الانتخابات السورية نسف للعملية السياسية وندعم بقوة التقارب التركي مع مصر والسعودية – طعمة

الانتخابات السورية نسف للعملية السياسية وندعم بقوة التقارب التركي مع مصر والسعودية – طعمة

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 29 أبريل 2021ء) جميل الماس. أكد رئيس وفد المعارضة السورية إلى أستانا، أحمد طعمة، اليوم الخميس، رفض المعارضة السورية لإجراء الانتخابات السورية الرئاسية على الأراضي الخاضعة لسيطرتها، واصفاً إياها بالصورية وأنها ستنسف عملية السلام في البلاد، ومشيرا في نفس الوقت إلى أن رفض "قسد" للانتخابات ينبُع من سعيهم لتعزيز فكرة الانفصال​​​.

وقال طعمة في مقابلة خاصة مع وكالة "سبوتنيك": " نظام [الرئيس السوري ]بشار يحاول نسف العملية السياسية في سوريا من خلال استفزازنا في نقطة من أهم النقاط وهي تتعلق برفض تنفيذ البند الأساسي أو أحد البنود الأساسية في قرار مجلس الأمن 2254، القرار الذي ينص على الدستور الجديد وانتخابات تحت أشراف الأمم المتحدة، على أن يتم هذا خلال مدة زمنية أقصاها ستة أشهر، فهو عرقل كل هذا خلال خمسة -ستة سنين وذهب في اتجاه انتخابات يشارك فيها هو وحده و "أزلامه"، فهذا عمليا هو نسف لكل ما هو مطروح من قبل الأمم المتحدة".

(تستمر)

وأضاف طعمة، في حديثه عن رفض "قسد" للانتخابات بالقول " المنطلقات مختلفة أو الأهداف مختلفة، نحن بالنسبة إلينا نرفض انتخابات بشار الأسد ولا نقبل بان يقوم بإجراء عملية انتخابات صورية هزلية في المناطق المحررة، أما بالنسبة لقسد فأهدافهم مختلفة هم يريدون منع هذه الانتخابات في مناطقهم من أجل تعزيز فكرتهم الانفصالية وتكريس مفهوم الإدارة الذاتية وأن موضوع الانتخابات لا يعنيهم، وهذا الموضوع بالنسبة لنا يشكل خطرا على وحدة سوريا أرضا وشعبا".

ووجه رئيس مجلس الشعب السوري، حمودة الصباغ، اليوم الخميس، دعوات إلى عدد من برلمانات الدول العربية والأجنبية، لمواكبة سير الانتخابات الرئاسية، التي من المقرر أن تجري في 26 أيار/مايو القادم.

وتجري الانتخابات بينما تستمر في سوريا أزمة سياسية عسكرية نشبت عام 2011، وجذب النزاع متعدد الأطراف قوى عالمية وأسفر عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، لكنه يقترب من نهايته بعد أن استعادت القوات الحكومية السيطرة على معظم أنحاء البلاد بدعم من روسيا وإيران

وحول اجتماع أستانا القادم ومشاركة المعارضة السورية، اعتبر طعمة، أن لدى المعارضة السورية فرصة سانحة للضغط على الحكومة السورية بشكل أكبر في اجتماع أستانا القادم، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لن يعترف بشرعيتها بعد الانتخابات الرئاسية المزمع إجرائها في مايو.

وأردف قائلا بهذا الصدد: " كانت قناعاتي والتي نقلتها لكم خلال اجتماعات أستانا، انه قبل الانتخابات الصورية لن يكون هناك أي اجتماع للجنة الدستورية، هذا النظام بالنسبة له يريد أن يثبت شرعيته أولا، ثم بعد ذلك يفكر في كيفية التعاطي مع هذا الملف، هو يعتقد أن أفضل وسيلة هي تمييع الأمور، وطالما لا يوجد ضغط دولي حقيقي ، لا من قبل خصومة ولا من قبل حلفائه وبالتالي هو يجد أن هذه الطريقة ناجحة بالمقابل هذا لا يعني أننا نستسلم، بالعكس نحن نرى هذه المرة أن لدينا فرص كبيرة يمكن أن تؤدي لمزيد من الضغط عليه ووضعه في الزاوية".

وتابع " اجتماعات أستانا عندما ندعى لها، المعارضة تنظر إلى الموضوع باعتباره فرصة للدفاع عن وجهة نظر الشعب السوري وعن حقوقه ومواجهة النظام في كل الساحات".

كما أشار في هذا الصدد إلى أن " الفرق بين الجلسات الحالية والجلسات السابقة أن النظام السابق كان المجتمع الدولي يعترف بشرعيته أما هذه المرة لن يعترف بشرعيته أحد، وكما قلت نحن نشارك في اجتماعات أستانا من أجل طرح وجهة نظر الشعب السوري والدفاع عنها والقتال من أجلها والضغط على الدول المشاركة في محادثات ومباحثات أستانا من أجل تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وكذلك تنفيذ قرارات الأمم المتحدة".

هذا وأعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية، يوم الثلاثاء الماضي، أن المفاوضات بشأن التسوية السورية في العاصمة نورسلطان ستعقد في الصيف، موضحة أن كل شيء يعتمد على الوضع الوبائي.

وفي إطار حديثه عن علاقات المعارضة السورية بتركيا، والتقارب التركي العربي في الآونة الأخيرة، رحب رئيس وفد المعارضة السورية إلى أستانا، بالتقارب المحتمل بين الحليف الأكبر للمعارضة السورية تركيا من طرف ومصر والمملكة العربية السعودية من طرف أخر، معتبرا هذا التقارب يصب في مصلحة الشعب السوري ويواكب تطلعاته.

قائلاً في مقابلته مع وكالة "سبوتنيك": " نحن وجدنا منذ بدايات الثورة أنه كلما كانت العلاقات الطيبة ما بين أصدقاء الشعب السوري وحلفائه وخصوصا العرب والمسلمين كلما كانت النتائج بالنسبة إلينا إيجابية وكلما كان الأثر على الأرض فعّالا، ولذلك نحن ننظر بإيجابية إلى كل تحسن للعلاقات ما بين تركيا ومصر وما بين تركيا والمملكة العربية السعودية، كل هذا يصب في مصلحة الشعب السوري ويخدم تطلعاته الكبرى، وبالعكس نحن ليس فقط نرحب بهذا بل ندعمه بقوة ونؤكد أننا أكبر المستفيدين من هكذا تفاهمات".

وأختتم حديثه عن تركيا بالقول " بالنسبة لنا في المعارضة السورية، حليفنا الأكبر هو الحليف التركي وعلاقتنا به ممتازة ولا نعتقد أن ملف مصر يمكن أن يؤثر على ملفنا، بالعكس ملفنا يتصاعد بقوة والتحالف فيه راسخ متين".

وبدأت أنقرة، مؤخرًا، في تخفيض حدة التوتر في علاقاتها الدولية، التي من أبرزها العلاقة مع مصر، التي ساءت بين البلدين منذ عام 2013 بعد عزل الرئيس المصري الراحل محمد مرسى، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث وصفت أنقرة عزله بـ "الانقلاب".

أفكارك وتعليقاتك