جهود إقليمية لمواجهة التنظيمات الإرهابية في دول جنوب القارة الأفريقية وعلى رأسها موزمبيق

جهود إقليمية لمواجهة التنظيمات الإرهابية في دول جنوب القارة الأفريقية وعلى رأسها موزمبيق

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 24 مارس 2021ء)   ثابيسو ليخوكو. تنشط مجموعات إرهابية في عدد من المناطق في غرب وجنوب القارة الإفريقية، في وقت تحاول فيه المجموعات الإقليمية والمنظمات الدولية احتواء الخطر الذي قد ينتشر في وقت تواجه فيه القارة متاعب اقتصادية كبيرة​​​.

يقول مارتن إيوي المنسق في معهد العلوم الأمنية في جنوب أفريقيا، إن الموقف في إقليم كابو ديلغادو شمالي موزمبيق، بات مروعا حيث تنشط الجماعات المسلحة وتستهدف المدنيين، مشيرا إلى أنه وفقا لإحصائيات حديثة فقد شهدت المنطقة حوالي 200 حادث عنف، قتل خلالهم 200 شخص في الفترة منذ بداية العام وحتى الرابع عشر من شهر أذار/مارس الحالي.

وأوضح، أنه منذ عام 2017، هناك أكثر من 2658 قتيلا بينهم 1341 من المدنيين خلال 829 هجوما.

(تستمر)

وشملت تلك الهجمات قطع رؤوس أطفال ونساء بجانب نشر الرعب في مناطق كابو ديلغادو ونياسا ونامبولا، وزاد عدد النازحين ليصل إلى حوالي 700 ألف شخص، كما تسببت في أزمات غذائية.

وقال إيوي الذي يعمل كمنسق لمرصد الجريمة المنظمة الإقليمي التابع لمعهد الدراسات الأمنية، في تصريحات خلال مؤتمر ينظمه المعهد، إن إعلان الولايات المتحدة في العاشر من الشهر الجاري فرض عقوبات ضد تنظيم داعش الإرهابي في الكونغو الديمقراطية وفرعه في موزمبيق، جاء في لحظة حرجة حيث كانت موزمبيق في أمس الحاجة لتعزيزات لمواجهة التمرد. وتحظر روسيا وعدد من الدول حول العالم تنظيم الدولة الإرهابي الذي نفذ عدد كبير من الجرائم والهجمات الإرهابية على مستوى العالم.

أوضح الباحث الرئيسي بالمعهد، اليوم الأربعاء، أيضا أن السبيل لمواجهة تلك الأزمة سيكون بحشد رد إقليمي لهذا التهديد الذي يهدد تلك المنطقة في أفريقيا، مشيرا إلى أن التمرد وزيادة نفوذ المقاتلين الأجانب بات قويا جدا.

كما أشار إلى أن مجموعة تنمية دول جنوب القارة الأفريقية (سادك – SADC)، لديها فرصة للقيام بدور جيد رفقة دول مثل زيمبابوي وأنغولا، والأخيرتين بالتحديد تريدان إرسال قوات إلى موزمبيق لمواجهة تلك التهديدات.

وأكد أيضا أن القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، سوف تساعد في التدريب على مواجهة الإرهاب لأنها قامت بذلك في عدد من الدول الأفريقية الأخرى.

من جانبها أشارت إميليا كولومبو الزميلة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة، إلى أن الأماكن التي يسيطر عليها المتمردون يتأثر فيها الجانب الإنساني بشكل كبير، ويكون من الصعب إرسال المساعدات للقرى لأنها تتحول إلى "كابوس لوجيستي".

وأوضحت لسبوتنيك، أن الضغط الأميركي والدعم في مواجهة تلك المجموعات سيمنح السلطات المحلية السلطة لتجميد أصول المجموعات وشركائهم في البنوك والمؤسسات الأميركية التي يجرون معاملات من خلالها. كما سيمنح واشنطن حق التحقيق والاعتقال ومحاكمة من يدعمون تلك الجماعات.

وبحسب الأستاذ المساعد بجامعة "إدواردو موندلين" في موزمبيق، يوسف آدم، فإن بلاده عانت من حركات متطرفة وقمع من قبل الدولة وأزمة بيئية في 3 مقاطعات هي كابو ديلغادو ونياسا ونامبولا، مشيرا إلى أن الوضع على الأرض كان كارثيا بجانب أن الفقر كان له تأثيرا كبيرا على الشباب، ما جعلهم عرضة لتأثير الإرهاب وباتوا معتادين على حمل السلاح.

لكنه عاد وأوضح إنه يوافق على إدراج تلك المجموعات الإرهابية على القائمة السوداء الأميركية، لكنه قلق من فكرة أن يسهم ذلك في إحباط المفاوضات على المستوى الشعبي.

وأشار إلى أن الخطوة الأميركية صاحبها حملة دعائية من التنظيمات الإرهابية ضد التدخل الأجنبي في البلاد، الذي يأتي وفقا لمزاعمهم بدعوى تدريب قوات الشرطة أو عبر منظمات المجتمع المدني.

وتابع "نريد خوض المعركة وجها لوجه والأهم هو النضال من أجل السلام والعمل مع المجتمعات المحلية من أجل حل مشاكل المياه وفيروس نقص المناعة المكتسبة ووباء كوفيد-19"، موضحا أن موزمبيق لديها كل المقومات لإنهاء الحرب الدائرة عبر المفاوضات على المستويات الشعبية.

كانت مجموعة تنمية دول جنوب القارة الأفريقية "سادك" والتي تضم 15 دولة من جنوب القارة الأفريقية، كشفت في وقت سابق أنها ملتزمة بدعم الدول الأعضاء بها ومن ضمنها موزمبيق في التعامل مع التهديدات التي تقوض الاستقرار بشكل عام في المنطقة.

وتعاني تلك المنطقة من انعدام الأمن البحري أيضا، فمن جانبه أشار مارتن إيوي إلى نشاط تنظيم الدولة في الصومال، في المناطقة الساحلية للصومال وتنزانيا.

من جانبه يقول المحاضر في العلوم السياسية بجامعة غامبيا، عيسي نجي، إن منطقتي غرب إفريقيا والقرن الإفريقي مستهدفتان بالتساوي من قبل التنظيمات الإرهابية. وأوضح في تصريحات لسبوتنيك، إن تنظيم الدولة الإرهابي مبعث قلق عالمي وأنه لا دولة في العالم تستطيع الادعاء بأنها محصنة من الإرهاب.

وتابع إن دولة غامبيا الواقعة في غرب القارة الأفريقية، ليست في خطر كامل لكن هناك مزاعم بأن أحد مواطنيها انضم إلى داعش، مضيفا أنه لا يمكن الإدعاء بأنها لم تتأثر دولة بالإرهاب لأنه لم يتم تسجيل حادث فيها، حيث هناك دول مجاورة لغامبيا قد استهدفها الإرهابيون مثل مالي والنيجر والسنغال.

كما أوضح نجي أن غامبيا تمر بمرحلة انتقالية ديمقراطية حاليا، وبدأت الحكومة في سلسلة إصلاحات في القطاع الأمني في ظل ما تواجهه البلاد من تحديات أمنية، لكنه أضاف: "فيما يخص الأمن القومي الأوسع والأشمل، لا يبدو أن أحدا يزعج نفسه بالأمر".

واختتم حديثه بالقول إنه إذا لم تلتفت البلاد إلى تلك التهديدات التي تحيق بجيرانها ربما تجد نفسها في مواجهتها داخليا.

أفكارك وتعليقاتك