من مزارعين وخبازين إلى لاجئين بمخيمات موزمبيق هربا من هجمات الإرهابيين

من مزارعين وخبازين إلى لاجئين بمخيمات موزمبيق هربا من هجمات الإرهابيين

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 11 أبريل 2021ء) تاسيبو ليوكو. قبل نحو عام كان المزارع دانيا أبودالا يعيش في قريته بمقاطعة كابو ديلغادو شمالي موزمبيق، يزرع أرضه ويأكل من ثمارها، ويعيش بين أطفاله، إلا أن حياة أبودالا السابقة باتت له حلما بعيد المنال، بعد أن دمرت أرضه وفر من مقاطعته برفقة عائلته ليصبح لاجئا في مخيم ماسيمبوا دا باريا شمالي شرق موزمبيق هربا من الهجمات المتتالية للجماعات المتطرفة​​​.

في مقاطعة كابو ديلغادوا شمالي شرق موزمبيق، يعيش نحو 600 لاجئا فارون من هجمات حركة الشباب في ظروف شديدة الصعوبة، بالكاد يحصلون على الطعام أو المياه أو الملابس النظيفة. يزيد عدد اللاجئون الباحثون عن الأمان يوما بعد يوم مع استمرا القتال والفوضى في هذه النواحي من موزمبيق.

(تستمر)

في حديث مع وكالة "سبوتنيك" يقول أبودالا الذي وصل إلى المخيم في أيار/ مايو الماضي إنه لا يشعر بالسعادة منذ أن تم إبعاده عن أرضه ووطنه، "تمت إزالتنا بلا رحمة، وأعيش الآن مع زوجتي وأطفالي في مركز لا يشبه المنزل، صحيح الحكومة تساعدنا وتقدم لنا الطعام وكل شيء لكن أود العودة إلى المنزل".

ويروى أبو دالا عن حياته أن يصل المخيم قائلا "كنت مزارعا، أنتج الخضروات وكل شيء، لكن عندما بدأت المعارك وسمعت الصراخ وإطلاق النار في الشوارع أخذت زوجتي وحملت طفلي على ظهري وركضنا لننجو بحياتنا، في البداية اختبأنا في الأدغال، ثم مشينا لحوالي 17 كيلو مترا حتى عثر علينا الجيش بالقرب من ناكوبا، وأحضرنا إلى هذا المخيم".

ويتابع أبو دالا "إذا أتيحت لي الفرصة سأعود للمنزل، وأود الحصول على أرض لأن أرضي قد دمرت".

يوضح مدير مخيم ماسيمبو داباريا جمال أبوبو لوكالة سبوتنيك أن "إدارة المخيم تبذل قصارى الجهد لحماية الناجين في شمال البلاد منذ بداية هجمات داعش [الإرهابي المحظور في روسيا] في عام 2017 وحتى الآن"، لكنه يقول إن "المقيمين هنا يعانون من ضيق المساحة وشعورهم بالملل والاكتئبا يزداد يوما بعد يوم".

ويؤكد أبوبو أن المنطقة "آمنة ومحاطة بالجنود، على الرغم من عدم رؤيتهم لأنهم يعيشون في الأدغال".

في المخيم ذاته، تعيش أوا توايبو على أمل اليوم الذي يعلن فيه السلام وتستطيع العودة إلى ديارها بعد رحلة هروب قاسية خاضتها مع أطفالها الأربعة، وفقد إحداهم خلالها إذ تقول لوكالة سبوتنيك "قتل أحد الأطفال أثناء فرارنا كأسرة، نجونا سيرا على الأقدام، ركضنا ونمنا في الأدغال ثلاثة أيام قبل وصولنا إلى المخيم".

تبكي توايبو أرضها التي دٌمرت، وتفتقد عملها كخبازة في الحي، وتقول "أنتظر بحرقة اليوم الذي تخبرنا فيه الحكومة أن السلام قد حل ويمكننا العودة إلى منازلنا، أفتقد الخبز وأبكي طوال الوقت وأدعو الله أن تعود حياتنا إلى طبيعتها".

في السياق ذاته، تقول ريجينا أيفيس لوكالة سبوتنك أنها فقط "تريد المياه لعائلتها للاستحمام"، وتروى السيدة التي وصلت إلى المخيم في العام الماضي "هربنا من البلدة حين دمرها الإرهابيون في العام الماضي، ركضنا إلى الأدغال وبقينا هناك لمدة 4 أيام، ثم بمساعدة الشرطة جئت إلى المخيم أنا وأسرتي المكونة من 7 أفراد، لكني فقدت إخوتي وأقاربي في الحرب".

تقول أيفيس "أشعر أنني بحالة حيدة ولكن الحياة صعبة، نحتاج إلى دول ماء للاستحمام، ليس لدينا سوى دلو واحد تستخدمه العائلة كلها، وليس لدينا ملابس، ونتوق إلى طعام جيد وأطباق وأكواب".

وتعاني موزميبق من انتشار العديد من الجماعات المتطرفة مثل حركة الشباب، وتنظيم داعش (الإرهابي المحظور في روسيا)، خاصة في الجزء الشمالي من البلاد.

وهاجمت الجماعات الإسلامية مدينة بالما في 24 آذار/مارس، وفرضت سيطرتها الكاملة على المدينة في 26 من الشهر الماضي. وفر عدد من السكان المحليين من الإسلاميين نحو الغابات المجاورة. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الوضع الإنساني في منطقة الهجوم يثير "القلق الشديد". 

ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، سيحاول آلاف الأشخاص قريبًا مغادرة المنطقة بطرق مختلفة للوصول إلى أماكن آمنة حيث قد يحتاجون إلى مساعدة عاجلة. 

ويسيطر المسلحون على مدينة "ماسيمبوا دا برايا" الساحلية، التي استولوا عليها في آب/ أغسطس الماضي، وقاموا بفرض سيطرتهم على قرى مجاورة وقطع رؤوس العشرات، مما تسبب في فرار أكثر من 670 ألف شخص، وخلق أزمة إنسانية في شمال البلاد.

أفكارك وتعليقاتك