إثيوبيا تراوغ في قضية سد النهضة عبر محاولة دمجها بقضية الخلافات الحدودية – مصدران سودانيان

إثيوبيا تراوغ في قضية سد النهضة عبر محاولة دمجها بقضية الخلافات الحدودية – مصدران سودانيان

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 07 أبريل 2021ء) محمد الفاتح. كشف مصدران حكوميان سودانيان أن إثيوبيا، تمارس ضغوطا على السودان، بهدف الدخول في مفاوضات حول الخلافات على المناطق الحدودية بين البلدين، قبل خطوتها الرامية لملء خزان سد النهضة في تموز/يوليو المقبل، وهو ما ترفض مصر والسودان إتمامه قبل التوقيع على اتفاق ملزم يحدد قواعد ملء الخزان وآليات تشغيل السد​​​.

وأكد مصدر سوداني مسؤول، اليوم الأربعاء، رفض أي وساطة مع الحكومة الإثيوبية تتجاوز إعادة وضع العلامات على الحدود الشرقية".

واتفق المصدران، على أن "إثيوبيا أقحمت أزمة سد النهضة مع التوترات الحدودية بين البلدين، وتحاول المراوغة عبر إصرارها على الملء الثاني لخزان سد النهضة في [تموز] يوليو المقبل".

(تستمر)

وأوضح المصدر الآخر أن "إثيوبيا تسعى من خلال تدخل وساطة، ضم قضيتي الحدود وسد النهضة في ملف واحد".

وأضاف "دولة الإمارات طرحت مبادرة، لكن لدينا خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، ولا نقبل بأي شروط مسبقة تعتبر غير مقبولة، والقوات المسلحة السودانية لن تتنازل عن أراضيها التي استعادتها قرب الحدود مع إثيوبيا".

وشدد المصدر على أن وضع العلامات الحدودية مع اثيوبيا أمر محسوم قبل الدخول في أي مفاوضات مع اثيوبيا".

وتابع "المبادرة الإماراتية عليها أن تضغط على إثيوبيا بعدم ربط قضيتي الحدود مع سد النهضة إذا كانت تهدف لنجاح وساطتها".

وتصاعدت حدة التوتر علي الحدود السودانية الإثيوبية في أعقاب انتشار الجيش السوداني  في مناطق (الفشقة) من الملاصقة مع اثيوبيا منذ كانون الثاني/نوفمبر 2020.

وفشلت آخر جولات التفاوض حول سد النهضة التي جرت، لأيام في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية. حسب بيان فريق التفاوض السوداني يوم أمس الثلاثاء.

واتهمت مصر والسودان أثيوبيا بالتعنت في المفاوضات ورفض كل المقترحات لتطوير العملية التفاوضية، فيما لم تعلق أديس أبابا على فشل المفاوضات بعد.

وتعتزم أثيوبيا بدء الملء الثاني للسد خلال في موسم الأمطار الصيف المقبل بشكل آحادي، وهو ما تحذر منه مصر والسودان.

وقبل أيام من انعقاد جولة المفاوضات كينشاسا، صعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من حدة خطابه حول قضية السد، على نحو غير مسبوق، حيث حذر في خطاب له قبل أيام، من أن المساس بحصة مصر من مياه النيل سيؤدي إلى عدم استقرار طويل الأمد في المنطقة، مؤكدا أن مصالح مصر المائية "خط أحمر".

وخلال السنوات العشر الماضية عقدت مئات الجلسات التفاوضية بين البلدان الثلاثة، بوساطات مختلفة مثل الاتحاد الأفريقي وواشنطن وغيرهما، إلا أنها لم تسفر عن التوصل لاتفاق، حيث تريد مصر والسودان اتفاقا ملزما لأثيوبيا، بشأن سنوات الملء وآلية تشغيل السد والجهة التي يتم اللجوء إليها في حالة الخلاف، وهو ما ترفضه أديس أبابا رغم تكرار تعهداتها بعدم إلحاق الضرر بدول المصب أثناء ملء وتشغيل السد.

وقبل عدة أشهر اقترح السودان تشكيل لجنة رباعية تضم الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة كوسطاء، وهو الاقتراح الذي دعمته مصر، لكن أثيوبيا رفضته وتمسكت بالمفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي وحده، ورفضت دخول أي وسطاء آخرين على الخط.

وبدأت إثيوبيا بناء سد النهضة عام 2011 من دون اتفاق مسبق مع مصر والسودان، وفيما تقول إثيوبيا إن هدفها من بناء السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية، يخشى السودان من تأثير السد على انتظام تدفق المياه إلى أراضيه، بما يؤثر على السدود السودانية وقدرتها على توليد الكهرباء، بينما تخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.

أفكارك وتعليقاتك