نائب فرنسي لسبوتنيك: ماكرون منحاز لإسرائيل وعلى باريس مراجعة موقفها

نائب فرنسي لسبوتنيك: ماكرون منحاز لإسرائيل وعلى باريس مراجعة موقفها

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 19 مايو 2021ء) أسامة حريري. انتقد النائب الفرنسي، ميشيل لاريف موقف الرئيس إيمانويل ماكرون من التطورات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتصعيد العسكري المتبادل المتواصل منذ عشرة أيام، مؤكدا أن ماكرون "منحاز لإسرائيل"​​​.

ووجه لاريف، في تصريحات لوكالة سبوتنيك، نقدا لاذعا للدبلوماسية الفرنسية، معتبرا أنها "ليست على مستوى ما يحدث في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بالنظر إلى موقف الرئيس الفرنسي منه.

كان ماكرون قد أدان بشدة إطلاق حماس صواريخ على إسرائيل، فيما لم يتطرق لموضوع الضحايا المدنيين الذين سقطوا بفعل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وشدد النائب لاريف وهو عضو البرلمان الفرنسي عن مجموعة "فرنسا الأبية" اليسارية، على ضرورة اعتماد الحل السياسي لتهدئة الأوضاع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأشار إلى أن إسرائيل هي من يرفض اقتراحات وقف إطلاق النار.

(تستمر)

واعتبر أن موقف وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان من الأحداث كان أكثر توازنا مقارنة بموقف رئيس الجمهورية إذ دعا لودريان في بيانه الذي صدر الأسبوع الماضي إسرائيل لاعتماد رد "متناسب" على الصواريخ التي تُطلق من قطاع غزة في إشارة منه إلى أعداد الضحايا المدنيين الذين سقطوا في غزة نتيجة الغارات الإسرائيلية.

وتابع لاريف شارحا "السلام من مصلحة جميع الشعوب، وإسرائيل لن تنعم بالسلام في حال استمر الوضع على هذا النحو، والأمر سيان بالنسبة للفلسطينيين"، مؤكدا أن كل حياة بشرية لها قيمة إن كانت من الطرف الإسرائيلي أو الفلسطيني".

وحث النائب لاريف باريس على مراجعة موقفها مما يحدث من خلال التمسك بالقوانين الدولية التي تشير بوضوح إلى أن الشعب الفلسطيني محتل اليوم، معربا عن أسفه لاعتماد باريس للرواية الإسرائيلية للأحداث".

وأردف "الحكومة الفرنسية تدعم اليوم حكومة [رئيس حكومة تصريف الأعمال بنيامين] نتنياهو اليمينية المتطرفة".

وتابع "إسرائيل سجلت مقتل قرابة 12 ضحية بسبب صواريخ حماس، أما عدد الضحايا المدنيين في غزة فتخطى الـ 180. السفير الإسرائيلي في فرنسا قال إن إسرائيل تستهدف فقط الأهداف العسكرية لكن الأرقام تثبت واقعا مختلفا".

وأضاف:" أنا لا أدعم حركة حماس لكني أدعم الشعب الفلسطيني ومطالبه بالحصول على دولة، وإسرائيل اليوم هي قوة تحتل شعبا. أنا لا أدعم العنف من أي طرف جاء ولا أدعم أي حزب لكني أدعم الإنسانية والسلام وأتمسك بالقوانين الدولية".

وتابع لاريف "أنا لا أدعم حكومة نتنياهو كما تفعل الحكومة الفرنسية ومن حقي أن أنتقد هذه الحكومة اليمينية المتطرفة التي لا تسعى للتهدئة".

وأردف قائلا :"سياسة حكومة نتنياهو هي الإخلاء القسري لسكان حي الشيخ جراح [بالقدس الشرقية المحتلة] وسياسة ضم الأراضي..."

وقال النائب الفرنسي إنه يتعاطف مع الضحايا الإسرائيليين، مشيرا إلى أنه يميز بين الحكومة والشعب "فليست جميع الحكومات الإسرائيلية كانت متشددة لهذا الحد كما الحكومة الحالية".

وفيما يتعلق بمنع وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان للمظاهرة الداعمة للشعب الفلسطيني يوم السبت الماضي بحجة تجنب "أعمال تخل بالأمن العام أسوة بما حدث عام 2014 خلال التظاهرات الداعمة لغزة" علق النائب لاريف قائلا :"فرنسا كانت البلد الوحيد في العالم الذي منع مظاهرة في العاصمة باريس علما بأن مظاهرات أخرى سُمحت في مدن أخرى وأنا آسف لذلك. أنا لا أفهم موقف الحكومة الفرنسية؛ يحق لنا في فرنسا أن نتظاهر لصالح قضية نؤمن بأنها محقة وهذه حرية التعبير".؟

وتابع :"على الرغم من منع التظاهرة في باريس، جرت في النهاية تظاهرتان وانتهيتا بشكل جيد دون مشاكل. وزير الداخلية دارمانان كان يعول على حدوث مشاكل في المظاهرة لكي يضع المعسكر الداعم للفلسطينيين في موقف صعب في وجه المعسكر الآخر".

هذا ومنع وزير الداخلية الفرنسي الأسبوع الماضي مظاهرة داعمة للشعب الفلسطيني كانت مقررة السبت الماضي مما عرضه لوابل من الانتقادات من قبل جمعيات حقوقية وأحزاب معارضة رأت في قرار المنع انحيازا لإسرائيل ومساسا بحرية التظاهر. وعلى الرغم من قرار المنع أصر المتظاهرون على النزول للشوارع في باريس حيث جرت المظاهرات بشكل هادئ نسيبا باستثناء بعض المواجهات التي حدثت بين الشرطة ومجموعة من الشباب الغاضب.

وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إن أعداد المتظاهرين الداعمين للشعب الفلسطيني وصلت ل22 ألف في كافة أنحاء البلاد يوم السبت الماضي ضمنهم قرابة 3000 في باريس.

وتستمر العمليات العسكرية على قطاع غزة لليوم العرش على التوالي، والتي أودت بحياة ما يقارب من 220 فلسطيني، بما فيها عائلات كاملة تم مسحها كليا من السجلات المدنية، فيما بلغت عدد الخسائر في المنازل والمقرات الحكومية، وكذلك المؤسسات الاقتصادي أرقاما غير مسبوقة.

أفكارك وتعليقاتك