فيلم مصري حصد جائزة دولية يثير ضجة في مهرجان الجونة

فيلم مصري حصد جائزة دولية يثير ضجة في مهرجان الجونة

( أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك - 20 اكتوبر 2021ء) مصطفى بسيوني. تواصلت أزمة الفيلم المصري الحاصل على عدة جوائز دولية "ريش"، وهي الأزمة التي اندلعت بعد انسحاب عدد من الممثلين المصريين من العرض الخاص بالفيلم ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، واتهام الفيلم ومخرجه عمر الزهيري "بالإساءة وتشويه سمعة مصر"​​​.

وفيلم "ريش" هو التجرية الإخراجية الأولى في الأفلام الروائية الطويلة لمخرجه عمر الزهيري، وهو فيلم خيالي، تدور أحداثه حول رب عائلة في إحدى المناطق العشوائية المصرية يتحول فجأة إلى دجاجة، فتضطر زوجته إلى الخروج للعمل لتتمكن من إعالة الأسرة.

ويعرض الفيلم مشاهد لمناطق عشوائية، كما يعرض مشاهد للفقر والأوضاع الاجتماعية المتردية في مصر، وهو ما اعتبره الفنانون المصريون "مسيئاً لصورة مصر"، كما أعلنت بعض الصحف مقاطعتها لأخبار المهرجان احتجاجا على عرض الفيلم.

(تستمر)

وحصد الفيلم جوائز دولية، منها الجائزة الكبرى للنقاد بمهرجان كان السينمائي، كما أعلنت الشركة المنتجة للفيلم أمس الثلاثاء، أنه حصل على جائزة أفضل فيلم ضمن جوائز روبرتو روزيليني، في مهرجان بينجياو السينمائي الدولي، كما حظي الفيلم سابقاً، بتكريم من وزارة الثقافة المصرية.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تثار ضجة مثل هذي على أحد الأعمال الفنية، هذا ما يؤكده الناقد السينمائي المصري، طارق الشناوي، في حديثه الحصري لسبوتنيك، معتبراً أن الضجة مفتعلة، ومشيداً بالفيلم المصري الذي حصل على جائزة هامة في مهرجان دولي، يحق للمصريين أن يفخروا بها.

وقال الشناوي، في حديثه لسبوتنيك "شاهدت الفيلم في مهرجان كان في شهر يوليو الماضي، وتوقعت في مقال كتبته أن الفيلم سيثير ضجة في مصر عند عرضه، وسترتفع أصوات تطالب بمحاكمة صناعه بحجة الإساءة لسمعة مصر، تنبأت بما حدث لخبرتي بما حدث في الماضي مع أعمال فنية أخرى، وهذا النوع من الاتهامات يحدث كثيراً، ومع الأسف ما حدث لا يعدو كونه خلط للأوراق، وغياب ثقافة تقبل الأعمال الفنية المختلفة في الذوق".

وأكد الشناوي "لست ضد أي أحد لديه وجهة نظر سلبية عن الفيلم ولست ضد من ترك الفيلم خلال عرضه، ولكني ضد رفع اتهامات في وجه الفن، بحجة الإساءة لسمعة مصر".

وأشاد الشناوي بالفيلم، معتبراً إياه من الأفلام الجيدة جداً، موضحاً "الفيلم جيد جداً على مستوى اللغة والسرد، هناك جرأة أيضا من المخرج، في استعانته بشخصيات تقف أمام الكاميرا لأول مرة، وحفاظه على تلقائيتهم أمام الكاميرا، الفيلم لا يحمل أي تشويه للواقع المصري، الفيلم يقدم عائلة فقيرة، ولدينا في مصر، مثلما في كل دول العالم عائلات فقيرة، ما التشويه في ذلك. أسرة عائلها لا ميت ولا غائب ولا موجود، وبالتالي لا تستحق معاشاً، وإذا نظرنا للفيلم بنظرة موضوعية سنجده يمجد المرأة المصرية، والتي ظهرت مقهورة في بداية الفيلم، وعندما تعرض مصير أسرتها للخطر

تحملت المسؤولية وأنقذت العائلة، هل هذا تشويه لصورة مصر، أم إظهار لقيمة المرأة المصرية وقدرتها".

وأضاف الشناوي "الفيلم هو ثاني فيلم مصري يفوز بجائزة في مهرجان كان، وكان ينبغي أن يكون من دواعي الفخر، بعكس ما حدث، الفيلم الأول، كان فيلم (16) وهو فيلم قصير، فاز العام الماضي، وعام 1997 فاز المخرج الراحل يوسف شاهين، بجائزة في مهرجان كان على مجمل أعماله".

وأشار الشناوي "بالمناسبة فيلم (16) أيضاً هوجم العام الماضي، باعتباره يسيء للدين الإسلامي، يعني عامين متتالين تفوز أفلام مصرية في أحد أهم المهرجانات السينمائية في العالم، ومن حقنا أن نفرح ونفتخر بما وصلت إليه السينما المصرية، لا أن تثار هذه الضجة حول الفيلم دون داعي".

وكان الممثل المصري، شريف منير، قد قال في تصريحات إعلامية، إن "ما رآه في الفيلم كان زائداً عن الحد ويجعل من صورة مصر سيئة"، مضيفاً أن "بلدنا فيها حياة جميلة، وحتى وقت ما كان لدينا عشوائيات لم تكن بهذا الشكل الذي ظهر في الفيلم".

وطالب منير الجهات المختصة بمشاهدة الفيلم، وتحديد إذا ما كان يسئ لصورة مصر فعلاً، وقال "الصورة التي رأيتها في الفيلم لا تمثل الصورة التي أراها في بلدي، ولا أعرف حصد الجائزة بناء على أي أساس".

على جانب آخر، نفى الممثل المصري، أشرف عبد الباقي، في بث مباشر في صفحته على "فيسبوك" أن يكون غادر قاعة عرض الفيلم احتجاجاً على محتواه، ولكن لارتباطه بموعد لتكريمه في دار الأوبرا المصرية، وقال عبد الباقي، إن "الفيلم حصل على جائزة دولية مهمة، لكن من الطبيعي أن أذواق الناس تختلف حول الأعمال الفنية".

ولفت عبد الباقي إلى أنه كان لديه عدد من الملاحظات الفنية حول الفيلم، وقالها إلى منتج الفيلم محمد حفظي وهو تقبلها.

إضافة إلى ذلك، تقدم عضو مجلس النواب المصري أحمد مهنى، بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم لمحاسبة "من تسبب في إخراج هذا الفيلم الذي يسيء للدولة المصرية من خلال عرض مشاهد تتنافى تماما مع الواقع"، وقال النائب، إن "صناع فيلم (ريش) لم يشاهدوا ما حدث داخل المناطق العشوائية التي تحولت بالفعل إلى مجتمعات حضارية متكاملة بفضل الجهود الحثيثة والرؤية الثاقبة للدولة التي تعتمد مفهوماً شاملاً لحقوق الإنسان يمكن اختصاره في مصطلح (حياة كريمة)".

على الجانب الآخر، أصدر مهرجان الجونة بياناً قال فيه، إن "اختيار فيلم ريش جاء متسقاً مع معايير اختيار الأفلام وذلك بناء على ما حققه من نجاحات في بعض المحافل الدولية، سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في أكبر المهرجانات العالمية مهرجان كان، وهو أول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة، كما حصل بالأمس القريب على الجائزة الكبرى لمهرجان "بينجياو" في الصين، كما تم اختياره ليعرض في أيام قرطاج السينمائية".

وأضاف البيان "وفقا لآراء العديد من النقاد المصريين والعالميين، فإن الفيلم تدور أحداثه في زمن ومكان غير محددين، وبالتالي لا يمكن تحميل الفيلم أكثر مما جاء به، ويؤكد المهرجان أنه لم ولن يعرض أي فيلم بدون الحصول على التصاريح الرسمية، تأكيداً لأنه لا يحمل أية إساءة أو ضغينة في أي من عروضه المختلفة، سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية".

أفكارك وتعليقاتك