خبير سعودي يرجح تكثيف التنسيق السعودي الروسي لحفظ الاستقرار في آسيا الوسطى وأفغانستان

خبير سعودي يرجح تكثيف التنسيق السعودي الروسي لحفظ الاستقرار في آسيا الوسطى وأفغانستان

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 25 أغسطس 2021ء) جميل الماس. رأى الكاتب السياسي عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم السياسية، سليمان العقيلي، اليوم الأربعاء، أن على المملكة العربية السعودية ملء الفراغ الناتج عن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، لكي لا يُملأ هذا الفراغ من قبل خصوم المملكة، واستخدام هذه الدولة الاستراتيجية من آسيا لزعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي، مرجحا قيام المملكة بالتنسيق مع روسيا لحفظ الاستقرار في أفغانستان ومنطقة آسيا الوسطى​​​.

وقال الخبير لوكالة "سبوتنيك"، في حديثه عن أفغانستان والموقف السعودي من الاعتراف بطالبان " أعتقد أن موقف المملكة العربية السعودية يعتمد على نوعية الحكومة في كابول إذا كانت تشاركية وإذا كانت منفتحة على العالم الخارجي، وممثلة تمثيلاً ملائماً للشعب الأفغاني، وأن المملكة سوف تعتني بعلاقات جيدة مع أفغانستان، لأن هذه الدولة، دولة إسلامية يأتي منها الحجاج والمعتمرون، ولا بد من وجود قنصليات وممثليات دبلوماسية ترتب أمور الحج والعمرة على الأقل، كما أن للملكة العربية السعودية مصالح مع الشعب الأفغاني والعكس كذلك".

(تستمر)

كما دعا الكاتب السعودي إلى عدم ترك الفراغ في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي وأوضح" أن ترك أفغانستان لحالها أو لخصوم المملكة أمر غير ملائم لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج".

وتابع بقوله "في تقديري إن الرياض ستنفتح على السلطة الجديدة في أفغانستان وستعتمد سياسة برغماتية، تعتني بالمصالح المشتركة وبالتنسيق الأمني والتفاهم السياسي، وهذه مصلحة مشتركة للجانبين".

ويرى الخبير السعودي أن الجلاء الأميركي من أفغانستان سيترك فراعا سيسعى العديد من الأطراف لملئه وربما قد يكون من هذه الأطراف من هو خصم لمنطقة الخليج والجزيرة العربية ويجعل من أفغانستان ساحة لتصدير العنف إلى المنطقة، حسب قوله، مضيفاً بأن "ترك الفراغ الأفغاني ليملأ كيف ما اُتفق أمر خطير على الأمن والاستقرار في منطقة آسيا الوسطى وجنوب آسيا ومنطقة الخليج"

وعبر عن رأيه بأنه " لابد من التواصل مع الحالة الأفغانية، أولاً، كي يتم دفع السلطة الجديدة إلى تحسين أدائها السياسي، وثانيا، لضمان بأن لا تكون الساحة الأفغانية مصدراً لهز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية".

كما توقع الخبير السعودي بأن يكون هناك تنسيق عالي المستوى بين روسيا والسعودية بشأن أفغانستان وقضايا الأمن والسلام في آسيا الوسطى، قائلاً :" السعودية معنية بهذه المناطق كساحة من الممكن أن تكون مصدر تهديد لأمنها الوطني، لذا فإن التنسيق سيكون مع روسيا في الدرجة الأولى، في حفظ الأمن والاستقرار في آسيا الوسطى وفي أفغانستان في الدرجة الأولى".

وأضاف العقيلي " أثبت التنسيق الروسي السعودي أن له فؤاد جما على الأمن والاستقرار والسلام وأن المملكة العربية السعودية ثبت لها نجاح التعاون مع روسيا التي تتعامل مع أصدقائها تعاملاً ندياً، تحترم السيادة الوطنية للدول الأخرى وتقدر عالياً المصالح المشتركة مع أصدقائها".

ووصف الكاتب السعودي خروج القوات الأميركية بتلك الطريقة التي تابعها الجميع، بالفوضوية والعشوائية، معربًا عن أمله "أن لا يكون الانسحاب الأميركي العشوائي من أفغانستان مماثلاً لما حدث في العراق، عندما بدأ الانسحاب في 2010 فملأ الفراغ تنظيم داعش الإرهابي (المحظور في روسيا)، واحتلت ثلث الأراضي العراقية".

وأردف قائلا بهذا الصدد " هذه التجربة تعطي رسالة لجميع الحلفاء على أن لا يعتمدوا على القوة الأميركية في تأمين السلام والاستقرار في بلدانهم وفي المنطقة، أو الأمن الإقليمي والدولي، وأن يكون هناك اعتماد على الذات بالدرجة الأولى وتوسيع مصادر الشركاء الدوليين حتى لا تؤثر مثل هذه الخطوة الانسحابية على أي منطقة أخرى في العالم ، فيما لو حصلت نسخة جديدة مثل تلك التي حدثت في أفغانستان".

وواصل القول بأن " هذه التجربة في أفغانستان تمثل درساً أو رسالة لحلفاء الولايات المتحدة أولاً، ثم لشعوب الدول التي تتطلع إلى السيادة الوطنية وإلى الاستقرار، في أن تنحو نحوًا معتدلاً ومنفتحاً على بعضها وأن تعتمد معادلة الشراكة الوطنية لإغلاق النوافذ على التدخلات الأجنبية في الأمن الوطني".

وفي حديثه حول إسقاطات الوضع في أفغانستان على منطقة الخليج وسيطرة طالبان على مفاصل الدولة في هذا البلد، يرى العقيلي أن أفغانستان بموقعها الواصل بين جنوب آسيا، وآسيا الوسطى، وقربها من منطقة الخليج، منطقة مؤثره على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج، وأن أي تطور في أفغانستان إيجاباً أو سلباً سيؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.

وبحسب ما يرى الخبير السعودي فإن هذا التأثير " ليس فقط بسبب عامل الجغرافيا وإنما التاريخ والثقافة والعلاقات العميقة بين الجزيرة العربية وأفغانستان" وأيضا تواجد" جالية أفغانية كبيرة في المملكة العربية السعودية، منوهاً إلى أن " التأثير الأفغاني في المنطقة واضح، وتجلى في أزهى صوره في الجهاد الأفغاني في الثمانينات، وموجة الإرهاب التي عمت المنطقة في التسعينات وفي الألفية الجديدة ".

أفكارك وتعليقاتك