سوريا ستظل جزءا أساسيا من محيطها العربي والعالم بات مدركا لصوابية مواقفها – نائب سوري

سوريا ستظل جزءا أساسيا من محيطها العربي والعالم بات مدركا لصوابية مواقفها – نائب سوري

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 05 اكتوبر 2021ء) محمد معروف. أكد نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الشعب السوري عمار الأسد، انفتاح سوريا على المستقبل وحرصها على التفاعل البناء مع محيطها العربي وعدم النظر إلى الماضي، لافتا إلى أن جملة من العوامل في مقدمتها انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب وصمود الشعب السوري لسنوات، أسهمت في إدراك العالم لأهمية سوريا وفاعليتها على المستويين الإقليمي والدولي​​​.

وقال عمار الأسد، في مقابلة مع وكالة سبوتنيك، إن "الملك الأردني عبد الله الثاني بادر بطرح موضوع العلاقة مع سوريا وضرورة أن تقرأ بشكل واقعي، وليس كما تؤخذ من خلال القنوات المغرضة والكيان الإسرائيلي الذي ينقل للأميركي الصورة" .

وتابع "الملك عبد الله تحدث للرئيس الأميركي، جو بايدن كثيرا عن موضوع سوريا، وضرورة أن يكون هناك بالفعل إعادة قراءة حقيقية وأن تعاد الأمور مع سوريا إلى مستوى الحوار، ووجود القنوات والكثير من الأمور، لأن سوريا دولة محورية ومركزية في الشرق الأوسط ولها ثقلها السياسي، وعلاقاتها العربية وبمحور المقاومة".

(تستمر)

وتابع البرلماني السوري قائلا "سوريا دائما تؤكد على العمق العربي والعلاقات العربية الجيدة وقوة العرب مع بعضهم، وعلى الأمن العربي".

وأضاف "الاتصالات لم تكن فقط على مستوى الأردن، وإنما هناك اتصالات مع الجانب المصري على مدى سنوات الأزمة، يمكن ألا تكون بالعلن ولكن كان هناك الكثير من الوفود الأمنية وغير الأمنية تخص إعادة العلاقات العربية العربية، وإعادة قراءة الواقع السوري بحقيقته وليس عبر الإعلام المغرض الذي كان يصور الأمور حسب الأجندة الأميركية والإسرائيلية، إلى جانب كثير من الأمور التي تخص العلاقات التجارية العربية والسوق العربية المشتركة".

وتوقع عمار الأسد أن "تذهب الأمور باتجاه ما صرح به وزير الخارجية السوري فيصل المقداد حول أن اللهجة الاستعدائية على سوريا كانت شبه معدومة في الجمعية العامة للأمم المتحدة على عكس السنوات الماضية، وهذا دليل تغير الخرائط والأجندات السياسية، وحتى الاستعداء لسوريا وكل ذلك نتيجة صمود الشعب السوري والقيادة السورية ومؤسسات الدولة وبسالة الجيش السوري الأمر الذي أجبر الآخرين على إعادة حساباتهم وإلا كانوا ذاهبين إلى إسقاط سوريا وتدميرها بالمطلق ومحوها من الخريطة".

وأردف "لكن عندما يكون هناك تحول فهو بسبب صمود الشعب والقيادة والهدوء والثبات والصبر الكبير الذي تحمله ويتحمله اليوم الشعب السوري نتيجة الحصار الجائر، وقانون قيصر والقرارات الاستعدائية للشعب السوري بمنع الغذاء والدواء وكل مقومات الحياة، لذلك هذه التحولات هي نتيجة طبيعية لقوة الشعب وصبره".

يذكر أن قانون "حماية المدنيين في سوريا" المعروف باسم "قانون قيصر" وهو اسم مستعار لشخص سوري قدم لواشنطن ما قيل إنها "معلومات حول ممارسات لا إنسانية للحكومة السورية بحق شعبها"، حيز التنفيذ اعتبارا من 17 حزيران/يونيو 2020.

ويهدف القانون الأميركي إلى حرمان سوريا من استثمار نصرها العسكري الذي حققته على الجماعات والتنظيمات الإرهابية عبر فرض عقوبات، بالإضافة إلى سوريا، على كل طرف إقليمي أو دولي يتعاون مع الحكومة السورية وبخاصة في 4 قطاعات رئيسية هي: النفط والغاز الطبيعي، والطائرات، والبناء، والهندسة.

وشدد النائب السوري على "العلاقات الوطيدة التي تربط بلاده بالدول العربية إن كان في العراق أو لبنان أو الأردن أو الخليج"، مؤكدا أن سوريا تكون إلى جانب أشقائها في أي مأزق إن كان بموضوع المياه أو النقاشات حول الكهرباء. فسوريا كانت دائما السباقة للوقوف إلى جانب أشقائها.

وتحدث نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الشعب السوري عن زيارته إلى فيينا منذ أقل من شهر للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، قائلا "لم تذكر سوريا بكلمة بعكس السنوات الماضية التي كانوا يهاجموننا. وعلى العكس فهذه السنة كنا في موقع الهجوم وكنا نهاجم التركي والأميركي تحديدا وكان هناك تحديد واضح وتوصيف لكل مايجري على الأرض، وكانت مشاركاتنا البرلمانية في أغلب المنتديات والمؤتمرات والجلسات الحوارية هي صورة حقيقية لما يحدث وكان هناك تفهما كبيرا للواقع".

وأضاف أن "رئيسة الجلسة كانت بريطانية ولا تعطي وقتا إلا دقيقتين للمتحدث، وكانت حازمة في إدارة الجلسة إلا أن الوفد السوري أخذ أكثر من ثلاث دقائق للحديث ولم تقاطعه .. هذا تحول وكنا نوصف الحالة ولقينا ترحيبا كبيرا في هذا التوصيف خاصة عندما تحدثنا عن الاحتلالين الأميركي والتركي وقلنا إنهما غير شرعيين، وتحدثنا عما يتعرض له السوريين في الحسكة من تهديد وسرقة ونهب للنفط والغاز والقمح وقطع للمياه".

وأردف "لذلك هناك تغير عالمي وكانت الانتخابات الرئاسية أيضا أساسا قويا في تفنيد الأكاذيب التي تتهمها بأنها لا تملك شعبية، لكن الشعب السوري أوصل رسالة واضحة بأنه صامد ولا يهاب الحصار ولا قيصر ولا كل التهديدات ومتمسك بثوابته وهويته واستقلالية قراره الوطني".

وأضاف "المشاركة الكبيرة في الانتخابات الرئاسية والإجماع الكبير على الرئيس الأسد يقول للعالم أنتم تحاربون شعبا وليس رئيسا. هناك عبء كبير على الشعب ومؤسسات الدولة نتيجة الحصار ولكنه يسير نحو النصر الكبير".

وقال عمار الأسد "ما يتحقق اليوم هو جزء من النصر، وخط الغاز العربي الذي سيمر عبر سوريا والكهرباء التي ستدخل من الأردن إلى لبنان عبر سوريا كل هذه مؤشرات على انفراجات كبيرة وإقرار بأن سوريا انتصرت مع الإدراك بأن العدو لن يستسلم، ولكنه شاء أم أبى ستتهاوى هذه الإجراءات تباعا ومانراه اليوم من كل الانفراجات العربية والدولية هو بداية لنصر كبير سوف يعلن".

وحول احتمال مشاركة سوريا في القمة العربية المقبلة المرتقبة في الجزائر، قال عمار الأسد "ليس الموضوع المشاركة من عدمها وهناك سلوك ومواقف على الأرض يجب أن تعلن وأن تكون هناك نوايا طيبة متجسدة بخطوات على الأرض لأن سوريا لم تنشق عن الصف العربي، وإنما عْلقت عضويتها في الجامعة بمؤامرة".

كان مجلس جامعة الدول العربية قد علق، في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، عضوية سوريا نتيجة ضغوط عدة مارستها دول عربية، لا سيما خليجية، على خلفية الموقف من الصراع الدائر في هذا البلد، بعدما تم تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن مقتل مدنيين.

وتابع النائب عمار الأسد "الجامعة هي من ستعود إلى سوريا بدلا من أن تذهب إليها سوريا. يجب أن تكون هناك أفعال على الأرض فيما يخص الإجرام بحق الشعب السوري، ومؤسسات الدولة. إذا كانت هناك وقفة للأمة العربية لدعم سوريا ومساعدتها عندها يتم الحديث بشكل مغاير لما يظهر على الإعلام".

وعن سماح السعودية بمتابعة حركة التجارة بينها وبين سوريا، فيما هناك خلاف، وهل يمكن اعتبار ذلك مؤشرا على انفراجات قريبة مع الرياض، قال النائب السوري "لن تكون السعودية بعيدة عن باقي الدول، فمنذ عامين بعث (ولي العد السعودي الأمير) محمد بن سلمان الكثير من الرسائل الإيجابية وتحدث عن سوريا بكلام جيد أمام المبعوث الروسي إلى سوريا (ألكسندر) لافرنتييف، ونحن نبني على الكلام الجيد بكلام جيد ولكن الأساس يكمن في الأفعال على الأرض ونحن لا نستعدي أحدا ونمد أيادينا للجميع".

وحول إمكانية إعادة فتح مقر السفارة السعودية بدمشق، قال عمار الأسد "لا أعتقد أن هذا الأمر سيكون بعيدا. هناك إجراءات ولا يكفي فتح سفارة أو  مشاركة باجتماع. وإنما أفعال حقيقة وعودة حقيقية لما كانت عليه الأوضاع قبل الأزمة وأن يتخلى الجميع عن مخططاتهم وأوهامهم بإسقاط الدولة السورية".

وحول الأنباء المتداولة عن اعتزام الإدارة الأميركية رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا في 23 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، قال عمار الأسد "أعتقد أن وسائل الإعلام ذكرت أن هناك مشروع قانون سيعرض على الكونغرس، ومن خلال ما نراه في الإعلام سيكون هناك تخفيفا للعقوبات قد يكون من صلاحيات (الرئيس الأميركي جو) بايدن".

وعن إعلان الشرطة الدولية "الإنتربول" رفع الحظر عن سوريا، وما إذا كان ذلك مؤشرا على عودة أوروبية إلى سوريا، قال عضو مجلس الشعب السوري إن "الوفود الأوروبية لم تنقطع عن سوريا، وجاءت عشرات الوفود وهي لا تأتي بدون مشاورات، ومن مصلحتهم ألا يكونوا في عداء مع سوريا. وهم شعروا أنهم عزلوا انفسهم عن كل قضايا المنطقة عندما قاطعوا سوريا".

وحول اللجنة الدستورية ما إذا كانت نضجت اليوم في ظل المتغيرات الحاصلة، قال النائب عمار الأسد "سوريا تسير بخطى ثابتة واللجنة الدستورية تمثل المجتمع المدني السوري الوطني الذي يحرص على إنهاء الأزمة ولكن المشكلة هي عند الآخر ومن مشغليهم أغلب الدول ارتهنوا هؤلاء الأشخاص".

أفكارك وتعليقاتك