اليمن.. "أنصار الله" تدعو التحالف العربي للانخراط في إجراءات بناء الثقة تمهد لمفاوضات سلام

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 22 سبتمبر 2021ء) أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في صنعاء، مهدي المشاط، اليوم الثلاثاء، الاستعداد للانخراط في مفاوضات سلام، معتبراً القيود التي يفرضها التحالف العربي بقيادة السعودية على المنافذ التي تديرها الجماعة، تعرقل تحقيق السلام في اليمن.

وقال المشاط في كلمة متلفزة له بمناسبة الذكرى السابعة لسيطرة "أنصار الله" على السلطة في اليمن، نشرت نصها وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في نسختها التي تديرها الجماعة في صنعاء "نؤكد حرصنا على السلام الدائم والشامل واستعدادنا التام للانخراط في مفاوضات جادة وحقيقية، ونحمل طرف العدوان (في إشارة إلى التحالف العربي) المسؤولية الكاملة عن إعاقة وعرقلة السلام جراء تمسكه بالحصار المستمر واستعماله كسلاح عسكري وتفاوضي".

(تستمر)

وأضاف "ندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى إدانة الحصار والعمل على وقفه باعتباره جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وعملا تعسفيا يتنافى مع أخلاق الحروب وينتهك كل القوانين والقرارات والمواثيق الدولية والإنسانية، وهو فوق ذلك عمل إجرامي يتسبب في مضاعفة معاناة الشعب اليمني العزيز ويتسبب في وفاة الكثير من المحتاجين للسفر".

واعتبر رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء أن "الحصار يتنافى تماما مع حسن النوايا ومقتضيات بناء الثقة وتنعدم معه الأجواء الداعمة لنجاح أي جهود قد تبذل في طريق السلام، ويفرغ جهود المبعوث وكل أحاديث السلام عن محتواها، وينطوي على إعاقة واضحة تنفي أي إمكانية لعقد المفاوضات".

ودعا المشاط قيادة التحالف العربي إلى "مراجعة حساباتها وسياساتها العدائية تجاه اليمن والوقوف بجدية على مآلات 7 سنين حرب، وعلى طبيعة المستجدات والمتغيرات القائمة والقادمة محليا وإقليميا ودوليا، وإدراك كارثية الاستمرار في الحرب وخطورة الاستمرار في إطلاق صداقاتها وعداواتها بالاتجاهات الخاطئة"، على حد قوله.

كما دعا قيادةَ التحالف إلى "التعاطي الإيجابي مع مبادرة قائد الثورة (يقصد زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي) حول مأرب، والانخراط العملي في إجراءات بناء الثقة وفي مقدمة ذلك الإفراج الفوري عن سفن الوقود ورفع الحصار، والشروع في الإفراج عن الأسرى وغير ذلك من المعالجات الإنسانية والاقتصادية وصولاً إلى مفاوضات تنهي الحرب وتعالج تداعياتها وتنقل البلدين الجارين من استراتيجيات الحرب إلى مربع السلام والأمن على أساس من احترام سيادة البلدين وحسن الجوار والمصالح المشتركة".

وأعرب رئيس "السياسي الأعلى" عن "سخط الشعب تجاه الدور العدائي الذي تلعبه بريطانيا"، داعياً الشعب البريطاني وكل جهات الضغط في المملكة المتحدة إلى "مغادرة الصمت ووضع حدٍ لتصرفات الحكومة البريطانية التي جلبت لشعبها العار بسلوكها العدواني والبشع تجاه الشعب اليمني"، على حد تعبيره.

واتهم المشاط الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بـ "التعاطي المضلل للرأي العام العالمي تجاه موضوع السلام في اليمن".

ووجه القيادي في "أنصار الله" انتقاداً لاذعاً للأمم المتحدة، متهماً إياها بالتسبب في إطالة أمد الصراع في اليمن والانحياز إلى طرف التحالف.

وقال: "الأسلوب الأممي والدولي بشكل عام واحدٌ من أهم أسباب إطالة الحرب في اليمن باعتباره أسلوباً يفتقر للحياد والموضوعية ولا يساعد على تحقيق السلام، وما يزال منحازا ضد الشعب اليمني وآماله وتطلعاته".

ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام مواجهات بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق واسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.

وتسبب الصراع الدامي بمقتل وإصابة مئات الآلاف من المواطنين اليمنيين، وكذلك العسكريين في الجانبين؛ فضلا عن نزوح كبير للسكان، وتدمير البنية التحتية الأساسية للبلاد، وانتشار الأوبئة والأمراض.