بايدن 100 يوم في البيت الأبيض..​​​. مقاربة صارمة تجاه موسكو ومواجهة مع بكين

بايدن 100 يوم في البيت الأبيض..​​​. مقاربة صارمة تجاه موسكو ومواجهة مع بكين

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 30 أبريل 2021ء) يشغل الديمقراطي جو بايدن، منصب رئيس الولايات المتحدة منذ 100 يوم - وهي المدة التي يتم فيها تقليديا تلخيص النتائج المؤقتة لأنشطة رئيس الدولة. وخلافًا لتوقعات الخبراء السياسيين، فقد أولى بايدن اهتمامًا نشطًا خلال هذه الفترة ليس فقط للسياسة الداخلية، ولكن أيضًا لأجندة السياسة الخارجية - بل وتمكن من الإشارة إلى مقاربته الصارمة تجاه روسيا والمواجهة مع الصين.

وجاء في مادة " سبوتنيك" حول هذه الفترة من رئاسة بايدن: أي نجاحات على الساحة الدولية يمكن أن يتباهى بها الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة .

-العلاقات مع روسيا: الأمور معقدة...

ورث بايدن من سلفه الجمهوري دونالد ترامب مجموعة ضخمة من المشاكل الداخلية، التي واجهت الزعيم الأميركي الجديد بكل زخمها، من بينها جائحة فيروس كورونا والصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي أثارتها، وموضوع المهاجرين، والاضطرابات ذات الدوافع العنصرية، والحد من تجارة السلاح.

(تستمر)

ولكن في مجال السياسة الخارجية كانت هناك أيضًا العديد من القضايا الملحة، ومن أهمها العلاقات مع روسيا.

ومنذ بداية عمل الإدارة الأميركية الجديدة، أعرب الكثيرون عن أملهم بأن تتم "إعادة ضبط" العلاقات بين البلدين التي طال انتظارها. وهذا الأمل، كما بدا آنذاك ، لم يكن بلا أساس. على سبيل المثال، مع وصول بايدن، تم حل مشكلة معاهدة "ستارت"، التي انتهت صلاحيتها في شباط/فبراير 2021 ، بسرعة. وبعد أيام قليلة من تنصيب بايدن ، أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وافق خلالها الزعيمان على تمديد "ستارت 3 " دون شروط إضافية لمدة خمس سنوات أخرى.

لكن التفاعل الإيجابي بين موسكو و واشنطن في الأشهر الأخيرة اقتصر على هذا المشهد. علاوة على ذلك ، إذا سمح الجمهوري ترامب في خطابه عن روسيا لنفسه بتصريحات مهدئة أو حتى إطراء، فإن الزعيم الأميركي الحالي يذكرها [ التصريحات حول روسيا] في الغالب بالاقتران مع كلمات "التهديد" و "العدوان" و "الأعمال المزعزعة للاستقرار".

على مدار المئة يوم الماضية، تمكن بايدن من فرض مجموعة جديدة من العقوبات الصارمة ضد روسيا، واتهمها بالتدخل في الانتخابات الأميركية لعام 2020، وما تبعه من طرد الدبلوماسيين المتبادل، وحتى عند سؤاله ما إذا كان يعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين " قاتلا " رد بالإيجاب. إلى جانب ذلك ، تم تقديم اقتراح للقائه شخصيًا، الشيء الذي يتم العمل عليه الآن - ولم يعلن البيت الأبيض أو الكرملين أي تفاصيل عن القمة المخطط لها.

وبالتالي ، في الاتجاه الروسي، ليس لدى بايدن الكثير ليتباهى به بعد ثلاثة أشهر من رئاسته. هل يمكن توقع تحسنا في المستقبل- هو سؤال كبير. يعتقد المساعد السابق لوزير الخزانة في إدارة ريغان، بول كريغ روبرتس، أن التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على هيمنتها في العالم لا يترك مجالًا للحوار مع روسيا.

وقال روبرتس لوكالة "سبوتنيك" : "ما تطالب به واشنطن هو أن تتخلى روسيا عن سيادتها. ولن يفيده أو يفيد روسيا رد بوتين المسؤول والمنضبط وعدم المواجهة للتهديدات والإهانات الأميركية. والحقائق قاسية: تنظر واشنطن إلى بوتين وروسيا كعقبات أمام الهيمنة الأميركية، وإن كتلة القوة العسكرية القوية والشاملة للولايات المتحدة تطالب بالنظر إلى روسيا كعدو من أجل تبرير ميزانيتها وسلطتها. وهذا لا يترك مجالًا لتحسين العلاقات".

-الصين..نهج احتوائها..

يتمثل التحدي الرئيسي للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، الذي أعلنه بايدن، في الصين، التي أصبحت العلاقات معها معقدة بشكل ملحوظ منذ عهد ترامب و "حروبه التجارية". هنا، كما في حالة روسيا، كانت هناك آمال كثيرة في البداية، التي تخللتها محادثات أولى في أنكوراج بمنطقة ألاسكا ، في آذار/ مارس ، بين ممثلين رفيعي المستوى للإدارة الأميركية الجديدة وقيادة جمهورية الصين الشعبية. المحادثات التي كان من المفترض أن ترسي الأساس لعلاقة جديدة.

ولكن، في الواقع، تحول الاجتماع البروتوكولي القصير إلى نزاع استمر قرابة الساعة مع محاولات لإثبات الذات بين الطرفين، وأن الجانب الآخر هو المسبب بارتكاب انتهاكات معينة. وحيث اتهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بكين بشن هجمات إلكترونية و بـ"الإكراه الاقتصادي" وانتهاكات حقوق الإنسان في هونغ كونغ وشينجيانغ. وقال أيضا إن "العلاقة بين الولايات المتحدة والصين ستكون تنافسية عند الضرورة ، وستكون تعاونية عندما يكون ذلك ممكنا وعدائية عند الضرورة". ولخص بلينكن أن تصرفات بكين تهدد الاستقرار العالمي.

وتمكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، من إبداء جميع المطالبات المتراكمة للجانب الأميركي خلال الجلسة الأولى. بما في ذلك، واتهم الولايات المتحدة بانتهاك حقوق الإنسان، على وجه الخصوص، مشيرًا إلى الحركة المدافعة عن حقوق الأميركيين من أصل أفريقي، "حياة السود مهمة". بالإضافة إلى ذلك ، أشار وانغ يي، إلى تضارب[ عدم ثبات] واشنطن في الدفاع عن حرية الإعلام. كما أشار الضيوف الصينيون إلى الرسوم "غير المعقولة" على البضائع الصينية، والتي تم فرضها في عهد ترامب، و "التدخل في الشؤون الداخلية لبكين" في قضايا هونغ كونغ وشينجيانغ وتايوان.

و خلص وزير خارجية الصين إلى أنه: في السنوات الأخيرة ، تم التعدي على الحقوق والمصالح المشروعة للصين، و "مرت بها العلاقات الصينية الأميركية بفترة من الصعوبات غير المسبوقة" .

كما أشار المؤرخ والمعلق السياسي دان لازار، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" ، إلى أنه من خلال أفعالها على مدار المئة يوم الماضية، تسببت إدارة بايدن بتفاقم العلاقات المتوترة بالفعل مع بكين، متجاوزين (في إدارة بايدن) حتى أسلافهم الجمهوريين في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، أشار لازار، إلى أن أشخاصًا من الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي: وزير الخارجية أنطوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان - أيدوا في وقت ما مشاركة واشنطن في الصراعات العسكرية في الشرق الأوسط، وبالتالي دورهم الإيجابي المحتمل في تطبيع الحوار مع بكين مشكوك فيه.

وأردف لازار: "هناك نقاط "بيضاء" (حولها جدال) كثيرة في العلاقات مع الصين وروسيا، وفريق السياسة الخارجية لبايدن، بما في ذلك بلينكين وسوليفان، لا يوحي بالكثير من الثقة"

وبهذا الشكل، فإن المواجهة مع بكين [باقية] لم تذهب إلى أي مكان، والمحاولة الوحيدة للتفاوض بين الأطراف في ألاسكا كانت فاشلة، دون التوصل إلى أي اتفاقات. علاوة على ذلك ، واصل بايدن في الواقع سياسة ترامب في احتواء الصين، وإشراك عدد من حلفاء الولايات المتحدة فيها. وكانت الحلقة الإيجابية المشروطة على هذا المسار هي مشاركة الرئيس الصيني شي جين بينغ ، في القمة الافتراضية التي نظمتها الولايات المتحدة، حول قمة المناخ، لكن التناقضات العميقة بين البلدين لا تزال دون حل.

-الانسحاب من أفغانستان: تأجل...

حتى قبل انتخاب بايدن، أعرب الخبراء عن رأي مفاده، أن الإدارة الأميركية الجديدة ستحتاج إلى الانتقال من شن حروب في دول مثل أفغانستان والعراق خلال السنوات القليلة المقبلة إلى القضاء على المخاطر الحالية المرتبطة بالهجمات الإلكترونية وعسكرة الفضاء والممارسات غير النزيهة في التجارة العالمية.

يوذكر المشككون أن اثنين من أسلاف بايدن - باراك أوباما ودونالد ترامب - حاولا أيضًا، لكنهما فشلا في النهاية بسحب القوات الأميركية من أفغانستان. بالإضافة إلى ذلك، أعرب سياسيون وعسكريون أميركيون عن مخاوفهم من أن يؤدي الانسحاب الأميركي إلى تعريض الحكومة المنتخبة للرئيس أشرف غني للخطر، مما يتركها فعليًا بمفردها في مواجهة المسلحين.

وسؤال مهم آخر هو ما إذا كان انسحاب الوحدة الأميركية من أفغانستان سيكون "غير مؤلم" كما يريد ذلك بايدن. وكإجراء احترازي، أرسل البنتاغون قوات ووسائل إضافية إلى المنطقة. وأكدت واشنطن مرارا، أنه إذا هاجم الخصوم المحتملون أثناء انسحاب القوات، فإنها مستعدة للدفاع عن نفسها وشركائها باستخدام "كل الوسائل المتاحة". ومع ذلك، وعلى الرغم من كل التأكيدات والإجراءات المتخذة، ما زال بعض الخبراء لا يصدقون، أن مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان ستنتهي بدقة وفقًا للخطة.

وعلق بهذا الخصوص، دان لازار، بسخرية: "أراهن على أن الانسحاب من أفغانستان لن يتم بسلاسة وقد ينتهي بالنسبة للولايات المتحدة بـ "الهرب عبر السقف" بروح سايغون".

هذا وكان متحدث في الإدارة الأميركية، قد أعلن في وقت سابق، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، قرر سحب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الحادي عشر من شهر أيلول/سبتمبر؛ مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أكدت لطالبان بشكل واضح وصريح بأنها سترد بقوة على أي هجمات خلال سحب القوات.

وأكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، في الـ17 من آذار/مارس الماضي، أنه سيكون من الصعب سحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان حتى الأول من أيار/مايو المقبل، في ظل مطالبات من حركة طالبان بتنفيذ الانسحاب في الموعد المحدد وفقا لما جاء في اتفاق الدوحة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، قد اتفقت مع الأطراف الأفغانية، على سحب قواتها حتى الأول من أيار/مايو المقبل.

يذكر أيضا أنه في نهاية شباط/فبراير من العام الماضي، وفي حفل أقيم في قطر، وقعت الولايات المتحدة وحركة طالبان على اتفاق السلام الأول منذ أكثر من 18 عامًا من الحرب، والذي ينص على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهرا، وبدء حوار بين الأفغان بعد صفقة تبادل للأسرى، بحيث تفرج الحكومة عن 5000 من عناصر طالبان، فيما تفرج الأخيرة عن نحو 1000 من عناصر الأمن الأفغاني الأسرى لديها.

أفكارك وتعليقاتك