خبراء: العراق قد يكون أحد المخارج التي تبحث عنها واشنطن لتوطين اللاجئين الأفغان

(@FahadShabbir)

خبراء: العراق قد يكون أحد المخارج التي تبحث عنها واشنطن لتوطين اللاجئين الأفغان

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 07 سبتمبر 2021ء) أحمد شهاب الصالحي - قد لا يختلف كثيرون في ان الإدارة الأميركية تأخرت كثيرا وربما إلى حد الفشل في التعامل مع ملف المواطنين الأفغان المتعاونين معها قبل انسحاب القوات الأميركية من الساحة الأفغانية، وقد اتضح ذلك من خلال تدفق عشرات الآلاف من المواطنين الأفغان إلى المطار في محاولة لإيجاد مخرج آمن العاصمة كابول ، إضافة إلى محاولة أفغان التشبث بطائرات عسكرية أميركية أثناء إقلاعها في مشهد يؤكد مراقبون انه سبب إحراجا كبيرا للإدارة الأميركية والدول المتحالفة معها ودفع باتجاه تسريع خطوات معالجة ملف المتعاونين عبر نقلهم بطا

ئرات عسكرية إلى دول خليجية عربية، كأماكن إيواء مؤقتة، لحين الاتفاق على توطينهم في دول أخرى.

(تستمر)

العراق قد يكون أحد المخارج التي تبحث عنها واشنطن لتوطين اللاجئين الأفغان

رغم نفي مصادر مطلعة في الحكومة العراقية ( رفضت الكشف عن هويتها ) في حديث لـ"سبوتنيك" تقديم واشنطن مقترح للعراق بتوطين اللاجئين الأفغان، إلان أن خبراء في الشأن العراقي يؤكدون وجود مؤشرات على نية الإدارة الأميركية توطين اللاجئين الأفغان في مناطق تتواجد فيها القوات الأميركية في المنطقة ومنها العراق وتحديدا قرب قاعدة "عين الأسد" العسكرية في محافظة الأنبار غربي البلاد ​​​.

وفي هذا الصدد، يقول الخبير الاستراتيجي أحمد الشريفي في حديث لـ"سبوتنيك" " إن المعلومات في هذا الموضوع شحيحة لعدم وجود نفي أو تأكيد، لكن التوقعات تشير إلى أن هناك ضاغط على الولايات المتحدة الأميركية في مسألة المناورة بحلفائها للمجيء بهم إلى المناطق التي لا زالت الولايات المتحدة تتواجد فيها وقضية الأنبار هي جزء من هذه المعادلة لان الوجود الأميركي هو وجود دائم في قاعدة عين الأسد في الأنبار ".

وأضاف انه "في هذه القاعدة مجال على مستوى الأرض والفائض الجغرافي الموجود في هذه المحافظة وعدم وجود سكان محليين يعطي فرصة للولايات المتحدة في أن تستثمر هذه الأرض التي هي حول قاعدة عين الأسد ما يمكنها من توفير حماية على اعتبار أن من سيتواجدون هم حلفائها وبنفس الوقت تغلق ثغرة في مسألة نقلهم والمجيء بهم إلى منطقة آمنة ".

توطين اللاجئين الأفغان وصفقة القرن

ويربط الشريفي بين توطين اللاجئين الأفغان في العراق وبين "صفقة القرن ، إذ يقول حول ما إذا كان الموضوع قد طرح خلال القمة التي عقدت في بغداد "مؤتمر بغداد للشراكة والتعاون " نهاية الشهر الماضي " اعتقد الموضوع بعيد عن قمة بغداد، هذا الموضوع ضمن تسوية بعيدة المدى ، وإذا تحدثنا عن صفقة القرن لا نستطيع أن نتحدث فقط عن قمة بغداد والعراق ، صفقة القرن تشمل كل الفضاءات الموجودة في المنطقة بما فيها مفهوم الدولة البديلة بالنسبة للأردن ".

وحول موقف الحكومة العراقية في حال قررت الإدارة الأميركية فعلا توطين اللاجئين في العراق ، أكد الشريفي "اعتقد الحكومة العراقية ماضية باتجاه تبني خيار التوافق الدولي بصرف النظر عن موافقة بقية الشركاء أو الحلفاء في العملية السياسية إضافة إلى أن الضاغط الدولي يمثل عنصرا يمتلك قدرة فرض الإرادة على المنتظم السياسي وبالتالي يستطيع أن يضغط لينتزع قرارات حتى ولو كانت تستهدف السيادة العراقية ".

العراق لا يمتلك المقومات لتوطين اللاجئين الأفغان

ورغم تأكيد المحلل السياسي العراقي علي البيدر، وجود تسريبات تشير إلى وجود نية لتوطين نحو عشرة آلاف أفغاني من الطائفة الشيعية في العراق، إلا انه يشدد في الوقت نفسه على ان العراق لا يمتلك المقومات لاستضافة اللاجئين الأفغان ، فيما لم تنجح المحاولات بالحصول على تعليق رسمي من الحكومة العراقية أو وزارة الهجرة والمهجرين في البلاد حول الموضوع .

ويقول البيدر في حديث لـ"سبوتنيك" " هناك تسريبات بهذا الخصوص لكني أراها بعيدة عن الواقع خصوصا في هذه الفترة وربما يعيد هذا الموضوع حالة من الصراع الطائفي أو المناكفات الطائفية سيما وان ما يشاع ان هؤلاء الأفغان هم من الطائفة الشيعية ".

وأضاف "العراق لا يمتلك المقومات كونه غير قادر على توفير خدمات أو حماية وإدارة هذه المخيمات أو المعسكرات التي يقطنها الأفغان، كل هذه الأمور تجعل العراق بعيد عن احتضان هكذا جالية وهكذا عدد أشيع عنه انه بحدود عشرة آلاف أفغاني ".

دول خليجية قد تساهم في الضغط على الحكومة العراقية

ولا يستبعد البيدر أن يكون لبعض الدول الخليجية دور في موضوع توطين اللاجئين الأفغان بالعراق لإبعادهم عن أراضيها، قائلا: " كما هو معروف الحكومة العراقية أو القرار السيادي العراقي خاضع لأجندات سواء لإيران أو الولايات المتحدة الأميركية وقسم من الدول الإقليمية الفاعلة في المنطقة وربما تستسلم لتلك الضغوط إن كانت موجودة فعلا على الأرض ".

ويخلص إلى القول: " قد يكون هناك ضغط خليجي في الموضوع، فربما هذه الدول تحاول إبعاد هؤلاء اللاجئين عن أراضيها واختيار العراق ساحة لهم بدلا عنهم خاصة إذا كانت هناك ضغوطات أميركية بهذا الاتجاه ".

أفكارك وتعليقاتك