محلل سياسي ليبي: غياب المنفي عن استعراض الجيش الليبي العسكري نأي بالنفس عن الأمور الجدلية

محلل سياسي ليبي: غياب المنفي عن استعراض الجيش الليبي العسكري نأي بالنفس عن الأمور الجدلية

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 30 مايو 2021ء) نادر الشريف. اعتبر المحلل السياسي الليبي فرج فركاش اليوم السبت، غياب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد النفي، عن حضور العرض العسكري للجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر، وزيارته لتونس، بمثابة "محاولة للنأي بالنفس عن الأمور الجدلية"​​​.

وأكد فركاش، في تصريحات لوكالة سبوتنيك، اليوم السبت أن "المنفي يحاول أن ينأى بنفسه عن الانخراط في هذه الأمور الجدلية التي في الواقع تشكل نقطة استقطاب حادة في الشارع الليبي خاصة وأن الرسالة الموجهة مهما كان الخلاف وبجدل حول أحقية حفتر في توجيهها ومدى شرعية منصبه الحالي بالنسبة للرئاسي".

وأوضح أن "ذكر جملة ثورة الكرامة الجدلي في الدعوة التي وجهت لأن الكثير من الليبيين بما فيهم الكثير من أنصار الكرامة ينظرون للكرامة كعملية عسكرية بحتة وانتهت مهمتها بعد التحرير غير المنقوص لبنغازي".

(تستمر)

ورأي فركاش أن "هذا العرض في حد ذاته، ورغم تثمينا للجهود المخلصة من أبناء المؤسسة العسكرية الذين يسعون بإخلاص لبناء مؤسسة عسكرية حرفية، يأتي هذا العرض في بعض أو أغلب جوانبه كجزء من حملة انتخابية ممنهجة استعدادا لأي انتخابات رئاسية قادمة يحاول حفتر من خلالها تسويق إنجازاته العسكرية"، مؤكداً على أن "هذا كان واضحا من خلال طريقة تناول الإعلام الموالي لهذا الحدث وما صاحبه من احتفالات وأحداث أخرى".

حول زيارة المنفي إلى تونس، أكد فركاش أن "الزيارة تأتي في وقت حساس ووقت صعب تمر به تونس اقتصاديا وفي ظل استقطاب سياسي حاد تمر به الدولة التونسية"، لافتًا إلى أنه "يمكن النظر إلى زيارة المنفي كخطوة سياسية تكميلية ومتبادلة لزيارة قيس سعيد في آذار/ مارس الماضي، التي تبعتها زيارة رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي مؤخرا إلى طرابلس التي تأتي أيضا في محاولة لحشد الدعم لحكومته لإسعاف تونس والأزمة المالية الخانقة التي تمر بها".

وأوضح أن "ليبيا تمثل رئة تنفس لتونس واقتصادها يعتمد كثيرا على الصادرات التونسية الى ليبيا"، موضحا أن "ليبيا تعتبر رابع شريك دوليا لتونس وتصل صادرات تونس إلى ليبيا حوالي 70 بالمئة بالإضافة الى العمالة التونسية".

وأشار إلى أن "ليبيا الآن وهي تشق طريقها نحو الاستقرار تعتبر فرصة اقتصادية لتونس خاصة وأنها مقبلة على إعادة الأعمار التي يرى بعض الساسة التونسيين أن تونس أولى بها"، مؤكدا أن "هذا يتطلب أيضا تعاونا أمنيا بين البلدين للقضاء على التهريب والاقتصاد الموازي الذي ينهك تونس خاصة مع تعثر أو تأخر البنك الدولي لمساعدة تونس بدون شروط مجحفة".

واضاف أنه "رأينا هذا التعاون في سرعة استلام تونس وديعة بقيمة مليار دولار للبدء في الإسعاف الاقتصادي الذي تعتبر تونس الآن في أمس الحاجة إليه".

واستقبل الرئيس التونسي، قيس سعيد، صباح اليوم السبت، بالجناح الرئاسي بمطار تونس قرطاج الدولي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى تونس تمتد حتى 31 أيار/ مايو الجاري.

وعقد الرئيس التونسي اليوم بقصر قرطاج، جلسة مباحثات على انفراد مع السيد محمد المنفي، تسبقها جلسة محادثات موسعة بحضور وفدي البلدين.

وتطرقت هذه المباحثات إلى سير علاقات التعاون والتكامل التي تجمع البلدين وآفاق دعمها وتطويرها وتذليل الصعوبات التي تعترضها للارتقاء بها إلى مرتبة الشراكة الاستراتيجية المتضامنة، بما يلبى تطلعات الشعبين الشقيقين نحو مزيد من التكامل ويعزز قيم التآزر والتآخي القائمة بينهما.

وجاءت زيارة المنفي تزامنا مع للعرض العسكري لقوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر حيث أرسل الأخير دعوات رسمية لحضور العرض إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ونائباه ولرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ووزرائه وإلى رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح.

أفكارك وتعليقاتك