مدريد وقرطبة تحتفيان بالتجربة المسرحيّة لحاكم الشارقة

مدريد وقرطبة تحتفيان بالتجربة المسرحيّة لحاكم الشارقة

مدريد ( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ ‎‎‎ 09 اكتوبر 2021ء) احتفت العاصمة الإسبانية مدريد والعاصمة التاريخية للأندلس سابقا قرطبة بالتجربة المسرحية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة .

فقد ناقش "البيت العربي" في مدريد وقرطبة بحضور نخبة من المثقفين والمبدعين الإماراتيين والإسبان العلامات البارزة في النص المسرحي لسموه والمرجعيات التي استند عليها في تقديم أحداث وتحولات تاريخية بدلالات ورؤى معاصرة.

جاء ذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي الذي تنظمه "هيئة الشارقة للكتاب" بالتعاون مع "البيت العربي" تحت عنوان "أيام الشارقة الأدبية" في كل من مدريد وقرطبة والتي انطلقت بحضور سعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب و سعادة ماجد حسن السويدي سفير الدولة لدى المملكة الإسبانية وسعادة عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث وبشار ياغي سفير الجامعة العربية في إسبانيا وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والرسمية والإعلامية في إسبانيا.

(تستمر)

وجمعت "أيام الشارقة الأدبية" كلا من الفنان الإماراتي أحمد الجسمي والممثلة والباحثة المسرحية لولا بوتيلو والكاتبة والمسرحية الإسبانية جوليتا سوريا في جلستين عقدتا في "البيت العربي" في كل من مدريد وقرطبة وشهدتا عرض تقرير مصور حول أبرز أعمال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي و أولها مسرحية "عودة هولاكو" وما تلاها من أعمال مثل "النمرود" و"الواقع صورة طبق الأصل" و"القضية" و"الإسكندر الأكبر" و"شمشون الجبار" و"داعش والغبراء" وآخر أعماله "كتاب الله".

و قال أحمد الجسمي إن المتتبع للأعمال المسرحية لسموه يجد أنها في مجملها تستثمر التاريخ في صياغة مسرحيات تصلح لكل زمان ومكان وكأنها تتبنى مقولة أن الزمان يعيد نفسه في كل أعماله التاريخية فالأحداث على مر العصور وإن اختلفت الأشكال والأسماء والتفاصيل هي ذاتها والمهم هو أخذ العبرة منها وعدم تكرار الأخطاء التي تسبب الفوضى والدمار للأمم.

و عن تجربتها في دراسة مسرحيات صاحب السمو حاكم الشارقة قالت لولا بوتيلو :"أعجبتني كثيرا المسرحيات التي قرأتها بالإسبانية لصاحب السمو حاكم الشارقة وتعكس معرفة وثقافة واسعة وتطرح الكثير من القضايا والأسئلة المتعلقة بالإنسان وتجربة وجوده لذا أنا سعيدة جدا بالفرصة التي أتاحتها لي هيئة الشارقة للكتاب للمشاركة خلال /أيام الشارقة الأدبية/ .

وأضافت :" عندما قرأت مسرحيات صاحب السمو حاكم الشارقة، وأجريت مقارنات بينها وبين بعض المسرحيات الإسبانية وجدت وجه شبه كبيرا يتجلى في الاهتمام بمراجعة التاريخ والتفكير في الحاضر وإمكانية رسم مستقبل أفضل وهو ما أعادني للمسرح النقدي والتاريخي في إسبانيا حيث تظهر تجارب مشابهة كثيرة في الأسلوب والأهداف وتنشغل مجملها بالانتصار للإنسان والانسانية وتنبذ العنف والعنصرية والظلم .

بدورها قدمت الكاتبة جوليتا سوريا دراسة قاربت فيها ما بين المسرح الاسباني ومسرح صاحب السمو حاكم الشارقة والقضايا الإنسانية والتاريخية المشتركة وأشارت إلى أن الحوارات في أعمال سموه المسرحية تمتلئ بالفلسفة والأفكار التي تنادي بالحرية والعدالة وتستحضر الرموز والتاريخ كما في "النمرود" و"الحجر الأسود" وأنها تشترك مع بعض أعمال المسرحيين الإسبان في هذا المنحى.

و تطرقت جوليتا سوريا إلى وجود مشترك إنساني في مسرحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتركيزها على ظلم الحروب وغيرها من الموضوعات التي تحضر في المسرح الإسباني بما فيها استدعاء الإشارات المرجعية التي تتقاسمها الثقافات وموضوعات الذاكرة التاريخية والميثولوجيا .. موضحة أن ما لفت انتباهها في مسرحيات سموه هي مجموعة التأملات في الأزمات السياسية والصراعات الاجتماعية.

و في سياق الحديث عن دور صاحب السمو حاكم الشارقة في دعم المسرح الإماراتي والعربي أشار الفنان أحمد الجسمي إلى أن المسرح الإماراتي والعربي يعيش عصره الذهبي بفضل دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وحبه للمسرح لافتا إلى وجود مهرجانات مسرحية عربية تقام بدعم من سموه تحت مظلة الهيئة العربية للمسرح التي تأسست بتوجيهاته.

و تطرق إلى الكلمة التي ألقاها صاحب السمو حاكم الشارقة عام 2007 في منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلوم و الثقافة " اليونيسكو " بباريس بمناسبة يوم المسرح العالمي .. مشيرا إلى أن سموه أخذ معه في رحلته مسرحيين من كل الدول العربية وكان الحدث مناسبة للقاء المسرحيين وأثمر نتائج مذهلة ومنها اقترح سموه إنشاء الهيئة العربية للمسرح في الشارقة.

وتوقف المتحدثون عند الحضور الذي حققه أعمال صاحب السمو حاكم الشارقة على مستوى العالم إذ عرضت أعمال سموه بلغات عدة على مسارح عالمية في كل من السويد ومدريد ورومانيا وفرنسا وإيطاليا وموسكو وغيرها من البلدان المعروفة بعراقة مسارحها.

واستعرض المتحدثون أهمية ترجمة الأعمال المسرحية لصاحب السمو حاكم الشارقة إلى الإسبانية وأشاروا إلى العلاقة التي تجمع اللغة العربية والإسبانية وما يمكن أن تشكله ترجمة النص المسرحي إلى الإسبانية من إضافة وتأكيد على حجم التبادل الثقافي بين العرب والإسبان وفي الوقت نفسه تعزز من حضور أعمال سموه في البلدان الناطقة بالإسبانية بأوروبا وأمريكا اللاتينية وغيرها من البلدان إذ تعد الإسبانية اللغة الرسمية لـ 22 دولة في العالم وينطق بها 567 مليون نسمة حول العالم.

و حول هذا الاحتفاء وما تشهده مدريد وقرطبة من فعاليات "أيام الشارقة الأدبية" قال سعادة أحمد بن ركاض العامري إن الأمم والشعوب تلتقي في الكثير من محطاتها التاريخية و تتشابه في الكثير من مرتكزات هويتها الأصيلة والكتب وحدها هي القادرة على كشف هذا المشترك والتأصيل له وحمايته ليكون أساسا لمزيد من العلاقات ومزيد من التعاون انطلاقا من ذلك نمضي في هيئة الشارقة للكتاب بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في مد جسور التواصل مع المؤسسات النظيرة في العالم مؤمنين بأن الثقافة هي أعمق وأمتن الصلات التي تجمع شعبين وثقافتين وتؤسس لمستقبل أكثر تحضرا وريادة وارتقاء.

و أضاف إن الاحتفاء العالمي بالتجربة المسرحية لصاحب السمو حاكم الشارقة يتجدد عاما تلو آخر في مختلف بلدان العالم واليوم يحمل احتفاء كل من مدريد وقرطبة بما قدمه وأضافه سموه للمسرحين العربي والعالمي دلالات عميقة وكبيرة تكشف حجم العلاقات التاريخية والراهنة التي تجمع العرب بالإسبان وفي الوقت نفسه تؤكد عالمية الخطاب الذي كرسه صاحب السمو حاكم الشارقة وإنسانية القيم والرسائل التي ينطلق منها.

بدوره أكد سعادة ماجد السويدي أهمية العمل الدؤوب الذي تقوم به هيئة الشارقة للكتاب في تشجيع حركة الترجمة من خلال رعايتها لمشروعات الترجمات العالمية المتميزة والمعنية بالإصدارات العربية وعلى رأسها مجموعة مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة التي ترجمت للغة الإسبانية وتم إهداؤها إلى المكتبة الإسلامية للوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية الإسبانية.

و قال إن العلاقات الثقافية بين إسبانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة تقوى يوما بعد الآخر فهناك علاقات ثقافية وثيقة بين المؤسسات والمتاحف في البلدين والشارقة تقود جهودا كبيرة في هذا الجانب وحضورها يمتد على مستوى المنطقة والعالم.

و قال بشار ياغي سفير الجامعة العربية في إسبانيا : " تشرفت اليوم بالتواجد في البيت العربي لمتابعة هذه الأمسية العظيمة حول ما تقوم به الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي .. و أشعر بالفخر والاعتزاز أنني أشهد هذا التحول الكبير في تقديم العمل الثقافي العربي إلى إسبانيا وغيرها من دول العالم ".

و أضاف إن الشارقة بدأت خطوات فعالة في الحوار الثقافي مع الآخر وما زالت تقود هذا المشهد عربيا ونحن نتساءل.. ماذا تنتظر من إمارة يحكمها مثقف كبير و أحد أهم و أبرز الأدباء العرب ونجيب: " ننتظر العمل الكبير والحامل للخير والهادف لتطوير العلاقات ورفعها إلى مستوى يليق بالأمة العربية ".

وأشار ياغي إلى أن قيادة دولة الإمارات نجحت في استكمال ما بدأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الذي أكد أن الثقافة هي رهان حضاري فباتت الإمارات واحدة من البلدان التي يفخر العرب بما تقدمه من نموذج للتقدم والمحبة والرقي.

أفكارك وتعليقاتك