"مدينة العمال المفقودة في الأقصر" بداية حل لغز انتقال أمنحتب الرابع إلى تل العمارنة

(@FahadShabbir)

"مدينة العمال المفقودة في الأقصر" بداية حل لغز انتقال أمنحتب الرابع إلى تل العمارنة

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 11 أبريل 2021ء) سلمى خطاب. في البر الغربي لمدينة الأقصر جنوب مصر، التفت العالم إلى كشف أثري جديد لمدينة "صعود آتون" الأثرية التي يعود تاريخها لأكثر من 3000 عام، أسسها الملك أمنحتب الثالث، واحد من أقوى وأشهر ملوك الأسرة الفرعونية الثامنة عشر، ثم هجرها ابنه الملك أمنحتب الرابع (اخناتون) إلى مدينة جديد في تل العمارنة بمحافظة المنيا، الانتقال الذي يحوي ألغازا عديدة تحير علماء الحضارة المصرية إلى اليوم​​​.

بٌنيت المدينة المكتشفة من الطوب اللبن، بشكل زجزاج وعاش فيها بشكل أساسي العمال في عصر الفراعنة الذين كانوا يعملون في بناء معبد هابو القريب ومقابر الملوك في وادي الملوك، ومثل مدننا الحالية تضم المدينة عدة أجزاء، جزء سكني وجزء إداري وجزء به صناعات الأطعمة والفخار وغيرها، وعثر بداخلها على هيكل عظمي لم يتم تحليله بعد، ولقى أثرية من الفخار والاكسسوارات والنقوش إضافة إلى سمكة كبيرة لها قشرة من الذهب.

(تستمر)

من أعظم الاكتشافات الأخيرة

في حديث مع وكالة "سبوتنيك" يصف مدير عام آثار البر الغربي بالأقصر فتحي ياسين هذا الكشف بأنه "من أعظم الاكتشافات التي تم العثور عليها"، موضحا "هذه المدينة تضيف الكثير لعلماء الحضارة المصرية القديمة، لأنها مدينة متكاملة من جميع الأجزاء التي تم العثور عليها، جزء سكني وجزء إداري وجزء صناعي".

ويتابع ياسين "كل اللقى الأثرية التي تم العثور عليها في هذا المكان ذات قيمة، لأننا عادة نعثر على مقابر أو معابد لكن لم نعثر المدن، فبالتالي هذه المدينة ستعرفنا على طريقة العمارة وتخطيط المدن وتخطيط المساكن والمنازل والتخطيط العمراني للورش، وما تم العثور عليه في منتهى الأهمية، وكل شيء يؤرخ للملك أمنحتب الثالث".

وحول مصير اللقى الأثرية التي تم العثور عليها، يوضح ياسين أنها ما زالت في المراحل الأولى للبحث العلمي، وما زالت بحاجة إلى ترميم، إذ يقول "هناك قطع فخار لم يتم استكمالها ولم تتم دراستها بعد، لأن هذه أول مراحل البحث أو الكشف، لكن هناك دراسة لكل القطع ومن ثم يتم اختيار المكان الذي ستوضع فيها واختيار أي متحف من المتاحف المصرية".

ولا يتوقع ياسين أن يتم افتتاح المدينة لزيارة السياح قبل ثلاثة أعوام على الأقل، حيث يقول "ما تم الكشف عنه قد لا يكون إلا 30 بالمئة من هذه المدينة، وهناك أعمال حفائر سوف تتم في المواسم الأثرية الثلاث القادمة (الموسم الأثري يبدأ في سبتمبر وينتهي في مايو من كل عام)".

ويوضح "هذه المدينة لها امتداد من الناحية الغربية ومن الناحية الشمالية لم يتم العمل بهما بعد، وبالتالي خلال المواسم القادمة نتوقع مزيد من الاكتشافات في هذه الجزئية، قد يكون جزء منها مقابر".

الانتقال من طيبة لتل العمارنة

وحول لغز انتقال الملك أمنحتب الرابع إلى تل العمارنة، والمتوقع العثور على حل له في هذه المدينة، يقول ياسين "الملك أمنحتب الثالث معروف أن كل ما شيد في عصره كان ذات قيمة، فهو وصل إلى قمة المجد في الفن والحضارة المصرية القديمة، وأمنحتب الرابع ابن الملك أمنحتب الثالث والمعروف باسم اخناتون هو من نقل العاصمة ودعا إلى ديانة واحدة في تل العمارنة بمحافظة المنيا".

ويكشف ياسين أنّه جرى العثور على "قرص الشمس في أماكن كثيرة من جدران المدينة وبالتالي هنا قد تكون الديانة بدأت من طيبة وليس مباشرة في تل العمارنة"، موضحا "ستخبرنا هذه المدينة عن الفترة التي قضاها أمنحتب قبل الذهاب إلى تل العمارنة، وأن كانت الدعوة إلى آتون بدأت من هنا".

تقع المدينة المكتشف بالقرب من عدة مواقع أثرية شهيرة، فهي على بعد أمتار من معبد مدينة هابو وهو المعبد جنائزي للملك رمسيس الثالث من الأسرة الفرعونية العشرين، وبالقرب من مقابر دير المدينة، وهي مجموعة متجاورة من المقابر الملونة، جميعها في حالة جيدة من الحفظ، تعود للعمال الذين كانوا يبنون مقابر الملوك في وادي الملوك.

شهادة الحفارين في الموقع

في حديث مع وكالة سبوتنيك، يقول سالم قناوي أحد العمال الذين شاركوا في الكشف عن المدينة الجديد "كل هذه البيوت هي بيوت لعمال الفراعنة الذين كانون يعملون على بناء معبد هابو، وبناء مقابر الملوك في وادي الملوك والملكات"، موضحا "ثلاثة أشهر ونصف عملنا على إبراز هذه الكتلة السكنية، وكل الفخار الموجود حاليا نحن من اكتشفناه".

أما رئيس العمال علي فاروق، فيقول لسبوتنيك "نحن اليوم سعداء بهذا الاكتشاف على يد فريق ذهبي من العمال أيضا يعملون معي منذ عام 1991"، ويوضح "لأول مرة نكتشف مدينة بها زجاج، مصنوعة بالطوب اللبني، وكل جزء بالمدينة يضم صناعة معينة مثل صناعة الفخار وصناعة الخرز وصناعة الفضة، حتى عثرنا على محل الجزارة وقطع من اللحم".

وبدأت البعثة الأثرية عملها في الموقع في أيلول/ سبتمبر الماضي، وهي بعثة مصرية مشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومركز الدكتور زاهي حواس للمصريات التابع لمكتبة الإسكندرية.

والخميس الماضي، أعلنت البعثة الأثرية المصرية التي يترأسها وزير الآثار الأسبق زاهي حواس، في بيان، عن اكتشاف "المدينة الذهبية" التي كانت مفقودة تحت الرمال في مدينة الأقصر المصرية، ويعود تاريخها إلى 3000 عام.

وقالت البعثة أنها "اكتشفت المدينة المفقودة تحت الرمال والتي كانت تسمى صعود [أو إشراقة]  آتون، ويعود تاريخها إلى عهد الملك أمنحتب الثالث، واستمر استخدامها من قبل الملك توت عنخ آمون".

وبحسب البيان، قال حواس إن هذه المدينة "هي أكبر مستوطنة إدارية وصناعية في عصر الإمبراطورية المصرية على الضفة الغربية للأقصر، حيث عثر بالمدينة على منازل يصل ارتفاع بعض جدرانها إلى نحو 3 أمتار ومقسمة إلى شوارع".

أفكارك وتعليقاتك