الغموض يكتنف مستقبل الموسم السياحي في تركيا والخسائر بسبب توقف الرحلات بلغت نحو 80%

الغموض يكتنف مستقبل الموسم السياحي في تركيا والخسائر بسبب توقف الرحلات بلغت نحو 80%

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 02 يونيو 2021ء) سماهر قاووق أوغلو. أكدت مصادر في القطاع السياحي، أن موعد بدء الموسم السياحي في تركيا ينتابه الغموض، في ظل ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا؛ مرجحة عودة السياحة مع استئناف رحلات الطيران مع البلدان الأخرى​​​.

وقال مدير في فندق "لارا وورلد" بولاية أنطاليا، والذي تعود السائحين الروس والأوروبيين على الإقامة فيه، لوكالة "سبوتنيك"، "بدأنا التحضيرات للموسم السياحي الجديد، رغم عدم معرفة موعد البدء.  الإصابات بفيروس كورونا ما زالت مرتفعة، وهناك احتمال أن يبدأ في 15 حزيران/يونيو الجاري؛ لكن هذا الموعد غير مؤكد بعد".

وأضاف، "بدء الموسم السياحي لعام 2021 مرتبط باستئناف رحلات الطيران مع البلدان الأخرى، وحاليا ليس لدينا حجوزات من أي بلد؛ فضلا عن إلغاء الحجوزات الموجودة، بسبب عدم تنظيم رحلات جوية إلى تركيا".

(تستمر)

وحول التحضيرات التي تجريها إدارات الفنادق استعدادا للموسم السياحي الجديد، قال، "قمنا بتجديد شهادة السلامة الصحية، كما نقوم بأعمال الترميم والصيانة في الفندق".

ولفت المسؤول الفندقي إلى أن القطاع السياحي شهد خسارة 80 بالمئة، مقارنة بالعام 2019؛ مرجعا السبب إلى تفشي الوباء في البلاد.

وأشار إلى أنه من غير المرجح انتظار الوفود السياحية من روسيا، في حزيران/يونيو الجاري، وقد يتم ذلك في الشهر اللاحق؛ مؤكدا أن عدم توافد السائحين الروس سيكبد القطاع السياحي التركي خسائر كبيرة.

من جانبه قال مالك شركة "إيفيرغرين" للسياحة السفر، صالح تاتشي، للوكالة، "تأتي روسيا وألمانيا وبريطانيا على رأس البلدان التي يأتي منها أكبر عدد من السائحين إلى تركيا. وهذه البلدان تفرض حاليا قيود على السياحة إلى تركيا، إلى جانب القيود التي تفرضها السعودية والإمارات العربية المتحدة".

وأضاف، "نتوقع توافد السائحين من البلدان الأخرى، حال تم استئناف رحلات الطيران بشكل منتظم إلى تركيا".

وتابع موضحا، "العمل في القطاع السياحي تراجع في تركيا بنسبة ما بين 70 و80 بالمئة، مقارنة بعام 2019؛ رغم توافد عدد قليل من بعض البلدان الأخرى. نسبة الإشغال كانت حوالي 20 بالمئة، خلال عام 2020، ونأمل أن يرتفع حجم العمل في الموسم السياحي الجديد إلى 40 بالمئة، حال تم استئناف رحلات الطيران".

وأشار تاتشي إلى أن توافد السياح من ألمانيا ودول أوروبية أخرى مرتبط بموقف الإتحاد الأوروبي، إلى جانب موقف بريطانيا الصارم، والذي يضع قيودا على السياحة إلى تركيا"؛ معتبرا أن انخفاض عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا في تركيا، إلى ما دون الـ 5 ألاف، قد يكون مقبولا بالنسبة للغرب، لرفع القيود المفروضة على السياحة.

من جانبه، قال مدير شركة "مرجان" للسياحة والسفر، جنيد منغو، "قد تبدأ رحلات الطيران العارض [شارتر] في 20 حزيران/يونيو الجاري، وهذا الموعد غير مؤكد بعد. الأمر مرتبط بسير الوضع الوبائي؛ لذلك فالغموض ما زال ينتاب القطاع السياحي، الأمر الذي يثير قلق المعنيين".

وأشار إلى أن الحجوزات من بعض بلدان الشرق الأوسط بدأت، لكنها للأشهر الثلاثة القادمة؛ حيث أن الأمر مرتبط باستئناف رحلات الطيران إلى البلاد.

وحول خسائر القطاع السياحي في تركيا، قال، "بلغت، خلال العامين الماضيين، نحو 80 بالمئة، وهو ما يقرب من 35 مليار دولار".

وأوضح المتعهد السياحي أن عائدات السياحة في تركيا في العام 2018، بلغت نحو 33 مليار دولار، وتراجعت لاحقا إلى 8 مليار دولار؛ أي أن نسبة الخسائر وصلت إلى نحو 23 مليار دولار، مقارنة بعام 2019".

وتوقع ألا تصل نسبة الإشغال في الفنادق إلى 100 بالمئة، خلال الموسم الحالي، وألا تتجاوز 60 أو 70 بالمئة؛ ما يعني تراجع عائدات السياحة بنسبة 70 بالمئة إلى 22 مليار دولار.

واعتبر أن استمرار روسيا في تعليق رحلات الطيران مع تركيا وعدم توافد السائحين الروس إلى البلاد، سيكون له أثر سلبي كبير على القطاع السياحي؛ حيث أن ما بين 5 و6 ملايين سائح روسي يصلون إلى تركيا سنويا، وعدم توافدهم يعني خسارة القطاع السياحي 5 - 6 مليارات دولار، على أقل تقدير.

وعلقت ألمانيا وبريطانيا وروسيا وعدد من الدول الأوروبية رحلات الطيران العارض إلى تركيا، حتى 15 تموز/يوليو القادم، على خلفية انتشار وباء "كوفيد 19" في هذا البلد.

وتأتي روسيا وألمانيا على رأس البلدان التي يتوافد منها السياح إلى تركيا؛ حيث يشكل السياح الروس 45 بالمئة والألمان 35 بالمئة من مجموع السياح الوافدين إلى تركيا، ويأتي بعد ذلك السائحين القادمين من بريطانيا وإسرائيل.

وفي الظروف الحالية، يصل البعض منهم إلى تركيا من بلدان مختلفة، عبر جورجيا ومولدوفا؛ وفي الظروف الطبيعية يبدأ الموسم السياحي في تركيا في 6 حزيران/ يونيو من كل عام.

أفكارك وتعليقاتك