"الأقمار النانومترية" .. إضافة علمية وتدريبية تعزز حضور الإمارات في قطاع الفضاء

"الأقمار النانومترية" .. إضافة علمية وتدريبية تعزز حضور الإمارات في قطاع الفضاء

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 23 مارس 2021ء) شكلت مشاريع الأقمار الاصطناعية النانومترية في دولة الإمارات إضافة علمية ونوعية لقطاع الفضاء الإماراتي، إضافة لكونها منصة علمية وعملية مهمة لإعداد وتدريب الكوادر الوطنية الشابة في علوم الفضاء وتزويدهم بالخبرات اللازمة التي تؤهلهم لتحقيق الرؤية المستقبلية الطموحة للدولة في هذا القطاع الحيوي.

ونجحت الإمارات منذ 2017 في إطلاق العديد من الأقمار الاصطناعية النانومترية التي نفذها طلبة في عدد من الجامعات الإماراتية مثل «نايف 1» و«مزن سات» و«ماي سات 1» وذلك بالتعاون مع كل من وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء.

وتتميز الأقمار الاصطناعية النانومترية بصغر حجمها ووزنها الخفيف الذي لا يتعدى 10 كلغ غالبا، عدا عن تكلفتها القليلة مقارنة بالأقمار الاصطناعية الكبيرة، إذ تبدأ تكلفتها من 100 ألف دولار.

(تستمر)

وتكمن أهمية مشاريع الأقمار الصناعية النانومترية التي تنفذها الجامعات الإماراتية في أن التكنولوجيا والأساليب المستخدمة في تصميم وبناء هذه الأقمار المصغرة، قريبة جداً إن لم تكن هي نفسها المتبعة في تصميم الأقمار الاصطناعية كبيرة الحجم، أو التقليدية، ما يكسب الطلبة معرفة واسعة حول تصميم الأقمار الاصطناعية وعن برنامج «أنظمة وتكنولوجيا الفضاء».

يعد "نايف 1" أول قمر اصطناعي نانومتري لدولة الإمارات أطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء في عام 2017 بالتعاون مع عدد من المؤسسات التعليمية الرائدة في الدولة وأبرزها الجامعة الامريكية في الشارقة وذلك في إطار برنامج نقل المعرفة المستدامة بعلوم الفضاء، حيث أسهم المشروع في تطوير مهارات طلاب الهندسة الإماراتيين في قطاع تكنولوجيا الفضاء.

ويعتبر "نايف 1" اول قمر اصطناعي نانو متري مبرمج لنقل الرسائل باللغتين العربية والإنجليزية باستخدام ترددات موجات الراديو، وتتضمن مهمته العديد من الأهداف العلمية من بينها تحديد خصائص النموذج الحراري للقمر الاصطناعي والتحقق من دقته ومدى موافقته لبيئة الفضاء، ودراسة تطور أداء الخلايا الشمسية في الفضاء خلال مرحلة حياة القمر.

ويتبع "نايف-1" مدارا دائريا حول الكرة الأرضية، ويزن القمر 1.32 كلجم، وهو بحجم 10*10*11.35 سم مكعب، وتغطي تردداته مساحة 5000 كلم مربع على الأرض.

في نوفمبر 2018 أعلنت «الياه للاتصالات الفضائية» /الياه سات/ وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وشركة «نورثروب غرومان» عن النجاح في إطلاق القمر الصناعي المكعب «ماي سات-1» إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة الشحن الفضائية Cygnus، وذلك من منشأة والبس للطيران في ولاية فرجينيا الأميركية.

وجاء تطوير القمر الصناعي «ماي سات-1» على يد طلاب جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا ضمن «مختبر الياه سات للفضاء» ليتم استخدامه لأغراض البحث ومراقبة الأرض بمجرد وصوله إلى موقعه المداري مطلع عام 2019، حيث تم تزويده بحمولتين هما كاميرا لتصوير دولة الإمارات من الفضاء في تطبيق عملي لمهمات أقمار الاستشعار عن بعد، بالإضافة إلى بطارية ليثيوم أيون مبتكرة تم تطويرها في جامعة خليفة وإرسالها للفضاء لاختبار أدائها في بيئة الفضاء.

انطلق القمر الصناعي البيئي المصغر «مزن سات»، الذي صممه وطوره 30 طالباً من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، بنجاح إلى مداره في سبتمبر الماضي ليستقر في مدار أرضي منخفض على ارتفاع 575 كلم.

ويتولى فريق من طلبة الدراسات العليا في جامعة خليفة وطلبة البكالوريوس بالجامعة الأمريكية في رأس الخيمة برصد ومعالجة وتحليل البيانات التي يرسلها «مزن سات» إلى المحطة الأرضية الرئيسية في مختبر الياه سات في جامعة خليفة والمحطة الأرضية الفرعية في الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة.

ويصنف «مزن سات» ضمن فئة الأقمار الصناعية النانومترية؛ حيث تبلغ أبعاده 10 X 10 X30 سنتيمتراً، ووزنه 2.7 كيلوجرام؛ وقد استغرقت عمليات تطويره ثلاث سنوات، عمل خلالها الطلاب على المراحل المختلفة من المشروع تتضمن وضع خطة العمل، وتطوير وتنفيذ التصاميم اللازمة، ثم القيام بتطوير وتصنيع الأجزاء الرئيسية للقمر، إضافة إلى المحطة الأرضية والكاميرا الرقمية، كما شارك الطلاب أيضاً في إجراء التجارب والاختبارات للتأكد من جاهزية الأجهزة العلمية التي سيحملها، وكذلك قدرته على تلقي الأوامر وإرسال البيانات والصور المطلوبة بنجاح ..كما طور الطلاب الخوارزميات الخاصة بمعالجة البيانات العلمية التي سيلتقطها القمر.

وينفذ «مزن سات» العديد من المهام العلمية مثل رصد الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري مثل غاز الميثان، وثاني أوكسيد الكربون وقياس توزيعهما في الغلاف الجوي، ويحمل القمر الصناعي جهازين، هما مقياس طيفي للأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة يتراوح طولها بين 1.000 و1.650 نانومتر، إضافة إلى كاميرا رقمية بإمكانها التقاط صور ملونة عالية الدقة.

وفي مؤشر على استغلال قدرات الأقمار الاصطناعية النانومترية في مختلف القطاعات والمؤسسات أعلنت الامارات أمس عن وصول القمر الاصطناعي "دي إم سات-1"، القمر البيئي النانومتري الأول من نوعه الذي أطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع بلدية دبي، إلى مداره حول الأرض.

ويعكس "دي إم سات-1" التزام الإمارات ببنود اتفاقية باريس للمناخ، والتي تنص على توفير معلومات وبيانات حول انبعاثات الغازات الدفيئة، فضلاً عن بناء القدرات الوطنية في مجال دراسة وتحليل ظاهرة الاحتباس الحراري.

ويزن "دي إم سات-1" 15 كيلوجراماً، ويحمل على متنه أحدث أجهزة الرصد الفضائي للغازات الدفيئة وبخار الماء، ورصد الملوثات والجزيئات الدقيقة في الهواء، كما يحمل أنظمة اتصال للتواصل مع المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، وسيعمل خلال الفترة من 3 – 5 أيام على رصد الموقع نفسه أكثر من مرة، وبزوايا تصوير مختلفة وبدقة عالية.

أفكارك وتعليقاتك