رئيس حركة تحرير السودان لسبوتنيك: صعوبات مالية تحول دون ترجمة اتفاقية جوبا للسلام إلى واقع

رئيس حركة تحرير السودان لسبوتنيك: صعوبات مالية تحول دون ترجمة اتفاقية جوبا للسلام إلى واقع

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 20 أبريل 2021ء) محمد الفاتح. أكد رئيس حركة تحرير السودان، مصطفى نصر الدين تمبور، أن اتفاقية "جوبا" للسلام السودان، تعاني من صعوبات مالية لترجمتها على أرض الواقع، وأشار إلى أن الحركة على تواصل مع المجتمع الدولي والحكومة السودانية من أجل تذيل هذه العقبات التي تحول دون استكمال بروتوكول الترتيبات الأمنية المتعلقة بإقليم دارفور غربي السودان​​​.

وقال تمبور، في مقابلة مع وكالة سبوتنيك اليوم الثلاثاء، إن "اتفاقية جوبا للسلام في السودان تواجه تحديات عدة، في مقدمتها قلة الموارد والإمكانات الضرورية لتنزيل نصوص الاتفاقية على أرض الواقع، حيث هناك بروتوكولات مهمة جدا تخص بروتوكول الترتيبات الأمنية، وهو متعلق بتوفير الأمن ومنع تكرار ظاهرة التفلتات الأمنية ونزع السلاح من الميلشيات المنتشرة في إقليم دارفور، إلى جانب إنشاء القوات المشتركة بين القوات الحكومية وقوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية السلام الأخيرة ونشرها في دارفور لحماية المدنيين واستقرار الإقليم".

(تستمر)

وأضاف تمبور، أن "تنفيذ بروتوكول الترتيبات الأمنية بخصوص إقليم دارفور تحتاج إلى موازنة كبيرة حتى يتم إعداد القوات المشتركة المنصوص عليها حسب اتفاقية السلام بحوالي 12 ألف عسكري، كما يجب توفير الدعم لهذه القوات لوجستيا وتأمين الوقود والمركبات والأطقم الطبية التي تتحرك مع هذه القوات المشتركة في إقليم دارفور وأيضا توفير الملابس، وقد تصل الموازنة لتطبيق البروتوكول الأمني في إقليم دارفور إلى ملايين الدولارات".

وتابع "لكن الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعانيه البلاد حاليا، لا يسمح بتوفير كل هذه الاحتياجات، لكننا نحن الأطراف الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام في السودان متفائلون، وعلى تواصل مستمر مع المجتمع الدولي وحكومة السودان الانتقالية بهدف تذليل هذه الصعوبات ولتنفيذ بروتوكول الترتيبات الأمنية".

وفي الإطار ذاته، أكد تمبور، أن "اتفاقية جوبا للسلام في السودان هي اتفاقية مهمة ولأول مرة في تاريخ السودان يوقع 14 فصيلا مدنيا ومسلحا على اتفاقية سلام ومن أبرز إنجازاتها هو وقف نزيف الدم على مستوى إقليم دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة وشرق السودان".

وحول أحداث مدينة الجنينة الأخيرة التي راح ضحيتها حوالي 150 قتيلا و250 جريحا جراء الاقتتال القبلي، قال رئيس حركة تحرير السودان، إن "الاقتتال القبلي في الجنينة وفي ولاية غرب دارفور بشكل عام هو قديم ومتجدد".

وأضاف أن "النظام الحاكم السابق في السودان كان يوزع السلاح على ميلشيات وقبائل موالية له في إقليم دارفور، ليحارب عنه بالوكالة ضد الثوار والحركات المسلحة في إقليم دارفور، وسابقا يحارب في جانبه ضد جيش الحركة الشعبية في جنوب السودان تحت شعار ما يسمونه "الجهاد"، وما زالت هذه الأسلحة بأيدي المواطنين والمليشيات، ويعملون لترويع السكان وارتكاب الجرائم".

ووقعت حركة تحرير السودان التي يقودها مصطفى نصر الدين تمبور، على اتفاقية جوبا للسلام في السودان في الخامس والعشرين من آذار/مارس الماضي في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان.

وتبذل الحكومة السودانية جهودا متواصلة لضم "الحركة الشعبية/شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، وأيضا "حركة جيش تحرير السودان"، بقيادة عبد الواحد محمد نور، للانضمام لاتفاقية جوبا لسلام السودان التي وقعت في تشرين الثاني/ أكتوبر 2020.

وأشار تمبور إلى أنه بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير، يقع على عاتق حكومة السودان، حسم هذه التفلتات من خلال نزع السلاح المنتشر على أيدي المدنيين والمليشيات كما يجب وضع خطط لضبط الحدود وتوزيع قوات لحراسة حدود السودان مع دول الجوار، ومراقبتها لمنع تسرب المتفلتين إلى داخل دارفور"، لافتا إلى أن "حدود السودان مترامية الأطراف مع دول تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان الملاصق إقليم دارفور".

وتابع قائلا "لذا يجب أن تتحرك الحكومة بصورة عاجلة لحماية المدنيين عبر حراسة الحدود ومراقبتها الغربية إلى جانب مراقبة الحركة التجارية عبر البوابة التجارية في ولاية غرب دارفور مع دولة تشاد والبوابة التجارية في ولاية وسط دارفور مع دولة أفريقيا الوسطى، الحركة المواطنين والأجانب مع حدود ليبيا".

وكشف تمبور عن مصفوفة جديدة لتنفيذ اتفاقية جوبا للسلام في السودان، وقال "اتفقت الحكومة [السودانية]، والحركات الموقعة على مصفوفة جديدة لتنفيذ اتفاقية السلام بدأت منذ 15 [نيسان] ابريل الجاري، ووضع جداول زمنية، لتنفيذ بروتوكول الترتيبات الأمنية وتشكيل السلطة الإقليمية على مستوى إقليم دارفور واستكمال هياكل السلطة الانتقالية التي تشمل إنشاء المجلس التشريعي وحكام الولايات".

وأضاف "أعطت المصفوفة الأولية لتنفيذ البروتوكول الترتيبات الأمنية لأنها مسألة مستعجلة وتتعلق بحماية المدنيين في دارفور".

وحول انفجار الأوضاع في تشاد وانعكاسات ذلك على السودان وإقليم دارفور، قال تمبور، إن "الصراع الدائر في تشاد بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة بالتأكيد سينعكس سلبا على الأمن في دارفور وعلى المنطقة بكاملها إذا تطور الصراع في تشاد، لأنه الحدود واسعة ومفتوحة بين تشاد ودول النيجر وبين السودان وتشاد وبين ليبيا وتشاد لذا على الحكومات مراقبة الحدود وحراستها لمنع حدوث تلفتات وتسرب للأسلحة بين الدول".

وبوقت سابق من مساء اليوم أعلن الجيش التشادي، في بيان، وفاة الرئيس إدريس ديبي متأثرا بجروح أصيب بها على الجبهة خلال مواجهات بين الجيش ومسلحين شمالي البلاد، بعد ساعات من الإعلان عن فوزه بولاية سادسة وفق نتائج أولية.

وذكر الجيش، في بيان، أن ديبي لفظ أنفاسه الأخيرة "مدافعا عن وحدة أراضي البلاد على أرض المعركة".

وأوضح البيان أنه سيجري "تشكيل مجلس عسكري انتقالي برئاسة الفريق محمد إدريس ديبي، يضمن أمن وسلامة الأراضي والوحدة الوطنية واحترام المعاهدات والاتفاقيات الدولية" كما يضمن الانتقال في ظرف 18 شهرًا.

أفكارك وتعليقاتك