مشاركون بـ" مؤتمر الأرشيف الوطني" : نشاط الترجمة في الإمارات يؤكد غنى تنوعها الثقافي

مشاركون بـ" مؤتمر الأرشيف الوطني" : نشاط الترجمة في الإمارات يؤكد غنى تنوعها الثقافي

ابوظبي ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 01 يوليو 2021ء) واصل الأرشيف الوطني لليوم الثاني على التوالي أعمال مؤتمره الافتراضي "الترجمة في العصر الرقمي بين التقنيات الحديثة وتحديات النص التاريخي" والذي انطلقت فعالياته أمس .

و قال المشاركون إن ثراء المؤتمر بالجلسات التي تبحث القضايا والتحديات التي تكتنف الترجمة سيمهد الطريق إلى مزيد من التطور والارتقاء بالترجمة في عصرنا الراهن، والذي نحرص فيه على التواصل البناء والمثمر مع العالم.

وكشفت أوراق البحث التي تمت مناقشتها أمس و اليوم أن الترجمة فعل إبداعي يتطلب مجموعة من الشروط والثقافة الواسعة، ونشاط الترجمة في دولة الإمارات وغناها يؤكد غنى التنوع الثقافي في الدولة.

و برهن المشاركون في أوراقهم البحثية على أن الترجمة تعتبر نافذة فكرية ومدخلا حضاريا على فكر العالم يضمن للهوية الإماراتية مزيدا من التواصل مع الآخر وأن الاهتمام بها هو اهتمام بأحد الروافد الأساسية للثقافة مع اتساع مجالات الاتصال بين الشعوب، فمع تحول العالم إلى قرية كونية صغيرة، أضحت الترجمة أمرا حتميا.

(تستمر)

وتتابعت أوراق البحث التي قدمها كبار الأساتذة والمختصين من كبريات جامعات العالم فقد بدأت الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور عبد الله العمري من الأرشيف الوطني صباح اليوم الثاني من المؤتمر تحت عنوان: "الإشكاليات اللغوية والثقافية في الترجمة التحريرية والشفوية" و تحدث فيها البروفيسور مايكل كوبرسون من جامعة كاليفورنيا الأمريكية عن مقاربة قائمة "جزئيا على متون نصية لمطابقة السجلات اللغوية" ونوه إلى أن معظم الترجمات من العربية تعتمد اللغة الإنجليزية القياسية كلغة مستهدفة، وأشار إلى ترجمته الأخيرة لمقامات الحريري و التي تبنى فيها مقاربة مختلفة انسجمت مع اهتمام الحريري بتنوع اللغة وقابليتها للتغيير.

وفي ورقته "سياسات وممارسات الترجمة في العصر الرقمي: وسائط وطرائق جديدة للتسليم وإمكانية الوصول"، قال الدكتور محمد جمال خبير دراسات الترجمة في سيدني: " ارتبطت الترجمة الحديثة في العالم العربي بالتنمية والتطوير على مدى مائتي عام مضت .

وركز جمال على العشرين عاما الماضية منذ التقرير الصادر عن الأمم المتحدة عام 2002 و الذي سلط الضوء على مشهد الترجمة مؤكدا أن الترجمة المرئية والمسموعة حقيقة جديدة في ميدان الترجمة بعد جائحة كوفيد19.

وتحدث البروفيسور إيفان ويليمز من جامعة البريمي في سلطنة عمان، في ورقة "تأصيل الأسلوب والمعنى في ترجمة كتاب "قصر الحصن" من الإنجليزية إلى الإسباني" عن تجربة هذا الكتاب الصادر عن الأرشيف الوطني الإماراتي موضحا أنه يجب على المترجم أن يأخذ بالاعتبار الاختلافات في الدلالة وقيمة الكلمات والعبارات والجمل، والعامل مع قضايا الغموض والتناقض في بعض ما يرد في النصوص المراد ترجمتها.

و في ورقتها البحثية "الترجمة العربية - الكورية: حاضر ومستقبل" قالت الدكتورة نبيلة يون أون كيونغ: " تعد الترجمة من أهم وسائل التبادل الثقافي والحضاري بين الشعوب، وأهم جسر للتواصل بين اللغات والثقافات المتعددة، ولذلك لا يمكن للترجمة أن تتم بأي حال من الأحوال دون فهم عميق للثقافة في اللغة المصدر، ونقلها بما يناسب فهم القارئ لها في اللغة الهدف".

و تحت عنوان: "السيميوسفير .. باعتباره تاريخا للتأويلات: مصطلحات الوثائق نموذجا" قالت البروفيسورة راحيليا جيبولايفا من جامعة باكو في أذربيجان إن الحرف الساكن هو وحدة دلالية ذات مغزى لناقلات لغات الشرق الأوسط، وهذا هو السبب في أن تفسيرات الكلمة من النص الدقيق لها إصدارات متعددة، وللحروف الساكنة معنى بالنسبة إلى السيميائية الأولية إذا كانت على دراية بتاريخ الأبجديات.

وبدأت الجلسة الثانية تحت عنوان "معضلات الترجمة: النصوص والوثائق القديمة نموذجا" و التي أدارها الدكتور خليل الشيخ من مركز اللغة العربية – أبوظبي، بورقة بحثية بعنوان: "إشكالية ترجمة التراث الغنائي: أشعار طاغور نموذجا" للشاعر والمترجم والمؤرخ الإماراتي الدكتور شهاب غانم وقال فيها إن الشعر الموزون يمكن أن يكون شعرا موزونا ينقل المعنى الأصلي للقصيدة كما يمكن أن يكون نثرا بلغة شاعرية ينقل المعنى الأصلي..

وتحدث عن بعض تجاربه الشخصية لأشعار الشاعر الهندي رابندرانات طاغور.

وفي ورقته البحثية "سبر أغوار الشفاهية المترسبة في ترجمة التقاليد الخطابية غير المتوافقة" تحدث البروفيسور وليد بن بليهش العمري من جامعة طيبة السعودية عن تكنولوجيا الكلمة وإدراك تشعباتها التواصلية الواسعة النطاق.

و سعى الدكتور طارق عبدالله فخرالدين رئيس جمعية المترجمين في الكويت في ورقته البحثية "ترجمة النص التاريخي بأبعاده الثلاثة" إلى بلورة مقاربة أكاديمية وعملية للترجمة المترابطة بين اللغتين العربية والإنجليزية لدى تناول نصوص تاريخية تتعلق بمنطقة الخليج العربي.

و أشار البروفيسور يحيى عبد التواب من معهد المسرح في الكويت، في ورقته "الترجمة من اللغة الروسية: ترجمة الوثائق التاريخية الروسية القديمة" إلى أن الوثائق التاريخية الروسية القديمة تحظى باهتمام كبير في روسيا، مثلما تفعل الدول المتقدمة الأخرى لكن ترجمتها إلى لغات أخرى هو شأن يتعلق بأصحاب هذه اللغات.

و في ورقته "الأدب العربي القديم بين التحقيق والترجمة" ناقش البروفيسور أيمن بكر من جامعة الخليج للعلوم و التكنولوجيا في الكويت- أهمية تحقيق التراث الأدبي العربي الشفوي وترجمته مؤكدا أن كليهما فعل معقد وغير حيادي.

و استعرضت الجلسة الثالثة في ثاني أيام المؤتمر، والتي جاءت بعنوان "الترجمة بين التاريخ والهوية"، وأدارتها سمية الهاشمي من الأرشيف الوطني - عددا من الأوراق البحثية أهمها ورقة «القضايا الثقافية ذات الصلة بترجمة الوثائق البرتغالية عن الخليج في القرنين السادس عشر والسابع عشر» للدكتور أدريان دي مان من قسم التاريخ والسياحة بجامعة الإمارات العربية المتحدة وتحدث فيها عن تجربته في نشر بعض الرسائل المختارة حول التجارة والمسائل المالية إلى أو من المسؤولين البرتغاليين في هرمز وأشار إلى أن اللغة البرتغالية تطورت في القرون الأربعة والنصف الماضية مع الظروف الثقافية للزمان والمكان.

و تطرقت البروفيسورة رجاء اللحياني من قسم اللغات والآداب بجامعة الإمارات العربية المتحدة في ورقتها "رحلة المصطلحات العربية المهاجرة عبر الترجمة: دراسة مقارنة" إلى التعبيرات الاصطلاحية مؤكدة أنها أجزاء تقليدية من الكلام غامضة لغويا ومثبتة هيكليا.

و ناقش البروفيسور يحيى محمد محمود من جامعة الإمارات العربية المتحدة، في ورقته "الترجمات المنحازة للوثائق التاريخية البريطانية " الترجمات التي ظهرت في نهاية ستينيات القرن الماضي في بعض البلدان العربية، وأهم تلك الترجمات ترجمة الأوراق البرلمانية التي قدمتها الحكومة البريطانية للبرلمان البريطاني حول دول الخليج العربي.

واستعرض البروفيسور خالد عمران الزوام من جامعة اليكانتي الإسبانية التعابير والتراكيب اللغوية العربية بين التراث والحاضر وإشكالية ترجمتها إلى اللغة الإسبانية: تعريفها ومصادرها ونماذج تطبيقها، فيما توقف البروفيسور العربي الحضراوي من جامعة محمد الخامس المغربية عن خصوصية تدريس الترجمة الأدبية بين شروط النص وشروط اللغة.

و جاءت آخر جلسات اليوم الثاني من المؤتمر تحت عنوان: "الترجمة وآفاق التوقع" وأدارتها الدكتورة عائشة بالخير مستشارة البحوث بالأرشيف الوطني وبدأت هذه الجلسة بورقة بحثية قدمتها البروفيسورة فورجت شاتيريرا زامبوكو من جامعة السوربون أبوظبي ناقشت فيها سبل سد الفجوات الجغرافية واللغوية للوصول إلى المحفوظات الأرشيفية من خلال الترجمة الرقمية، وناقش الدكتور عاطف عباس عبد الحميد أحمد استشاري التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي "تحديات ترجمة مصطلحات التقنية الحديثة: دراسة حالة مجال علم الحاسوب".

وآخر الأوراق البحثية لليوم الثاني من أيام مؤتمر "الترجمة في العصر الرقمي بين التقنيات الحديثة وتحديات النص التاريخي" قدمها الشاعر والإعلامي محمود شرف رئيس مهرجان طنطا الدولي للشعر، وكانت بعنوان: "الترجمة وحوار الحضارات في الألفية الجديدة".

ولاقت جلسات المؤتمر الأربع و أوراقه البحثية في ثاني أيامه تفاعلا كبيرا الجمهور.

أفكارك وتعليقاتك