إعادة - هل تتغير الحسابات في مدينة القدس مع تصاعد المواجهات بالمدينة والتصعيد الأمني في قطاع غزة؟

إعادة - هل تتغير الحسابات في مدينة القدس مع تصاعد المواجهات بالمدينة والتصعيد الأمني في قطاع غزة؟

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 25 أبريل 2021ء) طارق عليان. شهدت كافة محافظات قطاع غزة عصر اليوم السبت وقفات حاشدة نظمتها الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية، دعماً وإسناداً والتحاماً مع أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة القدس الذين تتواصل تظاهراتهم اليومية منذ الخميس الماضي، تتخللها اشتباكات مع القوات الإسرائيلية ومتطرفين يهود​​​. شارك في الوقفات قيادات وعناصر وممثلون عن فصائل العمل الوطني والإسلامي، وحشد من المواطنين، الذين حملوا الأعلام الفلسطينية ورفعوا اللافتات والشعارات المساندة للقدس وأهلها.

وتشهد مدينة القدس اشتباكات وتظاهرات يومية، وخاصة خلال المواجهات التي اندلعت الخميس 22 نيسان/أبريل على نحو محدد، فصلا جديدا في مواجهة القوات الإسرائيلية وخاصة المنظمات اليمينية المتطرفة الساعية على مدار الساعة لارتكاب جرائم مفتوحة ضد القدس وأهلها والمقدسات الإسلامية والمسحية في المدينة.

(تستمر)

فكما حصل في انتفاضة البوابات الإلكترونية في تموز/يوليو 2017، تتجدد الاشتباكات اليومية الجارية في باب العامود، سلوان والشيخ جراح ومختلف الأماكن المقدسية، فالشباب في القدس ينتفضون مرة أخرى ضد اعتداءات المتطرفين اليهود، تحت غطاء القوات الإسرائيلية، حيث أدت الأحداث في المدينة في اليوم الأول، الخميس 22 تموز/يوليو إلى إصابة 102 فلسطيني، حسب تصريحات الصليب الأحمر في المدينة، كما اعتقلت السلطات الإسرائيلية 50 فلسطينيا من القدس جلهم من الشباب.

وكانت صحيفة هآرتس العبرية قد نشرت تقريرا بتاريخ 21 تموز/يوليو قالت فيه، ان منظمات يهودية كثفت من دعواتها التحريضية لشن حملة من الهجمات العدوانية على الفلسطينيين في مدينة القدس، وسط تقارير عن شروع بعض العناصر بالتخطيط لسلسلة من الاعتداءات في محيط البلدة القديمة في المدينة المحتلة، التي تشهد تصاعدا في الاعتداءات التي ينفذها متطرفون يهود على خلفية قومية، بحق فلسطينيين.

كما دعت منظمة "لهافا" المتطرفة اليهودية، أنصارها ، للتواجد في البلدة القديمة في مدينة القدس لـ"الدفاع عن الشرف اليهودي"، الخميس 22 تموز/يوليو حسب ما كشف مراسل صحيفة "هآرتس" لشؤون القدس، نير حسون؛ موضحا أن المتطرفين اليهود يجوبون شوارع المدينة في ساعات المساء، يوميا، ويهاجمون المارة من الفلسطينيين بالضرب والحجارة والغاز المسيل للدموع، وتتعالي هتافاتهم المنادية "الموت للعرب".

كما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أيضا في نسختها المحلية التي تصدر في مدينة القدس، أن مجموعة من المتطرفين اليهود يخططون للوصول إلى منطقة مثلث وسط المدينة في القدس، المعروف إسرائيليا بـ" ساحة صهيون" وميدان صفرا وشارع يافا مساء الخميس، مزودين بأسلحة هجومية، وأشارت الصحيفة إلى أن الأسلحة التي أعدتها العناصر المتطرفة تشمل مسدسات ضغط وقنابل مسيلة للدموع ومتفجرات ومقابض حديدية للكم وسكاكين، وأن التعليمات التي تلقوها من زعماء المنظمات التي ينتمون إليها هو " إيذاء أكبر عدد من الفلسطينيين" ولمّحوا إلى "التسبب بقتلهم".

كما كشفت "يديعوت أحرونوت" على موقعها الإلكتروني المتخصص بالأخبار المحلية في القدس ، عن مجموعة نشطت على تطبيق الرسائل النصية الفورية "واتساب" أطلق عليها اسم "الشرف القومي"، تدعو الشباب والفتية للقدوم إلى الإحياء المقدسية المحيطة في البلدة القديمة ومهاجمة العرب.

وفي مقطع مصور نشرته منظمة "لهافا" الإرهابية، دعت أنصارها إلى مظاهرة واسعة لـ" الحفاظ على الشرف القومي" وسط مدينة القدس، و أكدت أنها ستختتم المظاهرة في مسيرة تتوجه نحو باب العامود؛ وبثّ أنصارها على مواقع التواصل الاجتماعي شعارات عنصرية على غرار "سنحطم رؤوسهم وندفنهم أحياء ".

القيادة الفلسطينية أدانت اعتداءات المستوطنين والجماعات اليمينية المتطرفة على الفلسطينيين في مدينة القدس، والتحريض على قتل العرب، تحت حماية الجيش والشرطة الإسرائيلية.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في بيان صحفي، إن" القدس هي عاصمة دولة فلسطين، وهي خط أحمر، ونحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن هذا التدهور الخطير. كما نناشد المجتمع الدولي لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في القدس من بطش المستوطنين واعتداءاتهم الإجرامية".

كما أدانت التنظيمات الفلسطينية، الاعتداءات التي يتعرض لها المقدسيون، من قبل القوات الإسرائيلية والمتطرفين اليهود. حازم قاسم، الناطق باسم حركة حماس، قال إن "‏الثورة التي يخوضها الشباب في القدس ضد الاحتلال وتصديهم البطولي لإرهاب المستوطنين، تأكيد على قدرة الفلسطيني تحدي إرادة المحتل وكسرها، واستعداده للتضحية دفاعاً عن هوية القدس الفلسطينية العربية، ودليل على رفض المقدسيين لرهن مستقبلهم لإرادة الاحتلال، وأن قرارهم هو انتزاع حقوقهم بالقوة".

وأُلقيت خلال الوقفات التي جرت اليوم في قطاع غزة، كلمة مركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أكدت فيها أن "المعركة البطولية التي يخوضها شعبنا في القدس هي معركة الشعب الفلسطيني كله، مشددة أنها ستدعو وستواصل النضال جنباً إلى جنب مع الجميع من أجل إطلاق العنان لانتفاضة شعبية عارمة في وجه الاحتلال".

وفي الوقت الذي تتواصل فيه المواجهات في مدينة القدس تستمر الوقفات والمسيرات الداعمة في معظم مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، سجل ليلة أمس وفجر اليوم، إطلاق مجموعة من القذائف الصاروخية تجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، افيخاي أدرعي قال فجر اليوم في تصريح صحفي، "خلال ساعات الليلة الماضية أطلقت 36 قذيفة صاروخية من قطاع غزة نحو الأراضي الإسرائيلية حيث اعترضت القبة الحديدية 6 منها بينما سقطت معظم القذائف في مناطق مفتوحة ولذلك ووفق السياسة المتبعة لم يتم اعتراضها".

أفكارك وتعليقاتك