النساء الأفغانيات يعدن إلى اقتناء البرقع تحسبا لعودة طالبان إلى فرضه بالقوة

النساء الأفغانيات يعدن إلى اقتناء البرقع تحسبا لعودة طالبان إلى فرضه بالقوة

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 05 سبتمبر 2021ء) رحيم الله خوغياني. مع سيطرة حركة طالبان الإسلامية المتشددة (المحظورة في روسيا) بالقوة على السلطة أفغانستان، وهروب رئيس البلاد إلى خارج البلاد؛ عادت النساء الأفغانيات إلى اقتناء الحجاب وبقية المستلزمات، التي طالما طالبت الحركة بالتزام النساء والفتيات بارتدائها​​​.

وعلى الرغم من أن طالبان لم تتخذ موقفا محددا بشأن ارتداء النساء الحجاب والبرقع، وتغطية الجسم والوجه بالكامل؛ ازداد الإقبال على شراء هذه "المستلزمات" النسائية، خوفا من عقاب محتمل من قبل عناصر الحركة المنتشرين في العاصمة كابول وباقي مدن وقرى البلاد.

ويرجع هذا التخوف، لما عانته الأفغانيات من سياسات طالبان في التسعينيات، عندما حكمت البلاد لسنوات؛ حيث طاردت عناصرها النساء في كل مكان، واعتدت عليهن بالضرب لأسباب مختلفة، من بينها تواجدهن بمفردهن في الشوارع، أو عدم ارتداء برقع أو حجاب.

(تستمر)

كما وصل الخوف بالنساء في أفغانستان، إلى التهافت على المحال التجارية لشراء البرقع؛ على الرغم من أنه لم يتم الإبلاغ حتى الآن عن أي حادث في أي ولاية أو مدينة، قامت فيها عناصر الحركة بضرب امرأة أو الاعتداء عليها لعدم ارتدائها الحجاب.

وفي سوق "أحمد شاه بابا مينا" شرقي العاصمة كابول، تحدثت "سبوتنيك" إلى امرأة تُدعى نازيا، تبلغ من العمر 50 عامًا، أتت إلى السوق لشراء براقع لبناتها.

وقالت، "خرجت اليوم لشراء حجابين وبرقعين لبناتي .. على الرغم من أن بناتي لا يرغبن في لبس البرقع".

من جهته، قال رشيد أحمد، صاحب متجر لبيع الحجاب والشادور والبراقع في السوق، لـ "سبوتنيك"، "مبيعات الحجاب والشادور زادت"؛ موضحا بأنه لم يشتر أحد البرقع إبان الحكم السابق، وكان الاهتمام الأكبر لدى النساء بالحجاب الشرعي.

وترتدي نحو 70 بالمائة من النساء الأفغانيات الحجاب، فيما 10 بالمائة منهن يظهرن بالبرقع في طرقات المدن؛ كما أن هناك الكثير منهن لا يبدين استعدادا لارتداء هذا أو ذاك، تحت أي ظرف من الظروف.

وقالت مريم لـ "سبوتنيك"، "أنا في الصف الثاني عشر، سأذهب إلى المدرسة مثلما كنت أذهب. ما زلت أرتدي نفس الملابس، كما اعتدت الذهاب إلى السوق، دون حجاب أو شادور؛ وسأعود مرة أخرى، ولن يفعل أحد شيئا".

وأضافت هذه الفتاة الأفغانية، "لست مجبرة على ارتداء الحجاب أو الشادور".

وفي السياق، أكد رجل الدين الأفغاني، جول رسول، لـ "سبوتنيك"، أن البرقع ليس جزءًا من الثقافة الإسلامية، ولكنه أشار إلى ضرورة لبس النساء الحجاب فقط.

وقال جول رسول، "البرقع ليس في الثقافة الإسلامية إطلاقاً ..هناك حجاب، لكن هناك اختلافا حول الحجاب، يتمثل في أن البعض يرى أن الوجه لا يدخل ضمن الحجاب، في حين يؤكد البعض الآخر وجوب إخفاء وجه المرأة ضمن الحجاب".

وخرجت النساء الأفغانيات إلى الشارع بلا حجاب للاحتجاج ثلاث مرات، منذ استيلاء طالبان على كابول؛ وأجرت الصحفيات الأفغانيات مقابلات مع عناصر الحركة الأفغانية، دون حجاب.

وتتحفظ حركة طالبان، حتى الآن، عن الإعلان بشأن شكل الملابس التي يجب أن ترتديها المرأة قبل مغادرة منزلها.

وكانت القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) بدأت الانسحاب من أفغانستان، في أيار/مايو الماضي؛ وتزامن معه سقوط الولايات الأفغانية في أيدي عناصر طالبان، والتي سيطرت، في 15 آب/أغسطس، على كابول.

وبنهاية يوم 31 آب/أغسطس الماضي، استولت حركة طالبان على مطار كابول كاملا، بعد ساعات من إقلاع آخر طائرة عسكرية أميركية منه وخروج القوات الأجنبية نهائيا من أفغانستان؛ ليعقبه احتفال مسلحي الحركة بهذا الانسحاب معبرين عن فرحتهم بعودة "النظام الإسلامي".

وتأتي عودة "النظام الإسلامي"، مترافقا مع عدد من السياسات التي تتبعها طالبان بحق الشعب الأفغاني، وخصوصا النساء والفتيات، في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة، كالعمل والتعليم والزي وغيرها.

أفكارك وتعليقاتك