الأمم المتحدة: لا تقدم في محادثات اليمن وتعيين مبعوث جديد فرصة لتقييم نهج الوساطة

الأمم المتحدة: لا تقدم في محادثات اليمن وتعيين مبعوث جديد فرصة لتقييم نهج الوساطة

القاهرة، 23 أغسطس - ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك) - أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، عدم تحقيقها أي تقدم في وقف إطلاق النار في اليمن، واعتبرت تعيين مبعوث جديد لها فرصةً لتقييم نهج الوساطة، مؤكدةً استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلد الذي يمزقه الصراع منذ نحو 7 أعوام.

وقال الأمين العام المساعد في إدارتي الشؤون السياسية وشؤون بناء السلام، وعمليات السلام بالأمم المتحدة، محمد الخياري، خلال إحاطة قدمها إلى جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن التطورات في اليمن، إن "من المؤسف منذ انعقاد آخر جلسة للمجلس بشأن اليمن لم يتحقق أي تقدم آخر في الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق يستند إلى خطة النقاط الأربع المقدمة إلى الأطراف، والتي تتألف من وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإعادة فتح مطار صنعاء وتخفيف القيود المفروضة على تدفق الوقود والسلع الأساسية الأخرى عبر ميناء الحديدة واستئناف المفاوضات السياسية ال

مباشرة بين الأطراف اليمنية".

(تستمر)

وأضاف "لقد استمر الحوثيون في اشتراط فتح موانئ الحديدة ومطار صنعاء، فضلاً عن إنهاء ما يسمونه (العدوان والاحتلال) قبل استئناف مشاركتهم في عملية السلامЛ وقد كرر رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين هذا الموقف بالتزامن مع مناسبة عيد الأضحى"​​​.

وتابع: "لم تُستأنف بعد المفاوضات التي سهلتها المملكة العربية السعودية بشأن اتفاق الرياض والتي كانت تركز على عودة رئيس الوزراء وغيره من الوزراء إلى عدن بعد عطلة العيد في شهر يوليو/تموز. ولم يُحدد أي موعد لاستئناف هذه الجهود".

وأكد المسؤول الأممي "حيوية إحراز تقدم سريع بشأن تنفيذ اتفاق الرياض لمعالجة التوترات في الجنوب، خاصة وأن الحالة الأمنية في عدن والمحافظات الجنوبية لا تزال تتدهور ويتفاقم الوضع بسبب استمرار المشاكل المتعلقة بتوفير الخدمات الأساسية، بما في ذلك إمدادات الكهرباء، رغم التحويلات السعودية لمنح الوقود".

وبشأن المستجدات العسكرية في اليمن، قال الأمين العام المساعد في إدارتي الشؤون السياسية وشؤون بناء السلام، إن "النشاط العسكري لا يزال بين مدٍ وجزر. فقد تم رصد قتال متقطع في محافظات الجوف وتعز، ولكن يبدو أن مأرب تظل هي المحور الاستراتيجي الرئيسي".

وذكر أن "الحوثيين تمكنوا من قلب المكاسب الأولية التي حققتها القوات اليمنية بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية في البيضاء الواقعة جنوب مأرب"، مؤكداً "تقدم الحوثيين الآن شمالًا حول الحدود بين محافظتي مأرب وشبوة".

وحذر من "الطرق الرئيسية المؤدية إلى مأرب أصبحت الآن أكثر تهديداً على نحو خطير استناداً إلى التطورات المستمرة في الوضع العسكري"، موجهاً نداء إلى جميع الأطراف بـ "أن تنهي تماماً وفوراً هذه المحاولات لتحقيق مكاسب على الأرض بالقوة".

وعن حالة الاقتصاد اليمني، قال المسؤول الأممي إن "الوضع الاقتصادي الصعب واضح وملموس في مختلف أنحاء البلاد"، موضحاً أن "قيمة الريال اليمني استمرت في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في التدهور، ووصلت إلى مستوى قياسي من الانخفاض، حيث بلغت قيمة التداول 1000 ريال للدولار الواحد".

وذكر أن "الفجوة في أسعار الصرف بين صنعاء وعدن ارتفعت إلى نحو 400 ريال"، مشيراً إلى "تهديد المجلس الانتقالي الجنوبي مؤخرا بفرض سعر صرف محلي مستقل في عدن ومناطق أخرى تحت سيطرته في جنوب اليمن"، معتبرا أن ذلك من شأنه "زيادة تعقيد الجهود الرامية إلى تحقيق انتعاش اقتصادي متماسك".

وأشار إلى "تفاقم أزمة إمدادات الوقود ولا سيما في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون"، مضيفاً: "منذ بداية تموز/يوليو. لم يتم منح تصاريح الرسو في ميناء الحديدة إلا لثلاث سفن وقود لمصانع من القطاع الخاص، وقد أرغِمت إحدى السفن على العودة إلى منطقة المرسى بسبب امتلاء خزانات الوقود في الحديدة كما زُعِم. ولا تزال هناك ثلاث سفن في منطقة سيطرة التحالف".

ودعا المسؤول الأممي، الحكومة اليمنية إلى "السماح على وجه السرعة بدخول سفن الوقود إلى الحديدة دون تأخير"، مشدداً على "وجوب امتناع جميع الأطراف عن تسليح الاقتصاد، لا سيما في ضوء الحالة الإنسانية الحرجة في البلاد".

واعتبر "تعيين السيد غروندبرغ مبعوثاً خاصاً جديداً إلى اليمن فرصة للبناء على الجهود الهائلة التي بذلها مارتن غريفيث عندما كان مبعوثاً خاصاً، ولتقييم نهج الوساطة وتركيز العمل على التغلب على العقبات التي لا تزال أمامنا".

وشدد على "ضرورة أن تُستأنف العملية السياسية الشاملة التي يقودها اليمن للتوصل إلى حل تفاوضي للصراع"، داعياً جميع الأطراف وأصحاب المصلحة، بما في ذلك مجلس الأمن، إلى "تقديم دعمهم وتعاونهم الكاملين إلى السيد غروندبرغ في جهوده المقبلة".

أفكارك وتعليقاتك