الدولي والمجتمع الليبي والسلطات المتعاقبة أصبحت تتفهم طبيعة وحساسية قطاع النفط والغاز".

وأضاف "هنا نتحدث عن مؤسسة ليبية سيادية والمهندس صنع الله رئيسها وهو دائماً يدعو لثقافة التكنوقراط علينا أن لا نركز فقط على بقاء أو رحيل رئيس المؤسسة ونضيع القيمة التي حققها خلال سنوات من وحدة العمل والمنشآت التي تقع على مسافات جغرافيا متباعدة جدا".

(تستمر)

ورداً على سؤال حول دعم حكومة الوحدة الوطنية لقطاع النفط والغاز قال الفارسي "بعد نيل حكومة الوحدة الثقة من الممكن حصول القطاع النفطي على دعم مالي مما يعزز عملياته وبالتالي زيادة حجم الصادرات وليبيا لها الحق في تعويض حصص مفقودة سابقا من الممكن بلوغ الإنتاج 1650000 [برميل]".

وأضاف "ما جاءت به حكومة الوحدة وما تريد تحقيقه أكدت عليه المؤسسة الوطنية للنفط منذ أعوام خلال مؤتمر الأعمال الليبي البريطاني حيث أكد صنع الله أن أي استقرار اقتصادي لابد أن يسبقه توافق سياسي، وحكومة الوحدة الوطنية أمام حالة ليبية تختلف عن باقي المؤسسات فالوطنية للنفط أبدت استعدادها لتسييل الأموال وإعادة النظر في تجميدها من أجل دعم خطط الإصلاح الاقتصادي التي تطمح حكومة الوحدة لتنفيذها، وبالتالي لن يكون هناك صدام والتوافق كبير وفرصة الالتقاء بنفس النقطة والهدف محققة".

وتابع الفارسي موضحا أن مؤسسة النفط تحتاج فقط من حكومة الوحدة تفهما لطبيعة الصناعة النفطية، ومراجعة تاريخ المعاناة من ضعف ميزانيات وعدم حصوله على تمويل وإغلاقات، وكذلك النظر لما تم تحقيقه من عودة سريعة للصادرات بجهود العاملين بالقطاع، ودعم القطاع النفطي أولوية قصوي"، لافتا إلى أن "الحكومة مكونة من توجهات مختلفة ومتعددة لابد من المحافظة عليها ضمن إطار لا يمس النفط إلا في حدود كونه سلعة يملكها كافة الليبيين وأن سيناريو الصراع غير مرحب به نهائيا".

وحول أسعار النفط الليبي المتوقعة خلال أيام وحجم الإنتاج مستقبلاً في ظل السلطة الجديدة، أكد الفارسي أن "مستقبل أسعار النفط يتحدد وفق عدة عوامل خارجية قبل الداخلية". وقال "نحن جزء من سوق دولي كبير لا نهمل فيه تقلبات السياسة في الخليج العربي أيضا".

وتابع "الموجات الجديدة لوباء كوفيد-19 يقابلها وعي مجتمعي أكبر ووجود لقاحات يخفف من حدة الأزمة، وبالتالي تنتعش الصناعات ويرتفع الطلب على النفط والوقود بشكل تدريجي، ونتوقع ان يصل سعر برميل النفط إلى 80 دولار مطلع أيار/مايو المقبل مقابل 69 دولار".

وأوضح الفارسي أن "العامل الآخر استمرار التخفيض المتفق عليه بين دول أوبك وأوبك بلس حتي نهاية نيسان/ابريل 2021 وهو تخفيض كبير نسبياً ساهم في استقرار المعادلة بين الطلب والعرض تخفيض المعروض، وأسهم في رفع معادلات الطلب علي النفط الخام من أجل التكرير وكذلك الطلب على الوقود لأن مصادر الطاقة ترتبط بوسائل استهلاكه كالمصانع ووسائل النقل عودة النقل البحري والجوي بشكل إقليمي وذلك عزز من الطلب مقارنة مع فترة الإغلاق".

وقال إن "عودة ليبيا البلد المنتج لأكثر من مليون برميل لم تؤثر كثيراً مع وجود هواجس ومخاوف لأن ليبيا تعتبر خارج سياسة التخفيض منذ أعوام بسبب ظروفها وعدم الاستقرار"، قائلاً "لكن  لم يؤثر ذلك على الأسعار بسبب معرفة دول التحالف بمشاكل البنية التحتية التي تعرضت لها مرافق النفط بسبب الإغلاقات المتكررة وهجوم داعش [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول] سابقا التخريبي وبالتالي لن تسبب تخمة معروض".

وتابع الفارسي مؤكدا أن جملة من العوامل ستعزز الطلب على النفط الليبي، أهمها جودة نوعيته وعودة العمل بالمصافي، وبعد ليبيا عن بؤر التوتر في الممرات البحرية، بالإضافة إلى عنصر المفاجأة وتمكن الوطنية للنفط من العودة بمستوى الصادرات في وقت قياسي.

وحول حماية الحقول والموانئ النفطية الليبية وعلى عاتق أي جهة رسمية في ليبيا شدد على أن "الجيش الليبي يقوم بدور كبير ويساند حرس المنشآت النفطية وخلال زيارتي لحوض سرت ومناطق الواحات كان ذلك واضحا أمامي ، ويجب دعم المزيد لحرس المنشآت النفطية والتدريب لتكون قواتهم اكثر فاعلية من أجل حماية الثروة من داعش الذي بات ينشط في الجنوب الغربي وحدود النيجر ومن جماعة النهب والتهريب".

وذكر أن "هناك توافق بين حرس المنشآت [النفطية] والمؤسسة الوطنية للنفط"، لافتاً إلى أن "الاجتماع  الذي حدث بالبريقة فرصة تاريخية للجان المشتركة، بين المؤسسة الوطنية والأمم المتحدة وحرس المنشآت النفطية بجناحيه الشرقي والغربي لن تكون هناك مشكلة وسوف توكل مهمة التأمين لكل قوة حسب تواجدها الجغرافي وهذا يدل على رغبة الجميع لاستمرار الإنتاج".

وتسلمت حكومة الوحدة الوطنية الليبية الجديدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي، بوقت سابق من اليوم الثلاثاء، السلطة بشكل رسمي للبدء في إدارة شؤون البلاد وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بنهاية العام الجاري.

وبدأ رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية السابق فائز السراج مراسم التسليم في العاصمة طرابلس، حيث أكد في كلمة مقتضبة أن حكومته عانت كثيرا بسبب التدخلات الخارجية.

أفكارك وتعليقاتك