"إنجازات الخمسين تتواصل" .. الإمارات تدشن عصراً جديداً للطاقة بالتشغيل التجاري لأولى محطات "براكة"

"إنجازات الخمسين تتواصل" .. الإمارات تدشن عصراً جديداً للطاقة بالتشغيل التجاري لأولى محطات "براكة"

أبوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 06 أبريل 2021ء) تتواصل مسيرة الإنجازات التاريخية التي تستهل بها دولة الإمارات العربية المتحدة مسيرة 50 عاماً جديدة في تاريخ الاتحاد مع إعلان مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن بدء التشغيل التجاري لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية.

وقد جاء هذا الإعلان ليسجل إنجازاً جديداً للدولة يعكس رؤيتها الاستشرافية للمستقبل والعمل على إرساء دعائم قطاع طاقة مستدام ومنتج للكهرباء الصديقة للبيئة الخالية من الانبعاثات الكربونية.

وبذلك تمضي الدولة قدما في مسيرتها الريادية في قطاع الطاقة الذي يقوم بدور أساسي في دعم التنمية الشاملة إلى جانب تكريس مكانة دولة الإمارات المتقدمة في قيادة الجهود العالمية الرامية لمواجهة ظاهرة التغير المناخي وضمان المستقبل المستدام للأجيال القادمة.

(تستمر)

وجاء هذا الإنجاز الاستثنائي بعد اجتيار المحطة كافة الاختبارات والتقييمات والمراجعات الشاملة التي سبقت مرحلة التشغيل التجاري والتي تمت تحت إشراف الهيئة الاتحادية للرقابة النووية للتأكد من جاهزية المحطة الأولى وفرق العمل وتلبيتها لجميع المتطلبات الرقابية المحلية.

وأجرت الهيئة حتى الآن 312 عملية مراجعة منذ بدء تطوير محطات براكة للطاقة النووية السلمية بالإضافة إلى أكثر من 42 بعثة تقييم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرابطة العالمية للمشغلين النوويين.

ومع هذا الإنجاز بدأت المحطة الأولى في براكة في إنتاج  1400 ميغاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة وهو ما يجعلها أكبر مصدر منفرد لإنتاج الطاقة الكهربائية في دولة الإمارات ضمن شبكة الكهرباء الرئيسية.

كما أصبحت أكبر مصدر لكهرباء الحمل الأساسي الصديقة للبيئة في دولة الإمارات، حيث توفر إمدادات ثابتة وموثوقة ومستدامة من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة على مدار الساعة ولستين عاما مقبلة.

ويسهم هذا الإنجاز في تسريع عملية خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة ودعم جهود الدولة في تنويع محفظتها من مصادر الطاقة خلال المرحلة الانتقالية نحو مصادر الطاقة الصديقة للبيئة حيث تعد محطات براكة أكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية بين كافة القطاعات في الدولة.

وتعد دولة الإمارات الأولى عربياً والـ31 عالمياً التي تبدأ في تشغيل محطات للطاقة النووية السلمية وتبدأ في إنتاج الكهرباء باستخدام هذه التكنولوجيا المتطورة.

وشكلت مسيرة البرنامج النووي السلمي الإماراتي التي بدأت في العام 2009 نموذجاً متفرداً في الطموح والإنجاز والعمل الجاد الذي شارك في تحقيقه نخبة من الكفاءات الإماراتية الذين خاضوا رحلة مليئة بالتحديات التي نجحوا في تحويلها إلى فرص ليسطروا إنجازاً جديداً لدولة الإمارات في قطاع الطاقة.

وأكد سعادة محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الإمارات "وام" - أن التشغيل التجاري لأولى محطات براكة يعزز مسيرة الإنجازات الاستثنائية التي تحققها دولة الإمارات في المجالات كافة ومنها قطاع الطاقة وذلك في ظل دعم ورعاية مستمرين من قيادة الدولة .. وقال : إن بناء الإنسان والاستثمار في الكفاءات الإماراتية شكل على الدوام ركيزة أساسية في مسيرة الدولة التنموية في المجالات كافة واليوم نفتخر جميعاً بكوكبة من الكفاءات الإماراتية التي تعمل جنباً إلى جنب مع نخبة من الخبراء الدوليين في براكة حيث تؤدي مهامها بكفاءة ودقة عالية وتحرص على بذل أقصى جهد ممكن من أجل ترسيخ المكانة الريادية العالمية للدولة في قطاع الطاقة.

وأكد سعادته أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تمضي قدماً وبثبات في مسيرة استكمال إنجاز محطات براكة الثلاث المتبقية وصولاً للتشغيل التجاري لجميع المحطات وتوفير ما يصل إلى ربع احتياجات الدولة من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة والمساهمة بشكل كبير في خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة.

وأضاف أن محطات براكة أصبحت داعم رئيسي للنمو الاقتصادي وجهود الاستدامة في دولة الإمارات وتساهم في تمكين الدولة من القيام بدور ريادي في إطار الجهود العالمية الرامية لمواجهة ظاهرة التغير المناخي وتأمين المستقبل المستدام للأجيال القادمة.

وتضمنت مسيرة المحطة الأولى في براكة من التشييد إلى التشغيل مجموعة من المراحل وصولاً للإعلان عن التشغيل التجاري .. ففي فبراير 2020 أعلنت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية الجهة الرقابية المسؤولة عن تنظيم القطاع النووي في دولة الإمارات عن إصدار رخصة تشغيل المحطة الأولى في براكة لصالح شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية والمسؤولة عن تشغيل وصيانة المحطات الواقعة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي.

ورغم تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وتأثيرها على مختلف دول العالم واصلت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية  العمل في تطوير محطات براكة مع توفير كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة للعاملين في الموقع.

وفي الأول من أغسطس 2020 أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن انجاز تاريخي تمثل في نجاح ذراعها التشغيلية شركة نواة للطاقة، في إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى.

وفي 19 أغسطس 2020 أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن نجاح "نواة" وبالشراكة مع شركة أبوظبي للنقل والتحكم "ترانسكو" التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" في استكمال عملية الربط الآمن لأولى محطات براكة مع شبكة الكهرباء الرئيسية لدولة الإمارات بعد مواءمة المحطة مع متطلبات الشبكة وبدء إنتاج أول ميغاواط من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة.

وخلال شهر نوفمبر 2020 أعلنت شركة نواة للطاقة التابعة للائتلاف المشترك بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية "كيبكو" عن وصول مفاعل المحطة الأولى إلى مستوى 80 في المائة من قدرته الإنتاجية للطاقة وذلك بعد وصول طاقة المفاعل إلى 50 في المائة في سبتمبر 2020.

وفي ديسمبر 2020 أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن نجاح شركة نواة للطاقة في تحقيق إنجاز جديد تمثل بوصول مفاعل المحطة الأولى في براكة إلى 100 في المائة من طاقته الإنتاجية في خطوة مهدت للتشغيل التجاري في العام 2021.

جدير بالذكر أن محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي تعد إحدى أكبر مشاريع الطاقة النووية الجديدة على مستوى العالم وتضم أربع مفاعلات من طراز APR1400 المتقدم.

وعند تشغيلها بالكامل توفر محطات براكة الأربع 25 في المائة من احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية الموثوقة والصديقة للبيئة وستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام، وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون مركبة من طرقات دولة الإمارات سنوياً.

أفكارك وتعليقاتك