فوز اليمين في الانتخابات الألمانية قد يؤثر سلبا على العلاقات التركية الأوروبية – نائب تركي

(@FahadShabbir)

فوز اليمين في الانتخابات الألمانية قد يؤثر سلبا على العلاقات التركية الأوروبية – نائب تركي

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 26 سبتمبر 2021ء) سماهر قاووق أوغلو. حذر إسماعيل إمره قرايل رئيس اللجنة البرلمانية التركية الأوروبية، من أن فوز اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية الألمانية التي تجرى اليوم، الأحد، قد يعقد المشاكل بين برلين وأنقرة، ويؤثر سلباً على العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي

وقال قرايل، في تصريح لوكالة سبوتنيك، إن "العلاقات بين ألمانيا وتركيا ليست على المستوى المطلوب، ونأمل أن تساهم نتائج الانتخابات في ألمانيا وتشكيلة الحكومة الجديدة في تطوير العلاقات بين البلدين"​​​.

وأضاف: "نأمل ألّا يؤثر صعود اليمين المتطرف في ألمانيا على السياسة الألمانية بشكل سلبي، وألّا تفوز في الانتخابات تشكيلة تتبنى موقفاً عدائياً من المسلمين والأتراك والأجانب، لأن هذا الاتجاه في السياسة الألمانية قد ينعكس سلباً على السياسة الأوروبية بشكل عام، وعلى العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بشكل خاص".

(تستمر)

وحول تأثير نتائج الانتخابات الألمانية على العلاقات بين تركيا والاتحاد  الأوروبي، قال قرايل، وهو نائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، "من المعروف أن ألمانيا بلد له نفوذ وتأثير كبير في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، لذا لا بد أن تؤثر نتائج الانتخابات على العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي وعلى موقف الاتحاد من تركيا بسبب مكانة ألمانيا فيه، لذلك نولي أهمية لهذه الانتخابات".

وحول إمكانية توصل تركيا وألمانيا لحل في مسألة الهجرة بعد الانتخابات، نبه البرلماني التركي إلى أنه "في حال فاز اليمين المتطرف في الانتخابات الألمانية فإن الأمور ستتعقد أكثر مما هي عليه، وقد يصعب حل المشاكل، لأن مواقفهم ووعودهم الانتخابية مختلفة تماماً".

من جانبه قال جان بايدارول الخبير التركي في شؤون الاتحاد الأوروبي: "بحسب التوقعات الأولية يبدو أن أرمين لاشيت (مرشح المسيحيين الديمقراطيين المحافظين) قد يتراجع في الانتخابات، وبالتالي هناك توقعات حول فوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إلا أنه لا يزال هناك نسبة 21 بالمئة من الناخبين المترددين".

وأضاف: "فوز لاشيت في الانتخابات البرلمانية الألمانية هو السيناريو الأفضل بالنسبة لتركيا. لاشيت معروف بصداقته لتركيا وقربه منها، كما يؤكد سعيه لرفع مستوى العلاقات بين تركيا وألمانيا لتصبح أفضل مما كانت عليه في عهد (المستشارة الألمانية) أنغيلا ميركل".

وتابع بايدارول، وهو نائب رئيس جمعية الاتحاد الأوروبي الدولية للأبحاث، "السيناريو الأسوأ بالنسبة لتركيا هو تشكيل ائتلاف بين حزبي الديمقراطي الحر وتحالف الخضر، وهنا تظهر أهمية نسبة الأصوات التي سيحصل عليها كلا الحزبين، إذ أنّه في حال أصبح حزب تحالف الخضر ثاني أكبر حزب في الائتلاف فسيتم تعيين وزير خارجية منه، وهو حزب لديه نظرة سلبية تجاه تركيا، وقد يستمر في خلق مشاكل لها بما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان وانتهاكها".

ورأى أن فوز الليبراليين في الانتخابات البرلمانية الألمانية لن يغير من العلاقات بين البلدين وستستمر كما هي عليه، كما أنه في حال تشكيل ائتلاف بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وبين المسيحيين الديمقراطيين المحافظين، فهذا لن يغير مسار العلاقات بين تركيا وألمانيا وستبقى كما هي عليه".

وحول تأثير نتائج الانتخابات الألمانية على العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، قال الخبير التركي: "لا أتوقع أن تفتح نتائج الانتخابات الأفق في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، لأن قرار مفوضية الاتحاد الأوروبي الذي صنف تركيا ضمن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحيث لم تعد مرشّحة لتكون عضواً كاملاً في الاتحاد، وبالتالي في حال فوز لاشيت من الممكن أن تصحح ألمانيا هذا القرار"، مستبعداً أن تحصل تركيا على العضوية الكاملة في الاتحاد على المدى القريب".

كما لفت الباحث بايدارول إلى أن "مسألتي تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي ورفع تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي عن الأتراك هما من أهم المسائل التي يجب حلها حالياً"، مؤكدا أنه في حال تم حلهما بشكل يريح الرأي العام التركي فمن الممكن أن نعتبر أن العلاقات بين الجانبين تمضي في مسارها الصحيح نسبياً".

وفيما يتعلق بتأثير نتائج الانتخابات الألمانية على مشكلة الهجرة، قال بايدارول: "هذه المسألة مرتبطة بقدر كبير بما ستفعله روسيا والولايات المتحدة الأميركية بمحافظة إدلب أكثر من تركيا وألمانيا"، لافتاً إلى أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا نهاية الشهر الجاري ولقائه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وقرارهما بشأن إدلب يشكل أهمية كبير من هذه الناحية".

وتوجه ملايين الألمان، صباح الأحد، للتصويت في انتخابات تشريعية يتنافس فيها الاشتراكيون الديمقراطيون والمحافظون لخلافة المستشارة أنغيلا ميركل التي تنسحب من الحياة السياسية بعد 16 عاما في الحكم.

ويحق لـ 60.4 مليون شخص الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي أشارت آخر استطلاعات الرأي إلى تقدم الاشتراكيين الديمقراطيين بزعامة وزير المالية أولاف شولتز بفارق طفيف عن المحافظين بزعامة ارمين لاشيت.

أفكارك وتعليقاتك