القوات الأميركية تنسحب من أكبر قاعدة عسكرية أفغانية بدون إبلاغ كابول وتتركها عرضة للنهب

القوات الأميركية تنسحب من أكبر قاعدة عسكرية أفغانية بدون إبلاغ كابول وتتركها عرضة للنهب

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 06 يوليو 2021ء) رحيم الله خوغياني. انسحبت القوات الأميركية من قاعدة باغرام الجوية في محافظة باروان شرقي أفغانستان، ولكن بدون إبلاغ القوات المسلحة الأفغانية، ما جعل القاعدة المهمة عرضة لعمليات سلب ونهب من مدنيين لعدة ساعات​​​.

وقال سكان محليون، لوكالة سبوتنيك، إن القوات الأجنبية غادرت القاعدة في الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضي، بعدما استمر الوجود العسكري الأميركي فيها لمدة تقارب 20 عاما.

وأوضح سيد إسحاق الذي يعيش بالقرب من موقع القاعدة، إنه رأى الموقف بعد انسحاب القوات، وقال لسبوتنيك: "حينما غادر الأميركيون القاعدة الجوية، طلب العمال الأفغان الذين طالما عملوا في القاعدة من أصدقائهم وأقاربهم الحضور إلى القاعدة"، موضحا أنه تم نهب بعض المعدات المتروكة في القاعدة.

(تستمر)

من جانبه صرح مسؤول حكومي أفغاني بارز، لوكالة سبوتنيك، أن القوات الأميركية تركت مولدات كهربائية وسيارات في القاعدة.

وقال المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته: "لسوء الحظ، انسحبت القوات الأميركية من باغرام، ولم يبلغوا القوات الأفغانية في حينها. وبعد أربع ساعات، تلقت وزارة الدفاع الأفغانية ما يفيد بمغادرة القوات الأميركية".

وأشار إلى أن المعلومات وصلت أيضا بأن حشودا في ذلك التوقيت كانت مشغولة بسرقة ما تركته القوات ورائها.

وتقع قاعدة باغرام قرب مدينة شاريكار في مقاطعة باروان الأفغانية، وتم استخدامها من قبل القوات السوفيتية خلال الحرب الأفغانية خلال الفترة 1979-1989، وبعد الغزو الأميركي لأفغانستان في عام 2001. وشكلت القاعدة مركزا للعمليات الأميركية الاستراتيجية في البلاد.

وفي أحد الأسواق بالقرب من باغرام، كانت تباع المحتويات التي تم نهبها من القاعدة، وقال مواطن فضّل عدم الكشف عن هويته أن المركبات العسكرية كانت أيضا يتم سرقتها من القاعدة.

فيما أوضح المصدر الحكومي أن "بعض المركبات قد سرقت أيضا، بدأ سكان شاريكار في سرقة المحتويات المهمة في القاعدة، ونجح بعضهم في ذلك فيما أفشلت قوات الجيش الأفغاني مخططات آخرين".

وبحسب معلومات حصلت عليها سبوتنيك، فقد تركت القوات الأميركية 120 مركبة في ساحة انتظار بقاعدة باغرام، وسُرق عدد منهم بالطبع.

ولم ترد وزارة الدفاع الأفغانية على محاولات الاتصال مرارا لمعرفة تفاصيل بشأن هذا الأمر.

وأوضحت الوزارة بعد إعلان تسلمها القاعدة، أنها قواتها تتمركز بداخلها وتعمل على إصلاح مناطق بهان فيما تم تسليم السجن فيها إلى مديرية السجون الوطنية الأفغانية.

وتعد قاعدة باغرام الأكبر في أفغانستان، ويقول اللواء المتقاعد عتيق الله أمرخيل، الذي عمل كقائد للقوات الجوية خلال حكم الرئيس السابق محمد نجيب الله، إن القاعدة لها أهمية كبيرة حيث كانت مجهزة بدرجة كبيرة إبان خدمته، لكنه أوضح أنه لا يمتلك معلومات حول مدى تجهيزها من الجانب الأميركي حاليا.

وتابع حديثه لسبوتنيك قائلا أنها "قاعدة استراتيجية، وكانت خلال حكومة نجيب الله تحتوي على عدد كبير من المعدات العسكرية والطائرات، وبينها مصانع إصلاح الطائرات".

وصرح أيضا: "لأوضح، كل شئ كانت تحتاجه القوات كان موجودا في القاعدة آنذاك، لكن الآن أخبرني صديق لي عمل هناك، أنه لا توجد معدات حاليا".

ولم تكن قاعدة باغرام الوحيدة التي تعرضت للنهب بعد انسحاب القوات الأميركية، ففي عامي 2013 و2014، حينما بدأت القوات الأفغانية في تحمّل مسؤولية الأمن في البلاد، انسحبت القوات الأجنبية من قواعد وتم نهبها أيضا.

كان الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية، فؤاد أمان، أكد الجمعة الماضية، أن القوات الأميركية غادرت بالكامل قاعدة باغرام الجوية الأكبر في أفغانستان؛ مشيرًا إلى سيطرة قوات الأمن في البلاد عليها.

يذكر أن الإدارة الأميركية أعلنت في وقت سابق أنها ستبدأ بحلول الأول من أيار/مايو، الانسحاب وبحلول 11 أيلول/سبتمبر ستكمل سحب القوات من أفغانستان بالتنسيق مع الحلفاء.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم الثلاثاء، بالفعل انسحاب ما يزيد عن 90 بالمئة من قواتها من أفغانستان.

أفكارك وتعليقاتك