مخاط البحر الذي غطى موانئ وشواطئ ومساحات من مياه بحر مرمرة يشكل تهديداً للاقتصاد -خبراء

مخاط البحر الذي غطى موانئ وشواطئ ومساحات من مياه بحر مرمرة يشكل تهديداً للاقتصاد -خبراء

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 09 يونيو 2021ء) أكد خبراء أتراك، اليوم الأربعاء، أن مادة مخاط البحر التي غطت موانىء وشواطئ ومساحات من مياه بحر مرمرة تشكل تهديداً على الاقتصاد والحياة البحرية والتنوع البيولوجي وقطاعي السمك والسياحة في المنطقة، مؤكدين أن تنظيف مياه بحر مرمرة من هذه المادة يحتاج إلى معجزة.

وقال رئيس مركز الأبحاث البحرية التركي وعضو الهيئة التدريسية في جامعة إسطنبول، البروفيسور بايرام أوزتورك، في تصريح خاص لوكالة سبوتنيك: "المخاط البحري الذي يغطي سطح بحر مرمرة ليس جديداً حيث كان يظهر بين الحين والآخر في عامي 2007 و2008 وما قبلهما، ولكن ليس بهذه الكثافة"​​​.

وأوضح أن سبب ظهور المخاط البحري يعود إلى رمي سكان المدن الواقعة على ساحل بحر مرمرة المخلفات في البحر دون معالجتها".

(تستمر)

وأشار إلى أن المخاط البحري لا يضر بصحة الإنسان، إلا أنه يشكل تهديداً على الحياة البحرية والتنوع البيولوجي حيث يتسبب بموت الكائنات التي تعيش في أعماق البحر، من خلال تشكيل طبقة كثيفة فوقها وقطع الأوكسجين عنها، كما يؤذي بيض ويرقات الأسماك".

ولفت إلى أن "مخاط البحر يؤدي أيضاً إلى تعطل سلسلة التنوع البيولوجي الغذائي".

وأوضح أن: "المخاط البحري الذي انتشر في بحر مرمرة بمدينة إسطنبول، ضرب صناعة السمك وسوق السمك، لأن هذه المادة تتسبب بانسداد شباك الصيد وتعيق عملية الصيد، فضلا عن انعدام وجود السمك في البحر جرّاء وجود هذه المادة، الأمر الذي أثر سلباً على سوق السمك وصناعته".

وأوضح: "مخاط البحر الذي يغطي بحر مرمرة يعيق السياحة في مدينة إسطنبول نتيجة عدم إمكانية دخول البحر والسباحة فيه ضمن مناطق عديدة مطلة على بحر مرمرة على رأسها جزيرة بيوك أدا ومودانيا بولاية بورصة وبانديرما بولاية باليك اسير، فضلاً عن المنظر القذر والملوث الذي ظهر في البحر".

وأشار إلى أنه "في حال لم يتم تنظيف بحر مرمرة من مخاط البحر خلال مدة أقصاها شهرين، ستتأثر حركة السياحة في المدن السياحية المطلة على بحر مرمرة تأثيراً سلبياً بالغاً".

وأضاف: "مخاط البحر يؤدي في تعطل مضخات السفن ومحركاتها نتيجة انسداد أنابيب المياه في المضخات، وهذا يحمل أصحاب السفن والصيادين أعباء مالية إضافية".

ولفت أوزتورك إلى صعوبة تنظيف بحر مرمرة من مخاط البحر مؤكدا: "نحتاج إلى معجزة لتنظيف بحر مرمرة من مخاط البحر بشكل كامل، ومن غير الممكن تحديد موعد لتنظيفه وهذا قد يستغرق وقتاً طويلاً، لأن مخاط البحر ليس مادة دخلت البحر من الخارج، بل هي عبارة عن مركبات حية تطلقها الكائنات البحرية وتتكاثر باستمرار في المياه وتكاثرها ناتج عن النيتروجين والفوسفور إضافة إلى زيادة الحرارة وسكون الهواء، حيث لا يمكن أن تزول إلا في الرياح القوية، وفي حال انجرت مع الرياح فستنجر إلى بحر إيجه وستتسبب بتلوثه هو أيضاً" مضيفا: "نحذر منذ 30 عاما من هذا الخطر وضرورة اتخاذ التد�

�بير اللازمة كي لا نواجه مشكلة المخاط البحري وتلوث البحار".

من جانبه، قال رئيس جمعية بيليك دوزو لصيادي السمك وحماية البيئة بمدينة إسطنبول مميش تورجان، في تصريح خاص لوكالة سبوتنيك: "إن سبب تكاثر مخاط البحر في بحر مرمرة يعود إلى انعدام الشواطئ الطبيعية في المنطقة وزيادة عدد المباني على السواحل، وهذا يمنع الطبيعة من تجديد نفسها وتنظيف المخاط البحري بشكل تلقائي بسبب ملء البحر بالأحجار على عمق 4 أمتار لفتح مساحات للبناء وهذا الأمر تسبب بظهور طحالب أدت إلى موت قناديل البحر التي مهمتها التنظيف".

ولفت إلى أن مخاط البحر أعاق حركة صيد السمك نتيجة سده لشبكات الصيد، فضلاً عن تعطل محركات القوارب موضحا أن: "قطاع السمك شهد تراجعاً ملحوظاً بعد ظهور مخاط البحر في مياه بحر مرمرة بسبب إعاقته للصيد من جهة وزيادة موت الأسماك في الآونة الأخيرة لا سيما في فترة تكاثرها نتيجة تلوث مياه البحر من جهة أخرى".

وقال العضو والرئيس السابق لتعاونية المنتجات البحرية في منطقة زيتين بورنو بمدينة إسطنبول عليزار إيشيك في تصريح لوكالة سبوتنيك: "إن مخاط البحر الذي غطى مياه بحر مرمرة قضى على قطاع صيد السمك في مدينة إسطنبول" موضحا: "توقف صيد السمك بشكل كامل في بحر مرمرة نتيجة مخاط البحر الذي طفا على السطح لما يلحقه من أضرار بشباك و صنارات الصيد، فضلاً عن عدم تمكن الصيادين من صيد السمك، وبالتالي توقفوا عن الذهاب".

وأضاف: "حتى لو اصطادوا السمك فلن يتمكنوا من بيعها، لأن الناس تمتنع عن شرائه وأكله خوفاً على صحتهم".

وأكد: "هذا الأمر أثر بشكل سلبي على وضع الصيادين وتجار السمك الذين كانوا قد تعطلوا عن العمل بسبب الإغلاق التام الذي طُبق للحد من انتشار فيروس كورونا والتدابير المتخذة، وحاليا زادت معاناتهم بعد ظهور مخاط البحر الذي أدى إلى توقف حركة الصيد بشكل كامل بالمنطقة".

وأشار إلى أن تجارة السمك تراجعت بنسبة 20 بالمئة بمدينة إسطنبول نتيجة توقف حركة الصيد ببحر مرمرة، إذ لا يذهب للصيد إلا عدد قليل من الصيادين تدفعهم حاجتهم الماسة للمال.

ولفت إلى أن مخاط البحر أدى إلى زيادة موت الأسماك في بحر مرمرة، محذرا من أكل السمك قبل إزالة مخاط البحر من مياه مرمرة.

وأوضح: "أن إزالة مخاط البحر من مياه مرمرة أمر صعب للغاية معللاً ذلك بالقول: "كيف سيتم تنظيف أعماق البحر حتى وإن تمت إزالة مخاط البحر من سطحه!".

أفكارك وتعليقاتك